محاصرة فرع داعش في الصحراء

محاصرة فرع داعش في الصحراء

المغرب اليوم -

محاصرة فرع داعش في الصحراء

بقلم - ادريس الكنبوري

تنظيم أبي الوليد الصحراوي يمثل تحديا أمنيا مشتركا للبلدان الخمسة، منذ انشقاق هذا الأخير عام 2015 عن تنظيم "المرابطون" بزعامة الجزائري مختار بالمختار.تضييق الخناق على التنظيم

في خطوة ترمي إلى تضييق الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية لأبي بكر البغدادي في منطقة الساحل، أصدرت الخارجية الأميركية قرارا يقضي بإدراج “تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى” على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، ووضع زعيمه عدنان أبي الوليد الصحراوي، واسمه الحقيقي لحبيب عبدي سعيد، على قائمة الإرهابيين العالميين المطلوبين، بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي. ونتيجة لهذا القرار المزدوج يصبح ممنوعا على الأميركيين الدخول في معاملات مع التنظيم وزعيمه، كما يتم تجميد مختلف ممتلكاتهما ومصالحهما الخاضعة للولاية القضائية الخاصة بالولايات المتحدة، ويعتبر أي خرق للقرار في عداد الجريمة الدولية.

القرار يأتي في الوقت الذي تستعد فيه البلدان الخمسة في إقليم الساحل، وهي موريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر ومالي وتشاد، لإطلاق مشروع القوة العسكرية المشتركة المسماة “مجموعة الخمسة” لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة وبوجه خاص تنظيم الدولة. فقد عقد وزراء دفاع البلدان الخمسة الأسبوع الماضي في واغادوغو اجتماعا مغلقا انصب على بحث سبل إطلاق العمليات المشتركة، وفقا للاتفاق الذي تم الوصول إليه في القمة التي جمعت زعماء البلدان الخمسة في فبراير 2014، بخصوص تشكيل قوة عسكرية إقليمية مشتركة للتصدي للمخاطر الإرهابية، لكن من دون أن تتوفر لتلك القوة العسكرية الوسائل اللوجيستية والإمكانيات المالية للدخول حيز التنفيذ.

ويمثل تنظيم أبي الوليد الصحراوي تحديا أمنيا مشتركا للبلدان الخمسة، منذ انشقاق هذا الأخير عام 2015 عن تنظيم “المرابطون” بزعامة الجزائري مختار بالمختار، الذي بايع تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري. فبعد صعود تنظيم البغدادي عام 2014 وإعلانه ما يسمى بالخلافة في أجزاء من الأراضي العراقية والسورية وسيطرته على مدينة الموصل، حصل خلاف بين الصحراوي وبالمختار حول بيعة البغدادي والتخلي عن بيعة الظواهري، بيد أن بالمختار رفض الالتحاق بتنظيم القاعدة، الأمر الذي دفع الصحراوي وعددا من أتباعه إلى مبايعة زعيم تنظيم داعش، والإعلان عن إنشاء أول تنظيم تابع له في إقليم الساحل تحت مسمى “تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى”. وكانت المفاجأة أن التنظيم المركزي للبغدادي هو الذي أعلن عن تلك البيعة الجديدة، عبر مجلة “دابق” عام 2015، وليس الصحراوي، ما دل وقتها على الاهتمام الكبير الذي أولاه تنظيم داعش لتلك المبادرة التي رأى أنها تمكنه من الحصول على موطئ قدم في منطقة ظلت إلى وقت قريب محسوبة على تنظيم القاعدة، منذ أن بايعت الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية أسامة بن لادن عام 1998.

وفي الوقت الذي تشير فيه بعض المصادر إلى أن الصحراوي ينحدر من مالي، هناك قرائن متعددة تشير إلى كونه ينحدر من الأقاليم الصحراوية المغربية، وتحديدا من مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، حيث تلقى بها تعليمه إلى حين التحاقه بجهة البوليساريو الانفصالية وانتقاله إلى المخيمات في تندوف فوق الأراضي الجزائرية. وظل الصحراوي عضوا نشطا بالجبهة إلى أن التحق بحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا فور إنشائها عام 2011، ومبايعتها لتنظيم القاعدة.

وقام الصحراوي وقتها بخطف ثلاثة مواطنين أوروبيين بمخيمات تندوف، وهو ما كشف آنذاك خيوط الارتباط بين التنظيم الجديد الموالي للظواهري وجبهة البوليساريو. وفي عام 2013، في أعقاب الاندماج الذي حصل بين حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وتنظيم “المرابطون” لمختار بالمختار، المكنى بالأعور، أصبح الصحراوي واحدا من أبرز وجوه التنظيم الجديد.

وإذا كان قرار الخارجية الأميركية بوضع تنظيم الصحراوي على قائمة الإرهاب الدولي يندرج ضمن محاولات التحالف الدولي ضد داعش التضييق على هذا الأخير في منطقة الساحل وغرب أفريقيا، إلا أن تنظيم الدولة في الصحراء سيسعى إلى توظيف القرار لصالحه أمام الجماعات الإرهابية الأخرى، لأنه يمنحه “صك اعتراف” أميركيا ودوليا بأنه القوة الإرهابية الأكبر في المنطقة، وهو ما قد يدفع جماعات إرهابية أخرى للالتحاق به مستقبلا، في مواجهة تحالف تنظيم القاعدة الذي تمثله اليوم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التي يقودها إياد أغ غالي، والتي نشأت كحصيلة تحالف بين أربع مجموعات مسلحة في مارس من العام الماضي هي أنصار الدين وكتائب ماسينا وكتيبة “المرابطون” وإمارة منطقة الصحراء الكبرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاصرة فرع داعش في الصحراء محاصرة فرع داعش في الصحراء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib