تركيا وإيران تخططان لخلافة النفوذ الأميركي

تركيا وإيران تخططان لخلافة النفوذ الأميركي

المغرب اليوم -

تركيا وإيران تخططان لخلافة النفوذ الأميركي

بقلم - ادريس الكنبوري

واشنطن - أثار تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانسحاب قريب للقوات الأميركية من سوريا موجة من التساؤلات حول نتائج هذه الخطوة على مصالح واشنطن وحلفائها الإقليميين، فضلا عما ستخلفه من فراغ لا شك أن إيران وتركيا ستبادران إلى ملئه لتثبيت نفسيهما كقوتين إقليميتين صاعدتين.

ولم تتأخر ردود الفعل كثيرا، فقد طالب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بعدم انسحاب الوحدات الأميركية من سوريا لما له من تأثيرات مباشرة وسريعة، محذرا من أن إيران ستستثمر هذا الانسحاب في تثبيت “الهلال الشيعي” الذي تخطط له منذ انطلاق ثورة آية الله الخميني في 1979.

وفي مقابلة مع مجلة تايم الأميركية، نُشِرَتْ مساء الجمعة (بالتوقيت المحلي)، قال ولي العهد السعودي “نعتقد بأن على القوات الأميركية أن تبقى في سوريا على الأقل على المدى المتوسط، إن لم يكن على المدى البعيد”.

وكان الرئيس الأميركي أعلن، الخميس، على نحو مفاجئ عن قرب انسحاب قوات بلاده من سوريا “بعد أن قضينا على داعش، فإننا سننسحب قريبا جدا من سوريا، لنترك الآخرين يعتنون بها”.

وأوضح ولي العهد السعودي أن الوجود الأميركي في سوريا هو المحاولة الأخيرة لمنع طهران من توسيع نطاق نفوذها في المنطقة، مشيرا إلى أن إيران تعمل مع ميليشيات وحلفاء إقليميين على إنشاء طريق بري يبدأ من لبنان ويمر بسوريا والعراق وصولا إلى العاصمة الإيرانية طهران.

وتابع الأمير محمد بن سلمان بأن مثل هذا الهلال الشيعي من شأنه أن يمنح إيران نفوذا أكبر في المنطقة.

وكان ولي العهد السعودي حذر في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، من إمكانية نشوب حرب مع إيران في غضون ما بين 10 و15 عاما، إذا لم يعد هناك المزيد من الضغوط على النظام في طهران.

ويقول خبراء متخصصون في قضايا الشرق الأوسط إن الخطوة الأميركية المفاجئة يمكن أن توسع من دائرة الفجوة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي نجحت زيارة الأمير محمد بن سلمان في تقليصها بشكل لافت. كما أنها ستؤثر بشكل كبير على حلفائها المحليين في سوريا (الأكراد) الذين يعيشون على وقع تهديدات تركية مستمرة، وأنهم ربما يكونون قد انخدعوا بالدعم الأميركي في اتخاذ خطواتهم سواء ما تعلق باتخاذ مسافة من النظام السوري أو في العلاقة بتركيا.

وقال المحلل ديفيد إديسنيك لقناة سي أن أن الأميركية، إن “أكثر ما يبقي قوات سوريا الديمقراطية على أرض الميدان هو أن الجماعات الأخرى لا يمكن أن تمسّها، خشية الانتقام الأميركي”.

الخطوة الأميركية المفاجئة يمكن أن توسع من دائرة الفجوة بين الولايات المتحدة والسعودية، والتي نجحت زيارة الأمير محمد بن سلمان في تقليصها بشكل لافت

وتساءل إديسنيك “كيف سينعكس انقطاع الدعم الأميركي للأكراد على أداء قوات سوريا الديمقراطية؟ وإن وجدوا أنفسهم في موقف ضعيف، هل سيبرمون اتفاقا مع النظام؟”.

وفي خطوة مفاجئة أخرى، تبدو الولايات المتحدة على عجلة من أمرها في فسح المجال أمام التهديدات التركية ضد الأكراد، من خلال تسريبات عن وقف الدعم المقدم لإعادة إعمار المناطق التي تديرها المجموعات الكردية.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن ترامب أصدر تعليمات بتجميد مساعدات قدرها 200 مليون دولار مخصصة لإعادة إعمار مناطق يسيطر عليها أكراد سوريا.

وبحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا للصحيفة، فإن البيت الأبيض يدرس دور واشنطن في مستقبل سوريا، وإن قرار تجميد المساعدات المذكورة جاء في إطار هذا التقييم، وبالتزامن مع تصريح ترامب حول انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

وذكرت الصحيفة أن وصول مكافحة تنظيم داعش في سوريا إلى طريق مسدود، دفع الرئيس الأميركي إلى اتخاذ هذا القرار.

وكان وزير الخارجية الأميركي المقال ريكس تيلرسون تعهد خلال اجتماع التحالف الدولي لمكافحة داعش في الكويت في فبراير الماضي بتخصيص 200 مليون دولار لإعادة إعمار مناطق يسيطر عليها الأكراد السوريون.

ويعتقد مراقبون أن إدارة ترامب تستعيد نفس الاستراتيجية التي اعتمدها الرئيس السابق باراك أوباما، والقائمة على فسح المجال للخصوم بالرغم من التعديلات التي أدخلها الرئيس الأميركي على إدارته وضم شخصيات محسوبة على الصقور ولا تخفي عداءها لإيران وتركيا وكوريا الشمالية، وتؤمن باستعادة الولايات المتحدة دورها القيادي الأول في العالم.

ويلفت المراقبون إلى أن الانسحاب من سوريا سيعني أن الولايات المتحدة سلمت بالهزيمة أمام روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الثلاث التي شكلت ما يشبه التحالف للإمساك بمفاتيح الحل السياسي في سوريا وفق مصالح الدول المعنية، فيما يكمن الهدف الخفي  من هذا التحالف في إجبار واشنطن على القبول بالأمر الواقع، أو لعب دور ثانوي لا يتعدى مجرد التعليق عمّا يجري.

ويحذر هؤلاء من أن انسحاب الولايات المتحدة من مواقع نفوذها الوقتية في سوريا سيجعل الدول الثلاث تطمع في تنازلات أكبر خاصة في العراق، الذي يسير بشكل شبه نهائي ليكون تحت النفوذ الإيراني، فيما تنفرد تركيا بتصفية الحسابات مع الأكراد في سوريا والعراق.

وتستعد العاصمة التركية أنقرة لاستضافة القمة الثلاثية بين أردوغان ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني في الرابع من شهر أبريل الجاري لبحث الملف السوري.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا وإيران تخططان لخلافة النفوذ الأميركي تركيا وإيران تخططان لخلافة النفوذ الأميركي



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib