نوستالجيا “عيد العرش المجيد”
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

نوستالجيا: “عيد العرش المجيد”

المغرب اليوم -

نوستالجيا “عيد العرش المجيد”

بقلم - جمال بودومة

في أيام الحسن الثاني كانت لعيد العرش نكهة أخرى. لم يكن الخطاب الملكي ما يسترعي انتباهنا، بل الأغاني الوطنية، وقصائد المديح، والاستعراض وما أدراك ما الاستعراض. المملكة بكاملها تخرج للشارع كي تتفرج: البنات يتنكرن في زي “الماجوريت”، ببذلاتهن الأنيقة ذات اللونين الأبيض والأحمر، يمشين بإيقاع موحد وفي يد كل واحدة منهن عصا تحركها في شتى الاتجاهات، ومن خلفهن فرقة نحاسية تقرع الطبول. أما الأولاد فيتحولون إلى جنود صغار، يسيرون في الشوارع وهم يرددون: “واحد اتنين تاكل فار بلا ودنين”… لا أعرف هل كانت المبادرة حرة من بعض المعلمين المعجبين بالبذلة العسكرية أم إن وزارة التربية الوطنية هي من كانت تفرض “التجنيد الإجباري” على أطفال في التاسعة من العمر،  لكن الاستعراضات كانت مغرية وكنا نتسابق كي نكون ضمن المشاركين، لأن البعض كان يحلم بأن يصبح جنديا حقيقيا عندما يكبر، وهي فرصة ذهبية كي يمشي خطواته العسكرية الأولى، والجميع كان يعرف أن المشاركة في عيد العرش تعفيه من الدراسة طوال فترة التداريب، وهو المحفز الأول طبعا!

على امتداد أسابيع، نتمرن على المشية العسكرية في ساحة المدرسة، ونردد بعض الأناشيد الحماسية، استعدادا لليوم الموعود. عشية الاستعراض، نتسلم زيا كاكيا وقبعات وأحذية تحاكي ما يرتديه الجيش. في الثالث من مارس نخرج للشارع مثل جنود أشاوس. نحس أننا أصبحنا أبطالا، جاهزين لتحرير الصحراء، رغم أننا لم نكن نعرف أين تقع على الخريطة. المعلم الذي يقودنا يتصرف مثل جنرال، لا تنقصه إلا النياشين والسلاح. السلاح الذي كان يلعلع غير بعيد في تلك الثمانينات القاسية. كانت أصداء المعارك في الصحراء تجعلنا نحس بمزيج من الخوف والتحدي، ونحن نرتدي هذا الزي المهيب، ونجوب شارع المدينة ككتيبة تتهيأ للقتال. عندما يستبد بنا الحماس نردد بأعلى صوتنا: “ماطيشة بلا ملحة، بومدين خاصو دبحة!”رغم أننا لم نكن نعرف من هو بومدين هذا الذي يستحق الذبح، وما دخل الطماطم في الموضوع! فيما بعد فهمنا أن “التهديد” موجه للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي لعب دورا محوريا في إنشاء وتسليح جبهة البوليزاريو.

عندما وصلنا إلى الإعدادية، أصبحت المشاركة في عيد العرش تعني تهييء سهرة تقام في قاعة الحفلات بالمؤسسة. لا يهم. استعراض في الشارع أم سهرة في الإعدادية، المهم أن نعفى من الدراسة، وهو أعز ما يُطلب في تلك السنوات الساذجة. بدل الفيالق العسكرية ومجموعات “الماجوريت”، كان الأساتذة يشكلون فرقا مسرحية وموسيقية من التلاميذ، حسب المواهب المتوفرة، ويقترحون أعمالا وطنية وقومية تعرض  في سهرة عيد العرش الكبرى.

كنا عصابة من الأصدقاء، نجلس في المقاعد الخلفية، أرسلنا أهلنا للتعلم وتخصصنا في الشغب والغياب. عندما سألنا أستاذ العربية ذات صباح: من يريد المشاركة في عيد العرش؟ رفعنا أصابعنا في وقت واحد، بلا تنسيق مسبق… إنها فرصة ذهبية كي نستريح من الدروس ونتفرغ للحماقات. صحيح أننا مجبرون على حضور التداريب، لكن شتان بين التسلية التي تمنحها المسرحيات والأغاني، وبين التحاكي ومعادلات الدرجة الثانية وتعكر ماء الجير وقصائد جميل بن معمر عن حبيبته “البعكاكة” بثينة…

بدأنا التداريب، وكان نصيبي دور حقير في مسرحية تافهة من اقتراح تلميذ مغرور. رجل غني يريد تزويج ابنته ويطرح سؤالا مخاتلا على الخُطّاب الذين يأتون كي يطلبوا يدها: من يضيئ القاعة التي نجلس فيها الآن؟ يسأل والد الفتاة. الخطيب الأول يرد وهو يشير إلى قرص أصفر معلق على الحائط: إنها الشمس. الثاني ينظر إلى السقف ويقول: إنه المصباح. الثالث يمد سبابته إلى شمعدان على الطاولة ويردد: إنها الشمعة. ويأتي في النهاية البطل ليقول: الجمهور هو الذي يضيئ القاعة… فيضج المسرح بالتصفيق ويفوز بالفتاة، التي لا توجد أصلا، بل يتم الحديث عنها فقط، بضمير الغائب… قمة السخافة. وصاحبكم من كان يقول: “الشمعة”!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوستالجيا “عيد العرش المجيد” نوستالجيا “عيد العرش المجيد”



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib