هؤلاء المتبرئون منا… ما أسعدهم فعلا بابتسامة التشفي الباردة في “وطنهم”

هؤلاء المتبرئون منا… ما أسعدهم فعلا بابتسامة التشفي الباردة في “وطنهم” !

المغرب اليوم -

هؤلاء المتبرئون منا… ما أسعدهم فعلا بابتسامة التشفي الباردة في “وطنهم”

بقلم: المختار الغزيوي

غبطت كثيرا‪، ‬  ولم أحسد ‪-‬  والفرق شاسع وواسع لمن يعرف العربية بين الأمرين – زميلنا سابقا أحمد رضا بنشمسي،  وأنا أراه عبر فرانس 24 يتحدث عن المغرب، مرتاحا للغاية لتقرير الخارجية الأمريكية حول حقوقنا نحن المغاربة الذين نعيش داخل المغرب، وأيضا وهو يتحدث باسم قطب التواصل والإعلام في منظمة الهيومان رايتس واتش التي تهتم بأحوالنا – نحن دائما المغاربة الذين نعيش داخل المغرب – والتي تدبج حولنا التقارير المرة بعد الأخرى من أجل تحسين كيفية عيشنا ومن أجل تمكيننا من كافة حقوقنا إلى أن نترقى ونصبح كائنات آدمية يجوز علينا وصف “الإنسان” ويجوز لنا نيل كل حقوقه.
غبطت زميلنا سابقا بنشمسي، وتابعت بافتتان بالغ تعاليه على الحالة المغربية هو الذي قال لنا إن “أمريكا لديها ماهو أهم بكثير من المغرب لكي تشغل به بالها”، وتبنيه لما قاله عن بلاده بان كي مون من كون المغرب يحتل الصحراء، وأيضا مطالبته مسؤولي الدولة المغربية ببعض العقلانية عوض التشنج الذي يتعاملون به مع مثل هاته التقارير الصادرة من الخارج عنا نحن سكان الداخل.
أيضا أعجبت بالفتى، وهو يقول لنا بأنه من اللازم تفادي استعمال كلمات الافتراء والكذب من طرف المسؤولين الرسميين عن مثل هاته التقارير، لأنه يسمي المسؤولين الذين يقومون بهكذا أفعال “الترول” أو “الطغول” في الأنترنيت.
ولم يفتني طبعا أن أفتتن مجددا بلائحة الصحافيين الذين ذكر أحمد أنهم يتعرضون للتضييق في البلد علما أن أغلبيتهم ليست ممارسة للمهنة، لكن ما يدريني بالمهنة وأسرارها وحقيقة من يمارسها في البلد وأنا الذي لم يسبق لي أن مارستها في يوم من الأيام؟ دون نسيان الافتتان البالغ للمرة الثالثة بقول بنشمسي إن السلطات منعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهي عريقة ومعروفة من عقد أنشطتها، علما أن آخر نشاط للجمعية كان هو مؤتمرها وقد مر مثلما قالت هي في بيانها الختامي في ظروف نضالية رائعة، وهذه مسألة يعرف حقيقتها الحقيقية من يعيشون معنا داخل البلد.
ما علينا، كل هذا لا يهم. أهم منه، وهو الأمر الذي استرعى انتباهي دوما هو السؤال عن طبيعة هؤلاء الذين يغادرون الوطن من أجل أن يناضلوا لنا نحن الباقين فيه، ومن أجل أن ينتزعوا مكاسب حقوقية وسياسية تعود علينا نحن الأهالي “LES ABORIGENES “أو “LES INDIGENES” بالنفع العميم فيما بعد
أعرف أنهم ينتزعون قبل هاته المكاسب مناصب في هيئات دولية تحتاج لمن يؤجر خده بهاته الطريقة، وأعرف أنهم ينتزعون أموال كثيرة، وإقامات فاخرة، ويتنقلون من هذا الفندق الضخم إلى الفندق الأضخم منه تحت رعاية نافذين يمارسون المعارضة بهم، لكن كل هذا لا يهم
أهم منه، وهذا بالفعل مايشغلني هو هذا التبرؤ منا، وهذا الإحساس أننا ندافع عن شيء ما يخصنا لوحدنا، وأن هؤلاء الشباب من مناضلي الشتات يدافعون عن أمر ثان يعني لهم كل شيء.
لنقلها بصراحة: الإحساس الذي يخامرني دوما هو أننا ندافع عن مغربين: المغرب الذي أؤمن به وأعتنقه لن أغادره أبدا وإن اضطررت للتسول فيه، ولن أهرب منه أبدا إلى بلد آخر لكي ألقي عبر القنوات الأجنبية المواعظ الحقوقية والنصائح السياسية فقط لأنني لم أصل إلى ما أريده، ثم مغرب الابتسامة الساخرة، والاستهانة بكل ما تحقق والاستقواء بالأجنبي.
المغرب الذي يسكن المسام السمراء مني قابع في تلافيف فؤادي، هو مهوى القلب ومسقط الرأس وهو ملجأ الجسد يوم يتذكره الخالق أما الروح فيه فباقية ما بقي الإنسان على وجه هاته الأرض، ثم المغرب الآخر الذي تتغير وجهة النظر إليه فور المساس بالمصالح الشخصية الصغيرة الضيقة التافهة، العابرة مهما بدت للمؤمنين بها أمورا هي الحياة كلها.
وأنا لا أخون أحدا، ولا أنزع جنسية من أي كان، لكنني أعبر فقط عن استغرابي وافتتاني بهؤلاء القادرين على إعلان البراءة منا المرة بعد الأخرى تحت شعار الدفاع عنا وهنا مكمن كل الغرابة.
لا تهمهم مشاكلنا ولا كيف نواجهها. لا يعرفون المغربي الذي لا يكتفي بالتحدث بالدارجة، بل يحيا بالدارجة، وغالبا يصفونه بأنه مجرد “بوزبال” ولا نعني لهم شيئا إلا لكي يقولوا باسمنا دون أن نطلب منهم ذلك إن “الشعب المغربي يعاني”
نعم أيها الأبرياء منا، الشعب المغربي يعاني من عديد الأشياء، لكنه يعانيها داخل وطنه، ولا يمتلك معارضين يفتحون له أبواب جامعات أمريكا، ولا يملك من يتوسط له للحصول على مناصب النطق الرسمي بما لانعرفه من ترهات مع شرط التسريع بتعلم العربية الفصحى لأن المنصب يهم شمال إفريقيا والشرق الأوسط كله، ولابد من إتقان الفصحى وإن كانت ميتة والدارجة أفضل منها في سابق الوقت والزمان.
هذا الشعب المغربي لا يملك إلا أن يعاني من عديد الأشياء وأن يواجهها يوميا قصد تغييرها وفي مقدمتها هؤلاء المتبرئون منا الذي يعتبرون أنهم  الخير كله وأن البقية التي قد تقول لهم كلاما لايروق هي الشر كله
معذرة، من يهرب من وطنه في الالتباس ومن أجل الالتباس لا يستطيع التحدث باسم وطنه، وكلامه بالنسبة لي لا يعود كونه مؤدى عنه بالدولار، باليورو، بالين، بالريال، بالدرهم لا أدري
لكنه كلام مدفوع مقابله، مؤدى عنه، وأنا أعفيكم من وصف من يتلقى مقابل مايقوله ومايتبناه من نضال ضد بلده. بالدارجة تاعرابت: “سعدات هاد الناس قلبهم بارد على بلادهم . سعداتهوم فعلا”، تكاد تحسدهم على ابتسامة التشفي الباردة ضد الوطن، ثم تتذكر أنه الوطن، وأنه ليس فلان أو علان.
لذلك ترفضها، وتتشبث بتقطيبة الحاجب الحزينة لأجل كثير الأشياء، وبالتماعة العين التي تأمل التغيير من داخل البلاد وتؤمن به وتعمل يوميا من أجله مع من يسكنهم هذا الوطن، ويسكنونه، بعيدا عن أولئك الذين لم يجدوا في يوم من الأيام أي سكن لهم في أي مكان…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هؤلاء المتبرئون منا… ما أسعدهم فعلا بابتسامة التشفي الباردة في “وطنهم” هؤلاء المتبرئون منا… ما أسعدهم فعلا بابتسامة التشفي الباردة في “وطنهم”



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
المغرب اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 01:29 2023 السبت ,23 أيلول / سبتمبر

فيسبوك يغير شعاره إلى اللون الأزرق الداكن

GMT 20:43 2023 الإثنين ,01 أيار / مايو

المغرب يُنافس في بطولة العالم للملاكمة

GMT 21:54 2023 الجمعة ,17 شباط / فبراير

الليرة تسجل تدهوراً جديداً فى لبنان

GMT 23:47 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أسواق الخليج تتباين ومؤشر "تداول" يتراجع 0.2%

GMT 20:22 2022 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة "بيتكوين" تخسر أكثر من عشر قيمتها في 24 ساعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib