العريفي والإسلام المغربي عن “المنتصرين” بكل هزيمة

العريفي والإسلام المغربي: عن “المنتصرين” بكل هزيمة !

المغرب اليوم -

العريفي والإسلام المغربي عن “المنتصرين” بكل هزيمة

المختار الغزيوي

لاأعرف إن كان من اللازم أن أحتفل “مثل بقية القبيلة الحداثية” بعدم مجيء العريفي للبلد، أم أنني – وقد كنت من بين قلائل عبروا عن موقف إيجابي من هاته الزيارة واعتبروها لا تعني أكثر من حجمها، ولابأس بالسماح بها وعدم جعلها معركة القرن – ملزم ببعض المصارحة بأفكاري الحقيقية، لا تلك التي تروق للجموع، سواء كانت الجموع حداثية، أم جموعا من الضفة الثانية.
أنتصر دوما لهاته الرغبة في قولها مثلما أفكر فيها، وأرى في الأمر انتصارا على رقابة ذاتية لا يجب أن تكبلنا مهما كان، ومهما توقعنا سماع آراء أو أفكار معارضة بشدة، وفي حالات أكثر استفحالا سبابا من الدرجة الرخيصة الذي لا يعني شيئا في نهاية المطاف.
بالنسبة لي الموقف واضح: أن يأتي العريفي في زيارة رسمية وعلنية إلى حركة معترف بها هي الجناح الدعوي للحزب الذي يسير الحكومة، أفضل بكثير من أن يأتي مثلما يأتي عادة بشكل سري وغير مصرح به..
ودعونا نشرح للحداثيين الفرحين الجذلين بالمنع المبطن، الذي اتخذ شكل إلغاء من طرف العريفي نفسه بعد أن رأى أن الأمور أخذت سياقا أكبر منه هو شخصيا بكثير..
العريفي يأتي دائما إلى المغرب، لكنه يأتي  بشكل شخصي وغير معلن عنه. يمتطي طائرته، يحل ببلادنا، يجالس إخوانه، يعقد معهم الدروس والندوات، يبارك لهم الزيجات والعقيقات يقول ما ألف أن يقوله ويمضي
بالنسبة لي، أفضل أن يأتي علانية، ولدى جهة معترف بها، على أن يأتي سريا ولدى جهات قد لا تكون بنفس شفافية التوحيد والإصلاح مع كل مايمكن أن نقوله عن التوحيد والإصلاح
ثم دعونا ذكر جموع “المنتصرين والمنتصرات” هذا الانتصار الوهمي بأمر أخطر بكثير من الزيارات الحقيقية: العريفي يقطن في بلادنا.
نعم، العريفي يقطن في بلادنا لأن عددا كبيرا – بل وكبيرا جدا – من المغربيات والمغاربة يتابعونه عبر القنوات التي تبث دروسه، ويحفظون أشهر لحظاته عبر اليوتوب، ويتبادلونها فيما بينهم عبر الواتساب على الدوام.
ولكم تكون حسرتي عميقة، عندما أكون بصدد مشاهدة برنامج من برامج العريفي، وأجد أن عدد المتصلين من المغرب لطلب الفتوى أو للاستيضاح أو للاطمئنان على مسألة دينية أو دنيوية من المغرب هو عدد كبير، وأفهم أن هناك مشكلا حقيقيا لا ينفع معه الانتصار الوهمي العابر، بل لابد من العمل للانتهاء منه، من خلال إقناع شعبنا أولا أن لديه علماء فعليين، كبارا، حقيقيين، يجب أن يسألهم هم، ويجب أن يعطيهم ثقته هم، ويجب أن يطلب لديهم طمأنينة الدين والدنيا هم.
المعركة بالنسبة لي أكبر من الانتصار لعدم مجيء شيخ أجنبي. المعركة بالنسبة لي هي كيف نعيد المغاربة الذي ذهبوا إلى “الإسلامات” الأجنبية المتعددة والكثيرة إلى إسلامنا المغربي؟
هذا هو الانتصار الفعلي إن تم، وهذه هي الملحوظة التي لها العلاقة كل العلاقة بماسبق.

ملحوظة لها بعض العلاقة بماسبق
شاهدت الأحد إيرلندا تلاعب فرنسا في كأس العالم للريكبي. شاهدت بالتحديد جمهور إيرلندا الذي أدهش العالم. جمهور يمسك بين يديه شرابه طيلة اللقاء، يسكت حين ضرورة الصمت، يشجع حين التشجيع، يصفق على الخصم، ويدافع بقوة عن الفريق، وفي النهاية يذهب بحضارة إلى وجهته دون أي تكسير أو تخريب أو أي شيء من هذا القبيل
المشكل مشكل عقليات لا أقل ولا أكثر

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العريفي والإسلام المغربي عن “المنتصرين” بكل هزيمة العريفي والإسلام المغربي عن “المنتصرين” بكل هزيمة



GMT 16:51 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتصار

GMT 16:49 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 16:46 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 16:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... وسورية المكلِّفة

GMT 16:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 16:39 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 16:38 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 21:52 2019 السبت ,03 آب / أغسطس

"الفيل الأزرق 2" يعيد قوة موسم الصيف

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 14:20 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

طارق مصطفى يساند المنتخب أمام ساحل العاج

GMT 00:51 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

إسعاد يونس تعدّد صفات شريف مدكور برسالة دعم

GMT 09:39 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتسريحات الشعر الكيرلي في المنزل

GMT 05:32 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

قطر تُقرر مقاطعة نجوم " روتانا " بسبب الأزمة الخليجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib