212 ألف فتوى العام الماضي أين دولة القانون

212 ألف فتوى العام الماضي.. أين دولة القانون؟

المغرب اليوم -

212 ألف فتوى العام الماضي أين دولة القانون

بقلم : أسامة الرنتيسي

غير مريح أبدًا الخطاب الرسمي الدائم  “لّا أحدَ فوق القانون”، وفي اللحظة ذاتها تخرج علينا إحصاءات دائرة الإفتاء العام في الأردن بمعلومة أن الدائرة تصدر يوميا 841 فتوى بمجموع  212 ألف فتوى خلال العام الماضي، فهل نحن دولة قانون أم دولة فتاوى؟!

قد تكون معظم الفتاوى لتنظيم شؤون أسرية واجتماعية، لكن أتحدى أن تكون في هذه الفتاوى قضايا وطنية يمكن الاعتماد عليها.

هل فكرت دائرة الإفتاء بإصدار فتوى تُحرّم سرقة المياه والفساد والوساطة والمحسوبية.

هل فكّرتْ بإصدار فتوى تحرم استيراد الخُضَر والفواكه من الكيان الصهيوني الذي منتوجاته تملأ الأسواق.

هل أصدرت يوما فتوى ضِدَّ خطاب الكراهية من قبل بعض الدعاة والمشايخ.

وهل حرمت إغلاق الطرقات المحاذية للمساجد في أثناء صلاة الجمعة.

هل فكرت يوما بتحريم سرقة الأموال العامة وتزوير الانتخابات واللعب في قضايا المحاصصة.

قد يكون تنظيم الفتاوى من قبل جهة رسمية مسؤولة أفضل بكثير من ترك حابل الفتاوى على نابل مشايخ جاهزين لإطلاق فتاوى حسب الطلب والمقاس، سوق الفتاوى المعروضة للبيع كثيرة، فتاوى دينية، فتاوى سياسية بلباس ديني.. وفتاوى دينية بلباس وطني.. الخ.

فوضى الفتاوى بعد أن وصلت إلى الفضائيات، وصلت إلى البريد الإلكتروني ورسائل المحمول، فالعديد من الفتاوى يصل من أرقام ومواقع مجهولة المصدر، تفتي في الدين، وتدعو لأفعال وتنهى عن أخرى، ويطلب مرسلها من المتلقي أن يقوم بنشرها وتوزيعها حتى ينال الثواب العظيم، وحتى لا يتعرض لغضب كبير من الله.

هؤلاء التجار يعرفون أن المجتمع الإسلامي يتسم بالحساسية الشديدة تُجاه كل ما هو ديني، وما يحدث الآن هو استغلال للاستمالة الدينية الموجودة لدى المسلمين باستخدام رسالة موجهة بأحدث الوسائل التكنولوجية المحببة لدى الشباب.

حالة التصارع غير الطبيعية بين المذاهب، لا تحتاج إدامة الصراع والمجازر إلاّ إلى شيخين على شاكلة الداعية يوسف القرضاوي، ونظيره علي السيستاني، وبعد ذلك سترى الجنون يسيطر على مناحي الحياة كلها.

لكن وبرغم هذه الفوضى لا يجرؤ شيخ دين معتدل ومتنور على نقد أو تفنيد فتوى أصدرها غيره، برغم  سخافة بعض الفتاوى!

لنعترف؛ ان لفتاوى الدائرة قوةً تدفع نائبا يجلس تحت قبة التشريع، وفي التصنيف المهني قانوني ونقيبا للمحامين لعدة دورات إلى اللجوء لفتاوى الدائرة لدعم وجهة نظره في مهرجان فني، فهل فعلا نحن دولة قانون أم فتاوى؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

212 ألف فتوى العام الماضي أين دولة القانون 212 ألف فتوى العام الماضي أين دولة القانون



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 13 مارس/ آذار 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib