موسم التبرعات الفضائية وسرقة مركز الأمل عينك عينك

موسم التبرعات الفضائية وسرقة مركز الأمل عينك عينك!

المغرب اليوم -

موسم التبرعات الفضائية وسرقة مركز الأمل عينك عينك

بقلم - أسامة الرنتيسي

من أكبر السرقات التي تمت، عينك عينك، سرقة مركز الأمل للشفاء الذي تم إنشاؤه بجهد شعبي وطني عام، وتحول إلى مركز خاص، يتكفل بعلاج من يملك المال، ولا يعالج الفقراء، بل يتم قذفهم إلى مستشفيات الدولة المتهالكة أصلا.

في عام 1992، قام التلفزيون الأردني  (عندما كان بخيره) بتنفيذ أول تيلثون على الهواء مباشرة استمر في بث حي طوال 19 ساعة متواصلة في عمل تلفزيوني نادر قبل أن تغزونا موجة الفضائيات، وأبدع يومها المخضرم المرحوم رافع شاهين، والعمر الطويل للمذيعة القديرة دكتورة القانون إخلاص يخلف في بث حي استقطب الجمهور الأردني والعربي وتمت فيه استضافة فنانين عرب كبار من بينهم دريد لحام وسمير غانم، بإشراف زيد فريز، وتعاون مع ابو الجمعيات الخيرية الدكتور عبدالله الخطيب.

يومها؛ تبرع الأردنيون بمبلغ تجاوز 14 مليون دينار، عيني ونقدي، جاءت يومها نساء كثيرات يتبرعن بأساور الذهب التي في أيديهن، ولم يبخل أحد على إقامة مشروع وطني كبير كان الأردن بحاجة له، فجاء مركز الأمل للشفاء كأول مركز متخصص في علاج السرطان في الأردن.

بعد سنوات تم الالتفاف على هذا المركز والسيطرة عليه، وأصبح خاضعا لقرارات حكومية، وتعيينات رسمية، وتحول إلى مركز آخر حُرم الفقراء منه، وباقي الحكاية عندكم.

أتحدث عن قصة مركز الأمل وسرقته، وأنا أتابع حملات المراكز الجديدة المعنية بالفقر والفقراء، وهي تغزو الشوارع ولافتات العرض، والفضائيات، تدعو للتبرع بالزكاة وغيرها من طرق الخير، والخوف أن تكون مصير هذه المراكز والمؤسسات مثل مصير مركز الأمل.

المتابع للفضائيات العربية ـ بالمجمل ـ يلمس سلوكات تستغل حالة التديّن التي يعيشها الناس، بفرض أنماط غبية لطلب المساعدات بعضها لجهات ومؤسسات طبية، وبعضها الآخر لفقراء عضّهم الجوع.

في أكثر من فضائية عربية، هناك حالة من استجداء المساعدات تسيء لشعوب وبلدان، أكثر مما قد تحصل عليه من مساعدات.

لا أحد ضد تقديم المساعدات للفقراء والمؤسسات الطوعية التي تقدم العلاج مجانا للفقراء، ولا أحد يستطيع الصمود أمام دمعة تستجدي المساعدة بعد أن أوجعها وقضم جزءا من جسدها الغض مرض السرطان، لكن أن يتم ذلك عن طريق بعض الفنانين والفنانات اللواتي يهبط عليهن التدين فجأة، والدراويش الذين يلبسون عمامات التقوى لاثبات حالة الورع، ولاعبي الكرة الذين يتحولون الى سفراء للإنسانية، فهذا يسيء للفقراء ويسيء لرسالة هذه المؤسسات الإنسانية ودورها في المجتمع.

في النصوص الشرعية: يجب ألا تعرف يدك اليمنى ما تقدمه اليسرى من إحسان ومساعدة، أما في الزمن الفضائي فأصبحت هناك حالة إلكترونية للشحدة تنسجم مع التطورات العصرية، فهناك أرقام حسابات تظهر على الشاشة، وهناك طرق عديدة لإيصال المساعدات والزكاوات.

معظم نواحي حياتنا خضعت للمتاجرة والبزنس، أبشع أشكالها المتاجرة الموسمية بأوجاع الناس، فهل نتعظ؟.

الدايم الله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم التبرعات الفضائية وسرقة مركز الأمل عينك عينك موسم التبرعات الفضائية وسرقة مركز الأمل عينك عينك



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 08:47 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تيك توك يتخلص من أكثر من 200 مليون فيديو مخالف خلال 3 أشهر

GMT 02:26 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

احتياطيات ورأسمال بنوك الإمارات تتجاوز 136 مليار دولار

GMT 03:01 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدفاع الجديدي يهزم حسنية أكادير

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ميناء طنجة المتوسط يحصل عل قرض من مؤسسة التمويل الدولية “IFC”

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الطرق تواصل حصد أرواح المغاربة

GMT 21:19 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأحمر

GMT 18:13 2023 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

بلينكن يُعلن دعمه المستمر لكييف في الحرب الروسية الأوكرانية

GMT 05:00 2024 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 13 مارس/ آذار 2024
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib