جمال عبدالناصر في الشميساني السبت

جمال عبدالناصر في الشميساني السبت

المغرب اليوم -

جمال عبدالناصر في الشميساني السبت

بقلم - أسامة الرنتيسي

لم يستسلم الناصريون في الأردن لقرار محافظ العاصمة قبل نحو شهرين بمنع إقامة فعالية بمناسبة مئوية القائد الخالد جمال عبدالناصر، فأعادوا الحياة للفعالية باحتفالية كبيرة يقيمونها يوم السبت المقبل في مجمع النقابات المهنية.

نجح الناصريون في اختيار تلميذ نجيب مبدع للتجربة الناصرية الفنان المخرج البرلماني خالد يوسف ليكون نجما للفعالية التي يشارك فيها نخبة من المثقفين والنقابيين الأردنيين.

خالد يوسف ليس مخرجا عاديا، فهو الابن الشرعي للمخرج النادر يوسف شاهين، وهو المتهم من قبل أعداء ثورة 30 يونيو 2013 ضد حكم محمد مرسي عندما نزل ملايين المصريين في كل المحافظات الى الشوارع ليهتفوا لا لحكم المرشد، بأن خالد يوسف هو صانع فيلم التظاهرات المليونية.

في الانتخابات البرلمانية المصرية فاز عدد من الفنانين والإعلاميين، وتجاوز العدد لأصحاب الفكر اليساري نحو 25 عضوا، أبرزهم وأكثرهم شعبية المخرج السينمي الشهير خالد يوسف.

خالد فاز في الانتخابات منذ سنوات،، وبالذات في يوم جمعة الغضب المصري، وحريق المتحف، هل تذكرون كيف تسمّر الملايين العرب كلهم، يوم جمعة الغضب المصري أمام الشاشات، ولم يتركوا خبراً لفضائية يفوتهم، أيديهم على قلوبهم، لأنهم مصر، قلب العالم العربي، وشرايينها الممتدة  في كل الجسد العربي.

منذ الصباح بدا يوماً غير عادي، يشبه يوم البوعزيزي في تونس، كانت الفضائيات العربية مستعدة للبث المباشر مهما كانت الكلفة، وكانت الفضائيات المصرية الخاصة والحكومية مستعدة أيضاً، الكل يلتقط الصورة، ويلتقط اللحظة.

تطورت الأحداث، وارتفعت أعداد المشاركين في يوم الغضب، تصريحات متعددة على الفضائيات، وضيوف من كل الاتجاهات، انقطعت الاتصالات وكل وسائل الاتصال الإلكتروني، قرر الحاكم العسكري فرض حظر التجول على محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس، برغم أن أحداً لم يلتزم الحظر، وبقي المتظاهرون يفترشون الشوارع ويواصلون مطالبهم. اشتعلت النيران في مقرات الحزب الحاكم، ولم يخرج واحدٌ من الثلاثة ملايين ونصف المليون الموقعين على استمارات العضوية فيه للدفاع عن الحزب الذي يمثلهم، غابت السلطة التنفيذية إلا من رجال الأمن الذين يعضهم الجوع والفقر أكثر من الشباب الغاضبين.

يومها أذكر أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، خرجت وكررت كلمات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وتعاطفه مع المتظاهرين، الذين قال عنهم إنهم يعبرون عن ‘إحباطات مكبوتة لعدم حدوث تغيير ذي معنى’، وحث الحكومة المصرية والمحتجين على ضبط النفس، وحثت كلينتون الحكومة المصرية على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الإنترنت، قائلة إن أمامها فرصة مهمة الآن لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.

توالت المواقف الدولية خاصة الغربية، وهي نسخ عن بعضها، ودعت إلى الاحترام الكامل لحقوق المواطنين بتنظيم مظاهرات سلمية، وأعربت عن قلقها إزاء استخدام العنف ووجود عدد كبير من الجرحى والمعتقلين.

وحده بكل صدق عبّر عن خوفه على مصر التأريخ والحضارة، وليس خوفه على مستقبل الحكم، المخرج المبدع خالد يوسف، حينما خرج على فضائية ‘العربية’ وهو ينتفض ويحبس دموعه، خوفاً من أن تمتد يد العبث إلى المتحف المصري، ‘ليس المهم المال ولا الحكم، ولا غيره، المهم الآن تأريخ مصر وحضارتها’.

هكذا خرجت الكلمات بلعثمة الملهوف من فم المبدع خالد يوسف، مطالباً قوات الأمن والجيش وكل من يستطيع حماية تأريخ مصر ومتحفها، حتى لا يتكرر ما حصل مع تأريخ العراق عندما قام نفر بنهب متحفه وتراثه العظيم.

مناسبة الحديث أن خالد يوسف سيكون بيننا في الأيام المقبلة لنستمتع  بتجربته الفنية المميزة التي حفرت فينا قيم الحب والجمال والوطن والإنسان، وهي فرصة أن نفرح مع خالد يوسف بمئوية الرئيس الخالد ونفرح أكثر إذا أقنعنا خالد أن لا تسرقه السياسة من ساحته الرئيسية الفن والابداع، لهذا أقترح وأتمنى على الفنان والبرلماني خالد يوسف ان تكون فترة إعارته إلى السياسة محدودة، وأن لا تخطفه من عالم الفن الذي يعتبر  أبرز أعمدته في السنوات الأخيرة.

الدايم الله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال عبدالناصر في الشميساني السبت جمال عبدالناصر في الشميساني السبت



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:52 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
المغرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 08:45 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية
المغرب اليوم - أول رد فعل من داود حسين بعد إعلان سحب الجنسية الكويتية

GMT 16:38 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

إضافة 408 هكتارات من الحدائق والمساحات الخضراء في بكين

GMT 10:48 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جنون الريمونتادا

GMT 12:35 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

امرأة تعقد عقد جلسة خمرية داخل منزلها في المنستير

GMT 04:14 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الخميس

GMT 10:06 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الطاعون يلتهم آلاف المواشي في الجزائر وينتشر في 28 ولاية

GMT 03:21 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

إعادة افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك

GMT 10:21 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

فضيحة جنسية وراء انفصال جيف بيزوس عن زوجته

GMT 09:04 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

والدة "راقي بركان" تنفي علمها بممارسة نجلها للرقية الشرعية

GMT 05:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

جمهور "الجيش الملكي" يُهاجم مُدرّب الحراس مصطفى الشاذلي

GMT 06:44 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

"Il Falconiere" أحد أجمل وأفضل الفنادق في توسكانا

GMT 00:44 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشف قائمة أفخم الفنادق في جزيرة ميكونوس اليونانية

GMT 15:10 2018 الإثنين ,13 آب / أغسطس

شركة دودج تختبر محرك سيارتها تشالنجر 2019

GMT 19:15 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف النصري علي ردار فريق "ليغانيس" الإسباني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib