ترامب ضد الحليفة تركيا والخصم ايران

ترامب ضد الحليفة تركيا والخصم ايران

المغرب اليوم -

ترامب ضد الحليفة تركيا والخصم ايران

بقلم - جهاد الخازن

يُفترَض أن تكون تركيا والولايات المتحدة حليفتين، فكلاهما في الخندق نفسه ضد إرهابيين من معارضي النظام السوري، وهما عضوان في حلف الناتو. يُفترَض كذلك أن تكون الولايات المتحدة خصماً لإيران فهي تعارض طموحاتها الفارسية في الخليج وسورية ولبنان وغيره.
تركيا تقول الآن إن القضية ضد رضا زاراب، وهو تاجر ذهب تركي- ايراني، مؤامرة. هو متهم بأنه وثمانية آخرين استعملوا الذهب لشراء النفط والغاز الإيرانيين في عملية ببلايين الدولارات بين 2010 و2015.
زاراب اعتقِل في فلوريدا قبل 18 شهراً، وتحوّل إلى شاهد في المحاكمة. القاضي بلّغ المحلفين هذا الأسبوع أن محمد هاكان أتيلا، وهو من رجال مصرف هالكبانك الذي تملكه الدولة التركية، هو المتهم الوحيد في القضية بعد اعتقاله في آذار (مارس) الماضي.
الرئيس رجب طيب أردوغان وكبار رجال الحكم معه غاضبون ويتهمون الولايات المتحدة بالتآمر ضد تركيا. وهناك أسباب لتوقع إذاعة المحكمة الأميركية تسجيلات سابقة في تركيا عن التحقيق يُعتَقد بأنها تدين أردوغان ومساعديه المقربين.
أردوغان غاضب لسبب آخر أيضاً فالإدارة الأميركية زادت مساعداتها لوحدات حماية الشعب في سورية، وهذه ميليشيا كردية لها علاقة بحزب العمال الكردستاني الذي تتهمه تركيا بالإرهاب.
أركان الحكم في تركيا يقولون إن المحاكمة قد تشوّه سمعة الرئيس أردوغان. وزادوا أن العلاقات مع الولايات المتحدة متوترة، وفي كل مرة تحل تركيا قضية توجد لها الإدارة الأميركية قضية أخرى أو اثنتين أو ثلاثاً.
لاحظت أن الاتحاد الأوروبي لا يصدق التهم التركية ضد الداعية فتح الله غولن، ويطالب بأدلة دامغة على علاقة غولن بمحاولة الانقلاب سنة 2016. لا أدلة تركية تدين غولن بل تهم بلا أساس.
الوضع مع إيران أسوأ لأن إدارة ترامب من اليوم الأول لها في الحكم اعتبرت حكومة ايران متآمرة، تريد بسط نفوذها في الخليج ودول عربية أخرى مثل لبنان والعراق وسورية. أجد هذا صعباً لأن الشيعة العرب قلّة قليلة فلا يتجاوزون ثمانية في المئة من 350 مليون عربي أو أكثر بين المحيط والخليج.
كلنا يذكر أن إدارة بوش الابن اتهمت صدام حسين بممارسة الإرهاب وبعلاقات بـ «القاعدة» وبرنامج نووي لمهاجمة العراق وتدميره، ثم ثبت أن التهم الأميركية زائفة جداً، فصدام حسين كان عدو «القاعدة» ولا برنامج نووياً عنده، ولا إرهاب خارج العراق.
الآن تكرّر إدارة ترامب التهم التي سمعناها ضد صدام حسين فهي تتهم حكومة إيران بعلاقات بـ «القاعدة» وتوفير مكان آمن للإرهابيين فيها. رئيس «سي آي إيه» مايك بومبيو قال إن العلاقة ليست سرية وهو استضاف مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية، وهي جماعة من المحافظين الجدد أنصار إسرائيل، وقال أمام أعضائها «كان هناك وقت عملت فيه إيران جنباً إلى جنب مع القاعدة».
النظام في إيران يواجه صعوبات من دون دخول مواجهة مع الولايات المتحدة، فالحصار يحرم الشعب من حقه في حياة كريمة، والمرشد والمتدينون حوله يقولون إنهم على حق وكل معارض لهم على خطأ.
الآن أقرأ أن هناك اتصالات رفيعة المستوى بين كوريا الشمالية وإيران في ما يسميه الطرفان «حلف المقاومة». كلنا يعرف أن عدو عدوي صديقي ولعل هذا ما يجمع بين البلدين، مع ذلك لا أستبعد أن يخترع دونالد ترامب سبباً لمهاجمة إيران في وقت قريب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب ضد الحليفة تركيا والخصم ايران ترامب ضد الحليفة تركيا والخصم ايران



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
المغرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
المغرب اليوم - الكشف عن قائمة

GMT 03:28 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

يستقبل الرجاء الكوديم والوداد يواجه الفتح

GMT 03:05 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تواركة يعمق جراح شباب المحمدية

GMT 08:39 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

GMT 02:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تسعى لشراء قمح في ممارسة دولية

GMT 19:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 00:46 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

دبي تعلن عن أكبر صفقة عقارية هذا العام بأكثر من 137 مليون دولار

GMT 15:58 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يسدد ديون الضمان الاجتماعي

GMT 06:55 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

طريقة عمل بروتين لشعرك من "المواد الطبيعة"

GMT 01:31 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

آرون رامسديل يتعرض للانتقادات في آرسنال

GMT 20:41 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

غرف نوم باللون التركواز

GMT 03:47 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ثعلب وسنجاب بطلا أفضل صورة للحياة البرية لعام 2019

GMT 11:48 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

شخصيات في حياة أحمد زكي والعندليب

GMT 00:01 2013 الأحد ,09 حزيران / يونيو

فقمة القيثارة مخلوق غريب لايتوقف عن الأبتسام

GMT 12:14 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

السعادة المؤجلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib