معادلة رياضية فريدة
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

معادلة رياضية فريدة

المغرب اليوم -

معادلة رياضية فريدة

بقلم - لمرابط مبارك

لا يمكن أن أحس حقا بألم أهل الحسيمة والبلدات المجاورة لها وهم يتحسسون الجروح والكدمات على الجسد والروح بعد ما تعرضوا له يوم العيد. مع ذلك، بإمكاني (بإمكانك أيضا) تصور ما عانوه في ذلك اليوم، وما يعانون منذ شهور.. منذ سنوات.. منذ عقود.. منذ دهر: عقود طويلة من التهميش واللامبالاة، وما تولد عنها من معاناة كبيرة وغضب جمّ في الصدور.

ورغم الألم الكثير الذي صاحبه، فإن تفجر هذا الغضب الذي لم تعد الصدور قادرة على احتوائه والخوف يستطيع خنقه، كانت له حسناته الكثيرة… حسنات أعرف أنها لا تخفف هذا الألم، ولكنني أكاد أجزم أنها تجعل النفس تتحمله.

أهم تلك الحسنات، في تقديري، أن ما يجري في الحسيمة والبلدات المجاورات من احتجاجات أظهرت أن هذا الكائن الهلامي المسمى المخزن، الحاضر في كل مكان، المطلع على كل شيء، القادر على كل شيء، أصبح تائها، مرتبكا، تعوزه الحيلة، هو الذي تمرس طيلة قرون طويلة على تحمل الضربات واحتواء الأزمات، والخروج دوما سالما من المآزق.
جرب، دون جدوى، الوصفة تلو الأخرى لإخماد نار أججها ظلم السنين، والإحساس العارم بالحكرة.. نار لا يعرف بؤرتها، أو بالأحرى يعرفها ولا يستطيع إليها سبيلا. فهي تغلي منذ عقود هناك في عمق نفس الكائن الريفي (والمغربي عموما).
في بادئ الأمر تعامل مع صرخات الناس بنوع من التجاهل، معتبرا أنها مجرد صرخات للتنفيس وستخبو بعد حين. ولكنها لم تهدأ، فما بلك أن تخبو.

بعد ذلك تم تجييش ما تيسر من الطبقة السياسية ومن المؤلفة قلوبهم، من “عياشة” بمختلف أصنافهم، لشن حملة ضد المحتجين ذهبت إلى حد تخوينهم ووصفهم بالانفصاليين، والتوفر على امتدادات “خارجية”، وتسريب تقارير استخباراتية تدعم هذا الأمر. ولكن سرعان ما تبين “سذاجة” هذه الوصفة، فأخذ البعض من السياسيين يحاولون تدارك الأمر عبثا.

ثم ارتأى المخزن أن الوقت حان لتكثيف استعمال “العصا” والضرب بقوة على أيدي المحتجين (بالعنف الصريح والاعتقالات والمحاكمات والأحكام السريعة)، لعل صراخ الاحتجاج يتحول إلى أنين ألم. فكان الأنين فعلا، ولكنه زاد فقط، في حدة الصراخ.

وهي وصفة أخرى يتم تجريبها في الأيام الأخيرة، وتتمثل في تحميل وزر المشاريع “التنموية” المعطلة لوزراء الحكومة، والحديث عن احتمال فتح تحقيق معهم، بعد أن تنتهي المفتشية العام للإدارة الترابية بوزارة الداخلية والمتفشية العامة للمالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية بـ”تحرياتها وأبحاثها”، بشأن “عدم تنفيذ المشاريع المبرمجة، وتحديد المسؤوليات”، حسب تعبير قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء.

فهل ستؤتي هذه الوصفة الأخيرة أكلها؟ لست أعرف، ولكن ما حدث لحد الآن، أن حدة الاحتجاجات والغضب زادت، وزادت معها حدة التدخلات العنيفة للأمن.
الأمر الوحيد الأكيد طيلة الشهور الماضية أن سكان الحسيمة والمناطق المجاورة وضعوا المخزن أمام معادلة رياضية فريدة من نوعها.. معادلة لا مجهول فيها ظاهريا، ولكن في الوقت نفسه لا حل لها.

فهذا المخزن، الذي كان يظن نفسه عارفا بالكائن المغربي، ملما برغباته الدفينة ومخاوفه العميقة – ويعرف متى يكسبه بالترغيب وكيف يخضعه بالترهيب- وجد أمامه على ما يبدو كائنا جديدا غير معروف.. كائنا تحرر من الخوف، ولا ينجر إلى العنف بسهولة، ولا يصدق الأقوال، بل يطالب بالأفعال.. كائن (2.0) له قدرة على استثمار الواقعي في الافتراضي، وتحويل الافتراضي إلى واقعي.

ومثل هذا الكائن، الوصفة الوحيدة الفعالة في التعامل معه، هو رفع الحكرة عنه والاعتراف له بحق في السير نحو المواطنة الكاملة بحقوقها وواجباتها. عدا ذلك لن يجدي معه نفعا…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معادلة رياضية فريدة معادلة رياضية فريدة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib