أوطاني الأولى
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

أوطاني الأولى

المغرب اليوم -

أوطاني الأولى

بقلم - لمرابط مبارك

لم نكن، أنا ومن هم من الجيل الذي اكتشف الطاولات الخشبية الداكنة للمدرسة في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، نستظهر النشيد الوطني بل كنا نردد تلك الأناشيد برناتها الخفيفة على القلب.. تلك الأناشيد التي تاهت كلماتها عن البال مع كل ما تاه عنه، ولكن بقيت نغماتها هنا على طرف اللسان وهناك في تلافيف الروح. (مدرستي الحلوة.. مدرستي الحلوة .. مدرستي الحلوة فيها تربينا.. قولو معنا يا لي تحبونا أو ذاك النشيد الأخر بالفرنسية: il était une fois un petit navire.. qui navait ja ja jamais navigué ….).

كنا نرددها بأصواتنا الحادة المفعمة بذلك الحماس الدافئ.. حماس من يكتشف عالما جديدا بكل حواسه… القسم بألوانه الداكنة، السبورة السوداء الذي أنهكتها الكتابة والمحو، طعم الطباشير وقلم الرصاص، صوت المعلمة القوي ورائحة اللوحة السوداء وأوراق الدفتر النفاذة…

ولم نكن أعبأ بشيء اسمه الوطن ولا الانتماء..

كانت لي أوطان:

البيت البسيط والضيق الذي كان يبدو واسعا وعاليا، والذي تؤثثه أمازيغية الوالد والوالدة ورائحة الحبق والحنا التي لا تفارقها..

الدرب الضيق الذي كان يبدو لي واسعا بحجارته الرمادية وتربته بمذاقها «الباسل».. الدرب خيمتي الأولى التي لا سقف لها التي تعلمت فيه أولى خطواتي في هذه الحياة، واكتشافاتي الأولى للآخر.. للآخرين، واكتشفت أنني أشترك مع آخرين في حب فريقي لكرة القدم وأختلف مع آخرين كثر، واكتشفت بعض من مهاراتي في اللعب والجري، وقدرتي على الاتفاق مع الأصدقاء وائتمان بعضنا بعضا.

المدرسة بأقسامها ذات السقوف العالية وطاولتها الداكنة، وخوفنا من غضب المعلمة وحماسنا لترديد الحروف والكلمات، وقصتي المحزنة مع حرف «الحاء» الذي لم أفلح في رسم بطنه المنتفخة إلا بصعوبة..

لم أكن في حاجة إلى ترديد النشيد الوطني في الفصل مرة أو أكثر في الأسبوع لأحس بدفء هذه الأماكن كلها، ولا للاعتزاز بها، والتشبث بها.

في تقديري الإحساس بهذا الشيء الهلامي الذي يسمى الوطن والاعتزاز به يبدأ بتكريس الانتماء العفوي إلى هذه الأوطان «الأولى»، في تلك النطفة الهشة الأولى التي ينمو منها كل شيء أو يموت.

في البيت ينشأ الإيمان بهذا الشيء المسمى الوطن كملاذ آمن ودافئ تماما مثل حضن الأم، وفي الدرب والحي ينشأ الوعي بالمشترك مع الآخر المختلف، وتتكرس قواعد التعامل معه وقوانين تدبير المشترك، والتدرب على احترام الاختلافات العرقية (الأمازيغي يجاور الدكالي والعبدي يعيش مع الفاسي في المنزل ذاته، والريفي يقطن فوق أو تحت القادم من وزارزات أو الراشيدية….)، والطبقية (العامل البسيط يعيش جارا لصاحب المقهى، والخياط يكتري شقة من عند الأستاذ….).

وفي المدرسة (ثم الثانوية والجامعة) أخيرا، يجري مبديا الوعي بأن كل هذه العناصر تتضافر لتكون نسيجا كبيرا يشمل الحي والمدينة والبلاد برمتها. ويتم اكتشاف أن كل هذه العناصر البسيطة لها امتداد في الزمن ولها تقلبات (التاريخ وإن كان رسميا مبتسرا)، ولها امتداد في المكان (الجغرافيا باختزالاتها)، ولها لغة أو لغات مشتركة، وتندرج في إطار مشروع مجتمعي.

لست أعتقد البتة أن ترديد النشيد الوطني بشكل ببغائي ومصطنع مرة في الأسبوع أو حتى كل يوم، كفيل بجعل التلميذ المغربي محبا أكثر لوطنه في مدرسة تجعله يحس بكل هذه الانتماءات الصغيرة التي تشكل الانتماء الكبير للبلاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوطاني الأولى أوطاني الأولى



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib