soins de visage

Soins de visage

المغرب اليوم -

soins de visage

بقلم - لمرابط مبارك

يعرف المغربي، بحدس الكائن المقهور، أن القائد والباشا والعامل والوالي، يملكون كلهم سلطات يحسها جبارة لا قبل له بها. ويدرك بحدسه، كذلك، دون الحاجة إلى أي دراية بنظام رجال السلطة ومهامهم القانونية، أنهم الممثلون “المباشرون” للسلطات العليا بالبلاد. لذلك فهو يلجأ، عندما يسعى إلى الحصول على “عناية” أو “عطية” أو حتى تجنب التعرض لمكروه، إلى المقاطعة، أو العمالة، ويناشد القايد أو العامل. ولا يطرق في الغالب باب البلدية، التي تعتبر مبدئيا الهيئة التي تمثله بما أنه هو الذي ينتخب أعضاءها. فهو يدري، بحدسه دوما، أن المنتخبين الذين يمثلونه في هذه الهيأة المحلية لا يملكون سلطة حقيقية تخول لهم الوقوف الند للند مع رجال السلطة الذين يُعينون بظهائر.
وبما أنه يعلم، بحدس الكائن المقهور دائما، استحالة محاسبتهم على ما قد يرتكبونه من تجاوزات أو يسقطونه فيه من اختلالات، فإنه يفرح حد الشماتة عندما يبلغ إلى علمه أن قائدا أو عاملا تعرض للعقاب (سواء كان هذا العقاب إيقافا أو عزلا أو توبيخا أو … لا يهم).
ويطفق في الحديث عن زلاته وتجاوزاته، ويورد الحكايات والحكايات بشأن تجبره وتجرده من الإنسانية، وقد يضيف بعضا منها من عنده لتكمل الصورة التي يريدها معبرة عن قسوة رجل السلطة المعاقب هذا. ويرد غالبا من نزل به من عقاب إلى الإرادة الإلهية، لأنه يحس أنها الوحيدة القادرة على محاسبته. ويعتبر تحرك السلطة ضد رجالها مجرد تنفيذ لهذه الإرادة السماوية.
إن محاسبة رجال السلطة في المغرب لا تتم سوى على يد السلطة ذاتها في غالب الأحيان. فهي التي تحتكر حق “تأديب” أبنائها وخدامها، وحق مكافأتهم. فهي تعتبر أن رجال السلطة هؤلاء وكل الجهاز الإداري في خدمتها لضبط الكائن المغربي، وليسوا في خدمة هذا الكائن لتسهيل تدبير شؤون حياته وحياة أبنائه. وبما أنه في خدمتها، فهي التي تقرر وفقا لمعايير لا تعرفها إلا هي، متى يخرجون عن الصراط المستقيم، ويستوجب الأمر رده إلى جادة الصواب، ومتى يسيرون على المحجة المرسومة لهم، ويستحقون الثناء والمكافأة.
لا شك أن السلطة تسعى إلى إخضاع وجهها لنوع من “les soins de visage” من خلال “تأديب” رجالها، وهذا أمر له مشروعيته، وقد يسعفها قليلا عند النظر إلى وجهها في المرآة، فيبدو لها حليقا، أنيقا، نضرا، وبشوشا. ولكن كل هذا لن يغير كثيرا من صورتها العبوسة والمتجهمة دوما في ذهن الكائن المغربي، كما لن يغير حدس الكائن المقهور الذي ينذره دائما وأبدا بضآلته أمامها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

soins de visage soins de visage



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib