ما كشفته بوينس أيرس
تطورات الحالة الصحية للرئيس البرازيلي عقب إجرائه عملية جراحية طارئة إثر تعرضه لنزيف دماغي وزير دفاع كوريا الجنوبية السابق يحاول الانتحار والشرطة تفتش مكتب رئيس البلاد مقتل 31 شخصاً في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم الأربعاء 23 منهم شمالي القطاع قوات الاحتلال الإسرائيلي تفتح نيرانها على المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية تحذر القيادة السورية الجديدة من مغبة القيام بأعمال عدائية ضدها فشل الدفاع المدني السوري في العثور على أبواب للطوابق الأرضية لـ سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق إيمانويل ماكرون يُبلغ زعماء الأحزاب أنه سيعين رئيساً للوزراء خلال 48 ساعة ميليشيا الحوثي تستهدف 3 سفن أميركية بعد خروجها من ميناء جيبوتي عبر الطائرات المسيرة والقوة الصاروخية العثور على عالم الكيمياء السوري الدكتور حمدي إسماعيل ندى مقتولًا داخل منزله في ظروف غامضة الجيش الإسرائيلي يستهدف ما لا يقل عن 6 سفن تابعة للبحرية السورية في اللاذقية
أخر الأخبار

ما كشفته بوينس أيرس

المغرب اليوم -

ما كشفته بوينس أيرس

بقلم - خير الله خير الله

قمة مجموعة العشرين، التي انعقدت في بوينس أيرس، كشفت أن وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان استطاع تجاوز أزمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية المملكة في إسطنبول، وذيولها.

لقاء زعماء العالم

كشفت قمة مجموعة العشرين (G20) التي انعقدت في بوينس أيرس أن وليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان استطاع، إلى حدّ ما طبعا، تجاوز أزمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي في مقر قنصلية المملكة في إسطنبول، وذيولها.

بعد مضيّ شهرين على حصول الجريمة المدانة بكل المقاييس، وعلى الرغم من الهجمة الشرسة التي استهدفت محمّد بن سلمان بالذات، استطاع وليّ العهد السعودي القيام بجولة عربية في طريقه إلى العاصمة الأرجنتينية. أهمّ ما في الأمر أن زعماء العالم، وقبلهم زعماء عرب، تصرّفوا مع محمّد بن سلمان بشكل طبيعي. خيبوا آمال أولئك الذين أرادوا الاستثمار في الجريمة عبر التصويب المباشر على وليّ العهد السعودي من منطلق محدّد. هذا المنطلق هو الرغبة في تصفية حسابات مع رجل لم يكن كثيرون يعتقدون أنّه سيصل يوما إلى موقع وليّ العهد بتلك السهولة. هناك، بكل بساطة، من لا يزال غير مصدّق لواقع يتمثل في أنّ محمّد بن سلمان أصبح وليّا للعهد. هذا ما يفسّر إلى حد كبير تلك الحملة التي استهدفته شخصيا بعد ذلك الخطأ الرهيب الذي وقع داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. إنْ دلّ هذا الخطأ على شيء، فهو يدلّ على أن السعوديين، كنظام، ما زالوا هواة على صعيد ممارسة لعبة القتل التي استهدفت ابنا مدللا لجهازهم الاستخباراتي. تربّى جمال خاشقجي في كنف هذا الجهاز قبل أن ينتقل إلى مكان آخر وتفتح له صفحات “واشنطن بوست” أبوابها، بقدرة قادر.

كان على السعوديين الذين يتحملون مسؤولية الجريمة الفظيعة أخذ العلم، قبل أيّ شيء آخر، أن شخصا حذرا إلى أبعد حدود مثل جمال خاشقجي ما كان ليدخل إلى قنصلية إسطنبول لو لم يكن متأكّدا من أن في داخل القنصلية ما يكفي من الكاميرات والميكروفونات لالتقاط كلّ حركة له وتسجيل كلّ كلمة ينطق بها منذ لحظة تجاوزه عتبة مدخل القنصلية. كان مفترضا بالذين وقفوا وراء الجريمة أخذ دروس لدى النظام السوري أو لدى الإيرانيين وذلك كي يثبتوا أنّهم دخلوا مرحلة الاحتراف التي تسمح بممارسة هواية قتل الآلاف من دون أن يرفّ جفن للمجتمع الدولي أو لـ”واشنطن بوست” التي تتجاهل عدد المعارضين الذين جرت تصفيتهم في إيران وخارج إيران، ونصف مليون سوري تخلّص منهم النظام والمشاركون في حربه على الشعب السوري منذ ما يزيد على سبع سنوات.

ليس ما يبرّر قتل جمال خاشقجي بأيّ شكل من الأشكال وتحت أي ذريعة من الذرائع. لكنّ ليس ما يبرّر أيضا التغاضي عن جرائم وفظائع يرتكبها نظام مثل النظام السوري لم يتردّد لحظة في تهجير آلاف السوريين من أرضهم وقتل من لم يقبل من المواطنين السوريين بأن يكون مجرّد عبد ذليل لديه.

احتكّ محمد بن سلمان في بوينس أيرس بكبار زعماء العالم على نحو طبيعي. مازح بين الذين مازحهم ومازحوه فلاديمير بوتين ودونالد ترامب. كان دونالد ترامب مهّد لتجاوز قضية جمال خاشقجي عبر البيان الذي أصدره في العشرين من تشرين الثاني – نوفمبر الماضي، وهو بيان بالغ الأهمية نظرا إلى أنّه يشكل نقطة تحوّل توضح الأسس التي تقوم عليها السياسة الأميركية في المنطقة الممتدة من المحيط إلى الخليج وكلّ ما جاورها.

عوّضت السعودية، عبر قمة مجموعة العشرين وما سبقها من زيارات لمحمّد بن سلمان شملت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر وتونس، عن ذلك الخطأ المريع الذي ارتكب في إسطنبول. المهمّ الآن الاستفادة من هذا الخطأ “الأسوأ من جريمة” على حد تعبير جوزيف فوشيه وزير الشرطة لدى نابوليون الذي كان يعلّق على إعدام معارض من أبناء الأسرة المالكة في فرنسا. جيء بالرجل إلى فرنسا من ألمانيا من أجل استجوابه ومعرفة ما يدور بين المتآمرين على نابوليون وليس من أجل إعدامه. هذا هو الخطأ “الأسوأ من جريمة”.

بعد مضي شهرين على الجريمة التي ارتكبت في حقّ جمال خاشقجي يتبيّن أمران. الأول أن محمّد بن سلمان يتمتع بدعم عربي كبير. لو لم يكن الأمر كذلك لما كان استقبل بالطريقة التي استقبل بها في الإمارات والبحرين ومصر. في الإمارات، سار وليّ العهد السعودي بين الناس العاديين من مواطنين وأجانب في جزيرة ياس التي استضافت حلبتها للمرّة العاشرة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي “جائزة أبوظبي الكبرى” وهي المرحلة الأخيرة من بطولة العالم لسائقي السيّارات.

كانت تونس محطة مهمّة على الطريق إلى بوينس أيرس. في تونس فشلت كلّ المحاولات الهادفة إلى إظهار أن الإخوان المسلمين صاروا مسيطرين على البلد. ما زالت تونس تقاوم الإخوان ومن يقفون خلفهم. لا يزال في تونس، التي رحبّت بمحمّد بن سلمان، مكان للعقل المنفتح الساعي إلى تفادي السقوط في المشروع الإخواني بكلّ ما ينطوي عليه من تخلّف ونشر للبؤس.

أمّا الأمر الثاني الذي تكشف بعد شهرين على الجريمة، فهو أن شعار “أميركا أوّلا” الذي رفعه دونالد ترامب يعني بين ما يعنيه أن تطوير العلاقة الأميركية – السعودية يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة. هذا ما يفسّر إلى حد كبير كلّ هذا الاهتمام بشخص محمّد بن سلمان، وهو اهتمام لم يقتصر على ترامب وبوتين، بل شمل الرئيس الصيني كزي جيبينغ أيضا. لمن لديه أدنى شكّ في أهمية ما تعنيه الصين، يمكن إحالته إلى لغة الأرقام، أي إلى أن اقتصادها بات يمثل نسبة نحو 15 في المئة من الاقتصاد العالمي في مقابل نسبة أقلّ بقليل من 25 في المئة للاقتصاد الأميركي.

لن تتوقف الحملة على محمّد بن سلمان. هناك متضررون من وصوله إلى موقع وليّ العهد. كان جمال خاشقجي بين هؤلاء المتضررين الذين ارتبطوا بقوى إقليمية معيّنة كان رهانها على أن صعود نجم محمد بن سلمان سيتوقف في مرحلة معيّنة لأسباب مختلفة، بعضها مرتبط برؤية لم تعد موجودة للوضع الداخلي السعودي. هذا ما يفسّر إلى حد كبير كل هذا الاستثمار في الحملة غير الطبيعية على وليّ العهد السعودي. الأكيد أنّ مئات ملايين الدولارات وظفت في دعم من كان مفترضا بهم أن يكونوا مكان محمّد بن سلمان. لا شك أيضا أن مئات ملايين الدولارات وُظّفت في مجال العلاقات العامة في مختلف أنحاء العالم لإبقاء قضية جمال خاشقجي في الواجهة. لذلك لا يمكن الاستهانة بأعداء محمّد بن سلمان وجهودهم الدؤوبة من أجل إفشاله.

يبقى أنّ قمة بوينس أيرس كانت نقطة تحوّل. تماما مثلما كان بيان دونالد ترامب قبل عشرة أيّام من القمّة. أعطى البيان الصادر عن البيت الأبيض الأولوية للخطر الإيراني وكيفية مواجهته، مع ما يعنيه ذلك من وضع لقضية جمال خاشقجي في إطارها الصحيح وحجمها الحقيقي لا أكثر ولا أقل…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما كشفته بوينس أيرس ما كشفته بوينس أيرس



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

الرياض - المغرب اليوم

GMT 13:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best
المغرب اليوم - إيمان العاصي تكشف تفاصيل مشاركتها في حفل جوائز the best

GMT 02:13 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

المخرجة الكويتية فاطمة الصفي بإطلالات أنيقة

GMT 05:05 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أهم المواصفات المميزة للفئة الثامنة الجديدة من "بي إم دبليو"

GMT 09:05 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "فولفو" ترغي في عدم استخدام البنزين في عام 2019

GMT 10:03 2018 الثلاثاء ,14 آب / أغسطس

نادي اتحاد الخميسات ينقذ الطاووس من العطالة

GMT 07:08 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

دراسة تؤكد أن رسوم الأطفال مرتبطة بمستوى الذكاء

GMT 00:13 2018 الأحد ,27 أيار / مايو

كنغولي يخلق جدلا داخل الجيش الملكي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib