أزمة الثورة الإيرانية

أزمة الثورة الإيرانية

المغرب اليوم -

أزمة الثورة الإيرانية

بقلم : مكرم محمد أحمد

على حين احتفلت إيران بمرور 40 عاماً على الثورة الإسلامية من خلال مسيرات شعبية طافت معظم المدن الإيرانية، وألقى الرئيس الإيرانى حسن روحانى خطاباً نارياً أعلن فيه أن طهران لن تأخذ إذناً من أحد لتطوير صواريخها الباليستية، وأن قوة إيران تضاعفت خلال سنوات الثورة عدة مرات رغم جهود الحكومات الأمريكية المتعاقبة من الرئيس ريجان إلى الرئيس ترامب ومحاولاتها تقويض الوضع فى إيران، واعترف روحانى بحجم المساعدات الضخمة التى قدمتها طهران للعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن على حين لم يحقق أعداء إيران أى إنجاز، اختارت الولايات المتحدة الذكرى الأربعين لوصول آية الله الخومينى من منفاه فى باريس إلى إيران بمناسبة افتتاح مؤتمر وارسو فى بولندا, الذى دعت له جميع وزراء خارجية دول العالم, للضغط على إيران والحد من نفوذها الإقليمى، وبحث تجاربها الصاروخية، ودورها فى مساندة الإرهاب.

ويبدو أن الاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة الإيرانية هذا العام شكل مناسبة مهمة لأعداء الثورة الإيرانية كى يوجهوا ضرباتهم إلى طهران أملاً فى تقويض الوضع الإيرانى، فقد أعلنت الصحف الإيرانية أن هجوماً انتحارياً ضد قوات الحرس الثورى الإيرانى جرى على حدود إيران مع باكستان يوم الاحتفال بذكرى الثورة، أدى إلى مقتل 27 وجرح 13 من أعضاء الحرس الثورى، عندما عمدت سيارة مفخخة إلى الاصطدام بأتوبيس تابع للحرس الثورى الإيرانى، ورغم أن تنظيم القاعدة أعلن مسئوليته عن الحادث فإن جواد ظريف وزير خارجية إيران أكد أن توقيت الحادث مع موعد الاحتفال بذكرى الثورة لم يكن مصادفة، وأن كل الدلائل تؤكد تضاعف جهود أطراف عديدة تعتقد أن الظروف مواتية من أجل تقويض الوضع الراهن فى إيران !

ولا تخفى إدارة الرئيس ترامب أن الإستراتيجية الأمريكية فى التعامل مع إيران التى تنطوى على تشديد العقوبات، وحرمان طهران من عائدات النفط الذى يشكل أهم مواردها وتقليم أظفار إيران وكسر شوكتها الإقليمية، وعرقلة جهود تطوير صواريخها الباليستية، تستهدف فى النهاية تقويض الثورة الإيرانية وإنهاء حكم آيات الله! وقد عبر مسئولون أمريكيون بوضوح بالغ عن هذا الهدف علانية، بينهم الرئيس ترامب ومستشاره للأمن القومى جون بولوتون الذى أعلن أخيراً أن النظام الإيرانى يتعثر ويمكن أن يسقط خلال زمن وجيز، وأن ثمة احتمالا قويا فى أن يجد المرشد الأعلى خامنئى نفسه خارج السلطة لأن النظام الإيرانى فقد دعم الشعب الإيرانى ومساندته، فى ظل هذا السيل من التظاهرات التى شهدها العديد من المدن الإيرانية خلال العامين الأخيرين، تعلن رفضها الواضح هذه المساعدات الضخمة التى تقدمها إيران لحزب الله والحوثيين فى اليمن وحماس فى فلسطين، وغيرها من بقاع التوتر فى العالم، بينما يتضور الشعب الإيرانى جوعاً بسبب حرمانه من عائدات تسويق بتروله، ووصل الأمر إلى حد الهتاف بالموت ضد المرشد الأعلى، والدعوة علناً إلى إسقاطه وتسميته الديكتاتور، والرفض العلنى لسياساته فى تمويل حركات التمرد والثورة بينما يعانى الشعب الإيرانى الكثير.

وثمة أسباب أخرى زادت من ضعف الوضع الإيرانى، أهمها انقسام الثورة بين إصلاحيين ومحافظين على نحو عميق باعد بين الطرفين، وبدلاً من الحوار قامت بينهما خصومة وعداوة شديدة تصل إلى حد الإقصاء والعزل والتخوين والاعتقال، إضافة إلى سيطرة المرشد الأعلى بصورة مطلقة أدت إلى الكبت الشديد لحرية الرأى والتعبير الذى لم يترك بديلاً سوى الانفجار، والخروج إلى الشوارع للتنديد بدعم الثورة الإيرانية لقوى الثورة والتمرد فى الخارج على حساب المصالح الأساسية للشعب الإيرانى، كما تسبب إصرار آيات الله على مبدأ تصدير الثورة فى إهمال أوضاع الداخل، وليس أدل على ذلك من فقدان الثورة الإيرانية حليفها الأساسى المتمثل فى البازار الذى يجسد مصالح التجار أكثر الفئات الإيرانية تضرراً من «وقف الحال» الذى يسود إيران الآن، هل تسقط الثورة الإيرانية ومتى تسقط ؟! سؤال صعب يصعب الإجابة عنه، لكن الأمر المؤكد أن الثورة الإيرانية تعانى فى عامها الأربعين أفولا شديداً ينذر بالفعل بقرب نهايتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الثورة الإيرانية أزمة الثورة الإيرانية



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:19 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
المغرب اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"

GMT 16:49 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مكرم محمد أحمد ضيف "الجمعة في مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

مهاجم زامبي على طاولة فريق الدفاع الحسني الجديدي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib