مَن «فضح» تعميم «المركزي» وكيف
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

مَن «فضح» تعميم «المركزي»... وكيف؟

المغرب اليوم -

مَن «فضح» تعميم «المركزي» وكيف

بقلم : جورج شاهين

على اللبنانيين ان يعتادوا أنّ برامج التقنين في لبنان تجاوزت الكهرباء والمياه الى الدولار، وكما عليهم دفع فاتورتيهما ان يستعدوا لفاتورة الدولار، وربما اكثر. وطالما أنّ لهذه المستجدات ما يبرّرها لأكثر من سبب، فقد جاء تعميم مصرف لبنان لتأمين الحاجات الأساسية بالسعر المدعوم ليفضح الكثير ممّا كان مستوراً في اكثر من قطاع. فكيف السبيل الى هذه المعادلة؟
مهما اختلف الخبراء والمراقبون الاقتصاديون والماليون في توصيف ما شهدته السوق النقدية في لبنان من فوضى وتشبيح واستغلال وقلق والأسباب والظروف التي قادت اليها، فإن هناك الكثير ممّا اجمعوا عليه عند مقاربتهم ما حصل بالأرقام والوقائع المخفية والمعلنة.

يعتبر كثيرون انّ المسكّنات التي لجأ اليها المعنيون لضمان استقرار سعر الليرة اللبنانية تجاه العملات الأخرى لم تعد تنفع، وكان عليهم اللجوء قبل سنوات الى سلسلة من العمليات الجراحية لتفادي ما حصل، والذي كان متوقعاً. فتقارير مؤسسات التصنيف، وتلك التي قدّمها الإستشاريون والدول والمؤسسات الدولية المانحة، وُضعت على الرفوف بسبب ملامستها المصالح التي بنت عروشاً سياسية وامبراطوريات مالية بشكلٍ موازٍ لكل ما هو قانوني وشرعي ومؤسساتي.

من هذه النوافذ يخرج الخبراء المعنيون ليشيروا الى انّ ما اظهره التعميم الصادر عن مصرف لبنان مطلع الأسبوع الجاري لتأمين الخبز والدواء والمحروقات للبنانيين بالأسعار المدعومة للدولار، فضح الكثير مما كان مخفياً، ولو في بعض القطاعات. فقد بلغ احتياط الخزينة ومصرف لبنان من الدولار الحدود الدنيا المسموح بها في كل النظم المالية، وكان لا بدّ من تقنين «العملة الخضراء» لتبقى ضمانة للسلع الأساسية التي تحتاج اليها العائلة اللبنانية والحدّ من استنزاف القدرات المسخّرة لهذه الغاية، ومن أجل منع انجراف البلاد الى حيث لا يستطيع أن يتحمّله احد.

وعليه، ادّى التعميم الصادر عن مصرف لبنان غرضه في اكثر من اتجاه. فهو القى الضوء ساطعاً على حجم استنزاف قدراته والمالية العامة على مرّ السنوات الماضية. فقد تسببت الأحداث الأمنية والتطورات السياسية، نتيجة قيام دولة ضمن دولة واستمرار الهدر في المؤسسات الكبرى، الى هروب رؤوس اموال كبيرة منذ بداية العام الجاري، وتجاوز عجز ميزان المدفوعات ما كان متوقعاً، ولجأ مصرف لبنان في سلسلة تعاميم الى تشجيع المصارف على استعادة رؤوس الأموال بفائدة عالية لآجال طويلة حُدّدت بثلاث سنوات على الأقل لتعزيز قدراته لحماية الإستقرار النقدي بعد الانتقال من مرحلة ربط سعر العملة الوطنية الى تثبيته، فبات هناك سعران، واحد (مثبت) وآخر (مربوط) بحركة العرض والطلب، والفرق بينهما كبير.

والى ما تقدّم من معطيات، ظهر جلياً انّ تطبيق ما قال به تعميم مصرف لبنان ليس سهلاً باعتراف مباشر من حاكم البنك المركزي الذي تحدث عن الحاجة إليه «من اجل الاستقرار الاجتماعي ولعدم إثارة المزيد من الفوضى». لكنه اعترف في الوقت عينه بأنّ «الضوابط التي وضعها ربما أزعجت البعض». وهو ما قاد الى قراءة الشروط التي وضعها اصحاب المؤسسات المستوردة للمشتقات النفطية والأدوية من اجل التهرّب من عملية المراقبة المشددة التي ستواكب عمليات الإستيراد جراء الحسابات الجديدة التي ستُفتح في المصارف. فإن قَبلَ هؤلاء بمبدأ وضع نسبة 15 % من قيمتها بالدولار، فقد رفضوا وضع 100 % من قيمتها بالليرة اللبنانية.

وفي التفاصيل، اعتبرت شركات النفط انّ التعميم لم يشمل سعر مخزونها الحالي من المواد المستوردة بالدولار ولا ما قالت به العقود المبرمة للفترة المقبلة.

وزادت شروطها لتأمين قيمة الرسوم الجمركية والضرائب بالدولار الأميركي، رغم أنّها تدفعها الى الجهات الجمركية والمالية المعنية بالليرة اللبنانية.

اما شركات الأدوية، فاعترضت على النظام المُعتمد بأكمله، معتبرة ومعها المصارف، انّ عقودها تجري بطريقة مغايرة لا يمكن ربطها بالآلية الجديدة، وهو ما أظهر الرغبة في البقاء خارج تعميم المصرف المركزي.

وعلى هذه الأسس صار واضحاً للجميع، وبمعزل عن الصيغة التي يمكن التوصل اليها بين الشركات المستوردة للنفط والأدوية مع مصرف لبنان والمصارف، سواء بتعديل آلية التعميم أم عدمه، فإنّ هذه الشركات لا ترغب في الإنضمام الى اي آلية منظّمة تحدّد لها الضوابط كي تبقى تعمل بحرّية كاملة، فلا تريد الربط بين حاجة السوق اللبنانية من النفط، وربما الأدوية، وحجم مستورداتها، لتبقى مصدراً لبيعه خارج الأراضي اللبنانية، وهو أمر لم يعد سراً، فهناك جهات سياسية ترعى هذه العملية وتقودها للخروج من نظام العقوبات المفروضة على دول المنطقة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن «فضح» تعميم «المركزي» وكيف مَن «فضح» تعميم «المركزي» وكيف



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib