العالم في حرج مضاعف هذا الشهر
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

العالم في حرج مضاعف هذا الشهر

المغرب اليوم -

العالم في حرج مضاعف هذا الشهر

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

في هذا الشهر سيحيي العالم مناسبتين كبيرتين؛ الأولى الاثنين المقبل، وهو اليوم العالمي للطفل، والمناسبة الثانية تتعلق باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي يصادف الجمعة المقبل، إضافة إلى انطلاق الحملة الدولية حول نفس الموضوع.

لنضع هاتين المناسبتين في سياق ما تعانيه الطفولة والنساء في غزة من قتل وإبادة، تجاوزت القانون الإنساني الدولي والأعراف الدولية، وسندرك كم هو العالم في حرج، سواء اعترف بذلك أم أنكر.

فإلى أي مدى يمكن أن نحتفل بهاتين المناسبتين، و3 أرباع شهداء أحداث غزة من الأطفال والنساء؟

من جهة ثانية، فإننا نتبين أيضاً أهمية الأيام الدولية، لأنها محطة دورية لقياس واقع الممارسات، والمنجز، والحقيقي، والوهمي.

إنها لحظة صعبة بامتياز، وحرج كبير للعالم بأسره. كما أنها لحظة حرج مضاعف بالنسبة إلى المنظمات الأممية التي أخذت على عاتقها النضال من أجل حقوق الطفل ومن أجل ضحايا العنف بأشكاله المتعددة.

وأمام آلاف الأرواح التي زهقت، لا بد من أن ينخرط العالم في نقاش حقيقي حول النظري، والواقعي، والخطابي، والمعيش. لا يمكن أن يمرّ اليوم العالمي للطفل، واليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، دون أن يقول العالم والنخب كلمتهما وينخرطا في نقد ذاتي حقيقي صريح.

ما يحدث منذ تاريخ أحداث غزة وقصف المستشفيات وقتل الفلسطينيين العزل والأطفال والنساء والرجال هو تدهور صورة الخطاب الحقوقي وفقدانه جاذبيته، وهو في الحقيقة تدهور يدمر المنجز الإنساني، ونحتاج إلى الانتباه كي لا ننزلق في تداعيات الصدمة والخيبة، ونميز بين وجاهة القيم والمبادئ والقوانين وبين سقوط الممارسات. ذلك أنه في القبول برسائل الواقع تنازل عن القيم والمبادئ.

بل إن الدفاع عن الأرواح التي قتلت لا يكون إلا بالتمسك بالقانون الإنساني والأعراف وحقوق الإنسان. بهذا الخطاب فقط تظهر عيوب المعتدي على القوانين الدولية. وليس من مصلحتنا بالمرة إسقاط هذه المستندات القوية التي ناضلت من أجلها نخب متتالية عبر التاريخ، لأنه في هذه الحالة الرابح الأكبر هو المتجاهل للقانون الدولي الإنساني والأعراف.

لذلك، فإنه بالتوازي مع الحرج والأسف لا مفر من إحياء اليوم العالمي للطفل الذي انطلق منذ أكثر من نصف قرن، وتحديداً سنة 1954، كي يتذكر كل العالم أن هناك اتفاقية دولية تعنى بحقوق الطفل تعود إلى سنة 1989 صادقت عليها دول عدة. ومن المهم أن يتذكر العالم والجهات المانحة الدولية أن ما يقومون به من متابعة دقيقة لواقع العنف ضد النساء يحتاج إلى رؤية أكبر، وإلى حصانة حقيقية تقي النساء من القتل والوجع والفقد، باعتبار أن العنف لا يتجزأ.

إذن هو حرج لا شك في ذلك، ولكنه حرج منتج يمكن توظيفه من أجل مزيد إحراج لكل المعتدين على الأطفال والنساء.

من المهم أن يقف العالم أمام المرآة ويرى نفسه جيداً ويراجع آليات الدفاع عن القوانين والحقوق.

من المفروض أن تشهد المؤسسات الأممية مراجعة حقيقية إذا رغبت في تدارك أمر مصداقيتها.

من الصعب أن يموت آلاف من النساء والأطفال في غزة بكل هذه البشاعة والإصرار على القتل، وتستمر الحال على ما هي عليه فيما يخص القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان...

سيهيمن أطفال غزة الأبرياء يوم الاثنين المقبل على احتفالية اليوم العالمي للطفل الذي رفع السنة الماضية شعار الشمول لكل طفل، والحال أننا لا نزال نناضل من أجل الحق في الحياة.

ما يمكن أن نتعلمه من الدم الذي سال والأرواح التي صمتت عن الحياة والأجساد التي تحولت إلى أشلاء أنه لا يكفي النضال من أجل الحقوق والقوانين والقيم الإنسانية بالثقافة واللغة، بل إنه لا بد بالتوازي مع ذلك من خلق آليات تحمي القانون الدولي الإنساني وتجعل منه خطاً أحمر بالنسبة إلى الجميع ودون استثناء.

من هذا المنطلق، فإن المتوقع أن تحتفل المجتمعات والنخب التي تدافع عن الطفولة والنساء باليومين؛ العالمي للطفل، والعالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، أكثر من أي سنة مضت، لأن الحقوق منقوصة ولم ينجح العالم حتى الآن في وضع آليات تحمي فعلاً القوانين وحقوق الإنسان.

فليعبر العالم بصوت عالٍ عن حرجه المضاعف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم في حرج مضاعف هذا الشهر العالم في حرج مضاعف هذا الشهر



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib