كيف هو حال الشيخوخة العربية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

كيف هو حال الشيخوخة العربية؟

المغرب اليوم -

كيف هو حال الشيخوخة العربية

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

يحيي العالم اليوم بثقافاته المتعددة، اليوم العالمي للمسنين، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر (كانون الأول) 1990، فأصبحت تبعاً لذلك غرة أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام مناسبة عالمية تسلط الضوء على مشكلات الشيخوخة، وتذكر الفئات العمرية الأخرى، وأيضاً النخب السياسية والمجتمع المدني، بالمسؤوليات تجاه المسنين.
وكما نعلم، فإن أوضاع الطفولة والنساء والشباب في المنطقة العربية رغم كل المنجز والمتحقق فإنها تعرف حزمة من المشكلات، على رأسها البطالة وغلاء المعيشة والعنف وعدم تكافؤ الفرص، وغير ذلك من الإشكاليات التي لا تزال تتطلب الجهد والاجتهاد والجرأة والمصداقية.
وما ينسحب على الطفولة والمرأة ينسحب أيضاً على فئة كبار السن، ويمكن أن تكون المشكلات أكثر حدة باعتبار هشاشة هذه الفئة العمرية.
في هذا السياق الذي يحف بالانتظارات من أجل حياة كريمة لكل الفئات الاجتماعية، نتساءل عن حال كبار السن ونحن ننتمي إلى فضاء ثقافي تولي قيمه الثقافية والدينية أهمية بالغة لكبار السن ولمنزلتهم في العائلة والمجتمع.
ففي مثل هذا اليوم الخاص بالمسنين من المهم أن يكون الحديث صريحاً، إذ إن التغييرات القيمية التي عرفتها مجتمعاتنا وما طرأ على مؤسسة الأسرة من تغير انتقلت من خلاله من طور الأسرة الممتدة إلى الأسرة النواة، ناهيك عن التغيير القيمي وصعود قيم الفردانية من دون أن ننسى تصاعد القيم المادية وتضاعف أهمية البعد الاقتصادي في تحديد المواقف والسلوك... لا بد من الاعتراف بأن الأسرة العربية في طور التغيير وبدأت بعض القيم القائمة على التساند والتضامن يكتسحها نوع من الفتور.
النقطة الثانية الجديرة بالانتباه إليها، وأن يخصص لها الإعلام العربي حيزاً من الاهتمام، تتمثل فيما تشهده بلدان المنطقة العربية - وبتفاوت - من تغيرات في التركيبة العمرية لسكانها، ورغم محافظتها على بنيتها الشبابية فإن التوقعات الإحصائية تشير إلى أن عدداً من بلدان المنطقة تتجه تدريجياً نحو مرحلة الانتقال إلى الشيخوخة خلال العقود الثلاث المقبلة.
وتفيد الإحصائيات بأن عدد كبار السن (الفئة العمرية 65 سنة وما فوق) بلغ حوالي 21 مليون مسن في عام 2020، أي بنسبة تقارب 5 في المائة من المجموع العام للسكان.
ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى حدود 11 في المائة، ليصل عدد كبار السن في المنطقة العربية حوالي 71.5 مليون مسن بحلول سنة 2050، ويُعد ذلك نتيجة التحكم في السلوك الإنجابي، حيث انخفضت معدلات الخصوبة لتصل إلى 4.3 طفل لكل امرأة في سن الإنجاب سنة 2015، وبالتوازي مع ذلك، ارتفع متوسط العمر المتوقع عند الولادة في المنطقة.
طبعاً ولئن تعكس هذه الإحصائيات والمؤشرات التطور الحاصل في أنظمة الرعاية الصحية في المنطقة العربية، ومن ثماره تراجع نسبة الوفيات وارتفاع أمل الحياة عند الولادة، فإنها تزيد من حجم التحديات، وتفرض علينا ملاءمة سياساتنا الاجتماعية والاقتصادية والصحية لظاهرة التهرم السكاني.
ومن النقاط المضيئة، نشير إلى إعداد مشروع الاستراتيجية العربية لكبار السن وربطها بتنفيذ خطة التنمية المستدامة. واستناداً إلى تعدد مقاربات هذه الاستراتيجية، فقد تم تكريس المقاربة الحقوقية التنموية في معالجة قضايا كبار السن وتنزيلها في سياق أهداف وغايات خطة التنمية المستدامة.
رفعت الاستراتيجية العربية شعار «كبار السن عطاء متواصل وحقوق مضمونة»، وهدفت من خلال محاورها الخمسة وخطتها التنفيذية إلى تمكين هذه الفئة من العيش في المجتمع برفاه وفي محيط دامج، وأن تتمتع بحقوقها في خدمات جيدة ودعم مشاركتها الكاملة من دون إقصاء أو تمييز.
كما تحورت أهدافها الإجرائية الستة حول تطوير أنظمة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي (أعداد كبيرة اليوم في بلداننا تعمل في القطاع غير المهيكل، وهي التي ستمثل مشكلاً حقيقياً إذا لم نتمكن من تعميم التغطية الاجتماعية والصحية).
وفي الحقيقة تشكل اليوم الاستراتيجية العربية لكبار السن إطاراً للتحاور وتبادل التجارب وقياس المنجز بين مختلف الفاعلين في حقل الشيخوخة لتقويم ما تم تنفيذه باعتبار أن الاستراتيجية وضعت أبعاداً اجتماعية وتنموية وتطوير البرامج وتقديم تصورات جديدة في سياق المخاطر المستجدة والمهددة لكبار السن، لا سيما منها تداعيات تأثيرات التغيرات المناخية وتهديدات الأوبئة وموجاتها الشرسة التي تابعناها خلال جائحة «كوفيد - 19».
إن الإرباك الاقتصادي أثر على وضع كبار السن لأنه بالأساس مس الأسرة التي تمثل نواة المجتمع والفضاء الخاص الذي يوفر الأمن والحماية للطفل ولكبير السن معاً. فليس صدفة أن تتعاظم ظاهرتا الطفولة الفاقدة للسند وكبار السن الفاقدين للسند اليوم أكثر من أي وقت مضى. ذلك أن الأزمات تصيب الفئات ذات وضعية الهشاشة أكثر من غيرها.
ونعتقد أن الوعي الرسمي العربي الذي لم يدخر الانتباه إلى الخزان الديموغرافي المهم والمتزايد لكبار السن من خلال وضع استراتيجية عربية، لقادر على المتابعة والتقييم لأن الأمر جدي جداً.
هناك مشاكل في الأفق إذا لم نعد العدة جيداً لمشكلات أنظمة الحماية الاجتماعية والصحية وللدفاع عن دور الأسرة في القيام بدورها تجاه هذه الفئة فإننا لن نحمي كبار السن في مجتمعاتنا من ذوي الوضعيات الهشة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف هو حال الشيخوخة العربية كيف هو حال الشيخوخة العربية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib