من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية؟

المغرب اليوم -

من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

لا نبالغ إذا قلنا إن العلاقة بالدين من فرط أهميتها فإنها حساسة جداً ومصادر وطرق اكتسابها ذات أهمية مضاعفة ودقيقة. واليوم نلاحظ تراجع دور الأطر الاجتماعية في القيام بالمهمة الكبرى المتمثلة في التنشئة القيمية والثقافية للأطفال والشباب، وهو تراجع يحتم علينا الانتباه إلى المصادر البديلة التي سطت على دور المؤسسات الاجتماعية الأساسية.
طبعاً لا شك في أن التحولات التي شهدها النظام الاجتماعي بفعل الحداثة ومؤشرات التحضر، قد طالت آلياً مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتمثلة في الأسرة والمدرسة ومختلف الأطر التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية، الأمر الذي جعل الفرد يصبح الجوهر الاجتماعي في البناء السوسيولوجي بعد أن كان كل اهتمام علم الاجتماع مركّزاً على الأبنية الاجتماعية والاجتماعي الكلّياني. بل إن بعض علماء الاجتماع يرون أن حركة الاستقلالية الفردية هي فعلاً خميرة لانحلال البناء الاجتماعي التقليدي وأن مفهوم الرابطة أصبح يقوم أقل فأقل على الفرض. ولكن وإن كان الاتجاه الغالب اليوم في التفكير السوسيولوجي يشدّد على عملية فهم أفعال الأفراد والارتباط المعبّر الذي يؤلّف بينها، فإن التساؤل عن دور الأطر في تحديد تمثلات الشباب وسلوكه ذات قيمة من ناحية تعميق فهم روافد المعرفة المحددة للمواقف والاتجاهات. لذلك فإن التساؤل عن دور الكتب الدينية مثلاً في تشكيل الوعي الديني للشباب اليوم مهم خصوصاً في زمن تراجع دور الأسرة والمدارس وهيمنة تكنولوجيا الاتصال. والملاحظ، وهنا المفارقة الجديرة بالتنقيب والبحث، أن النخب الدينية بمختلف مرجعياتها ومستوياتها لا تزال تراهن على الكتاب الديني رغم نسب القراءة الضعيفة في العالم العربي والإسلامي.
ولا نحسب أننا نبالغ إذا قلنا إن ظاهرة ضعف الإقبال على القراءة وتراجع الاهتمام بالكتاب، كأحد أهم مصادر المعرفة ذات المدلول الكلاسيكي، يؤديان آلياً إلى اكتساب الأفراد ثقافة يغلب عليها الشفوي وما يتصل بالمعرفة الهشة والسطحية. وفي مقابل ذلك لا مفر من الإقرار أيضاً بأن المعيش الاجتماعي اليومي بما يحتويه من تفاصيل وخصوصيات ورموز وأنماط من العلاقات الاجتماعية ومن تبادلية تفاعلية، إنما هو بالفعل نتاج مؤسسات التنشئة الاجتماعية التقليدية وثمرة تجربة الفرد الشخصية، ولكن أيضاً هو نتاج النظم المعرفية التي يستقي منها الفرد ما يؤهله لترتيب رموزه وتعديل قيم التوجيه المكتسبة وتشكيل رأسماله الثقافي وفق المعنى الذي يريد أن يعطيه لأفعاله ولأنشطته. فمجال القراءات يمنح الفرد استقلالية وقدرة على بناء هويته على نحو إبداعي خلاق. وهنا نتساءل عن أثر القراءات في فهم الشباب للديني وثقافتهم الدينية بشكل عام.
إن فعل القراءة في حد ذاته نقطة جوهرية والعلاقة بالقراءة تخضع إلى تنشئة اجتماعية وفردية، ثم إلى اتجاهات مخصوصة تحددها ميولات الفرد. ولا يخفى أن عنصر التكوين الثقافي الديني يعد عاملاً مهمّاً في تشكيل فكر الشباب ومواقفه وسلوكه، أي إنه على حد تعبير فرنسوا ديبي طريقته لصنع العالم الخاص.
غير أن ما تكشف عنه الأرقام والإحصائيات يشير إلى كون الكتب الدينية مهمشة في عموم العلاقة المهمشة بالكتاب بشكل عام وقلة قليلة من الشباب العربي اليومي يطالعون الكتب الفكرية الدينية.
وعموما يظهر أن عادة القراءة غير منتشرة في الممارسة الثقافية للشباب العربي، ولعل ذلك يفسَّر في جزء منه بإهمال مؤسستي التنشئة الاجتماعية الأساسيتين الأسرة والمدرسة لهذه القيمة الثقافية. وفي دراسة أنجرتُها من أكثر من عقد وجدتُ أن الكتب الدينية المفضلة لدى الشباب هي كتب الشخصيات الدينية وكتب الأدعية الأكثر تفضيلاً وكتب الفكر تأتي في الترتيب الثالث.
وبالتالي، فإن شبابنا في الفضاء العربي والإسلامي لا يبدو عقلانياً في غالبيته في تحديده لأفضلية الكتب الدينية بالنسبة إليه، فنوعية مضامين الكتب الدينية المؤطرة لوعي شبابنا دينياً، لا تعبر عن أثر مهم للمعرفة الدينية العالمة، بقدر ما تُبدي ولاءها الأكبر للمعرفة الدينية الشعبية.
طبعاً يمكننا أن نفسر الأثر المتواضع للقراءات وللكتب الدينية بانتشار الوسائل السمعية والبصرية ووسائط الاتصال الحديثة من دون أن تكون هي بدورها حاثة على القراءة، الأمر الذي قد يؤثر على الممارسات الثقافية للشباب ويجعلهم يبتعدون عن الوسائل الكلاسيكية للمعرفة. كما أن انجذاب الشباب إلى وسائط الاتصال الحديثة، تؤكده ظاهرة الاستعمال الواسع لموقعي «فيسبوك» و«تويتر».
وربما قد يصح استنتاج أن التعبيرات الحديثة، تفعل فعلها في المعيش الاجتماعي للشباب، أكثر من فعل الكتب الدينيّة. وبالتالي فإن الثقافة الدينية التي تحتكم إليها تمثلات الشباب والأطفال من فئة اليافعين هي «ثقافة تقليدية»، بسبب افتقادها للدقة وللثقافة العالمة. فهي ثقافة تختزن معرفة تقريبية غير دقيقة، ناتجة عن الوسط الاجتماعي و«الإنترنت» التي تقدم صفحات مجزأة وأحياناً متصرَّف فيها وليست -أي ثقافة الشباب الدينية- نتاج النظم المعرفية الجادة والكتب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية من أين يستقي شبابنا معرفتهم الدينية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib