فضائح في شتاء باريس

فضائح في شتاء باريس

المغرب اليوم -

فضائح في شتاء باريس

إنعام كجه جي
بقلم : إنعام كجه جي

أربع فضائح جنسية في أربع وعشرين ساعة. هذا ما يتسلى به الفرنسيون حول مواقد الشتاء، في عز موجة الزمهرير. ماذا عن الموجة الخامسة من «كورونا» والفيروس المتحول الذي ظهر في أفريقيا؟ يمكن لكل الأخبار الثقيلة أن تتراجع طالما أن هناك حكايات أدسم.
البداية بالصحافي العنصري إريك زمور، أحد أبرز المتنطعين للرئاسة في انتخابات الربيع المقبل. هاج الرجل وماج لأن صحيفة شعبية نشرت خبراً يفيد بأن مديرة حملتِه حاملٌ. ويمكن للمساعدة الشابة أن تحمل من أي كان. لكن بات معلوماً أن علاقة عاطفية تربطها بزمور، وهي التي مهدت له تحالفاته السياسية. هل تحظر فرنسا الحب والمعاشرة؟ كلا. لكن زمور متزوج وأب لثلاثة أبناء، وزوجته ترفض الطلاق. وهو لا يريد خسارة أصوات ناخبي اليمين المسيحي المحافظ. هرع إلى محاميه للتدخل قضائياً ووقف صدور المطبوعة. ورفضت النيابة طلبه. سارع إلى مقاضاة الصحيفة بتهمة المساس بالحياة الخاصة، وكذلك فعلت صديقته. قال إنه سيضرب من شهروا به على جيوبهم ويكلفهم تعويضاً باهظاً.
في اليوم نفسه، تقدمت الصحافية فلورنس بونسيل، بدعوى قضائية ضد نجم نشرات الأخبار في التلفزيون بارتيك بوافر دارفور، بتهمة الاغتصاب. والقضية ليست جديدة، لكن المشتكية قررت هذه المرة الاقتصاص من المذيع، وفتح الباب لنساء أخريات تحرش بهن. لقد تخلت القناة الأولى عن مقدم النشرة المسائية التي يتابعها عشرة ملايين متفرج. والشاة عندما تسقط، تكثر السكاكين.
المفاجأة الثالثة هبطت على رأس المونسنيور ميشيل أوبتي، رئيس أساقفة باريس. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فإن الأسقف تقدم إلى بابا الفاتيكان برسالة يطلب فيها إقالته من منصبه. السبب: تقرير في مجلة رصينة يكشف علاقة «غامضة» أقامها مع امرأة. ومن المعروف أن كهنة الكنيسة الكاثوليكية يلتزمون بعهد العفة ولا يسمح لهم بالزواج. والكرة الآن في ملعب البابا الذي لا يخفي عشقه لكرة القدم.
كل تلك الكشوفات في كفة، وفضيحة الوزير السابق نيكولا هولو في كفة. منذ يومين اعتزل العمل العام بعد بث مقابلات تلفزيونية مع أربع نساء قلن إنه اعتدى عليهن جنسياً. وهولو واحد من أكثر الشخصيات شعبية في فرنسا. وهو زعيم حركات الخضر. أنتج وقدم برامج إذاعية وتلفزيونية شهيرة عن البيئة. كان صديقاً للرئيس الراحل شيراك ووزيراً مقرباً من الرئيس ماكرون. وقد راودته طموحات انتخابية طالما أن قضايا المناخ هي بعبع البشرية.
تعود علاقات الوزير المحبوب بهؤلاء النساء إلى سنوات سابقة. لكن قانوناً جديداً صدر في فرنسا يسمح للمرأة التي تعرضت للتحرش بأن تتقدم ببلاغ ولو بعد مرور ثلاثين سنة على الواقعة. إن المثير في القضية هي الضحية الخامسة التي لم تظهر في التحقيق التلفزيوني. لقد تجرأ قبل سنوات واغتصب باسكال ميتران، حفيدة الرئيس الأسبق فرنسوا ميتران. وهي لم تسكت بل تقدمت بشكوى ضده. ومن جانبه لم ينكر العلاقة وقال إنها كانت بالتراضي. ثم حُفظت القضية حتى جاءت مازارين، ابنة ميتران، وحولتها إلى رواية صدرت عن «منشورات جوليار» بعنوان: «السكوت».
تسكت المرأة وتخجل من فضح المتحرش بها. تخاف أن تتهم بالكذب في حال كان خصمها من أهل الشهرة والنفوذ. تخشى من اتهامها بالخفة والغواية. لكن مع انطلاق حملة «مي تو» تحررت ألسنة النساء. إن بينهن من سكتت دهراً ونطقت صدقاً أو كفراً. وفي يد العدالة أن تحقق وأن تعوض. والغرامة المادية أهون من الفضيحة التي قد تدمر أسرة المتحرش وتنسف مستقبله. وما زال جبل الجليد تحت الماء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضائح في شتاء باريس فضائح في شتاء باريس



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib