هاتِ مخطوطةً خُذْ قطاراً
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

هاتِ مخطوطةً خُذْ قطاراً

المغرب اليوم -

هاتِ مخطوطةً خُذْ قطاراً

إنعام كجه جي
بقلم : إنعام كجه جي

من عادة الملوك والرؤساء أن يتبادلوا الهدايا في الزيارات الرسمية. لكن هدية حافظ الأسد لضيفه جاك شيراك كانت «ثقيلة» قيمة ووزناً. قدم له أثاثاً تقليدياً سورياً كاملاً، مصنوعاً من الخشب المنقوش والمطعم بالأصداف. أرائك ومقاعد بمساند وبدون مساند وطاولة وسطية كبيرة ومناضد جانبية صغيرة. ودهش الرئيس الفرنسي للهدية وتقبلها شاكراً. وعند العودة إلى باريس استدعى مدير البروتوكول وطلب منه أن يتفاهم مع نظرائه رؤساء التشريفات الأجانب قبل كل زيارة. لا بد أن يعرفوا أنه لا شيء يجعله سعيداً أكثر من هدية صغيرة سهلة النقل، يمكنه أن يحملها في حقيبته ويضعها على مكتبه.
في مذكراته الصادرة حديثاً في باريس، يقول السفير دانييل جوانو، مدير البروتوكول السابق في «الإليزيه»، إن هدية الأسد ذهبت إلى المتحف المخصص لهدايا الدولة. لم يكن طرازها الشرقي يناسب القصر الرئاسي. عدا عن أن شيراك لم يكن يملك بيتاً خاصاً ليفرشها فيه. وهي على أي حال هدية جميلة لم ترافقها أزمة مثل هدية ميتران إلى زعيم كوريا الجنوبية، صيف 1993.
كانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي إلى سيول. أراد أن يحيي دولة شقت طريقها نحو الديمقراطية بعد زمن طويل من الديكتاتورية، وأن يعبّر عن تقديره لأول رئيس مدني يحكم البلد، وللنهضة العلمية والصناعية التي نقلت كوريا الجنوبية من دولة نامية إلى واحدة من النمور الآسيوية الصاعدة.
اصطحب ميتران معه وفداً كبيراً: 4 وزراء بينهم ألان جوبيه وزير الخارجية، و31 مدعواً من رؤساء المؤسسات الصناعية والشخصيات السياسية والثقافية، بينهم الممثلة صوفي مارسو التي تتمتع بشعبية كبيرة في كوريا. وقد تودد عدد من أعضاء الوفد لمدير البروتوكول لكي يجلسهم بجوار النجمة الشابة في رحلة السفر. لكن أثمن ما في الطائرة كان الهدية الرئاسية.
تضمن برنامج الزيارة افتتاح الجناح الفرنسي في معرض دولي أقيم في مدينة تايغون. ولم تكن عين باريس على المعرض بل منافسة اليابان على صفقة مليارية لبيع كوريا قطارات «تي جي في» السريعة، فخر الصناعة الفرنسية. وبالمقابل، أراد الكوريون أن يستعيدوا 287 مخطوطة ملكية تعود للقرن الرابع عشر، نهبتها البحرية الفرنسية من بلادهم. إنها محفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية وفق مبدأ مقدس يمنع التصرف في مقتنيات الأرشيف الوطني.
كان الكوريون واضحين: لا قطارات بدون مخطوطات. وارتأى ميتران أن يحمل معه مخطوطة واحدة يقدمها للرئيس الكوري، على أن تتبعها المخطوطات الأخرى، كل واحدة مقابل قطار. لكن فات الوفد أن يحسب حساب مسؤولة المكتبة الوطنية الفرنسية. لقد وصلت سيول ومعها الهدية محفوظة في حقيبة مقفلة من الخشب. قيل لها إنها ستكون للعرض الرمزي فحسب، وهي ستعود معها إلى باريس.
عرفت المديرة حقيقة الصفقة فرفضت تسليم الحقيبة. وتدخل وزير الخارجية ألان جوبيه لإقناعها، دونما جدوى. لم يستطع إجبارها لأنها لا تأتمر بأمره بل تتبع وزارة الثقافة. وكان على مدير البروتوكول أن يتصل بوزير الثقافة في باريس ويوقظه من نومه لكي يأمر الموظفة العنيدة بتسليم المخطوطة. انصاعت للطلب والدموع في عينيها. وتم نقل الحقيبة إلى جناح الرئيس ميتران الذي كان يتابع بمتعة كبيرة، أولاً بأول، تفاصيل النزاع.
هل انتهت مشكلة هدية فرنسا لكوريا الجنوبية؟ في اللحظة الأخيرة يكتشف مدير البروتوكول أن مديرة المكتبة احتالت عليه وأعطته الحقيبة بدون مفتاح. وتدخل شرطي مكلف بحراسة الرئيس وكسر القفل وتمت المراسم وفازت باريس بالصفقة. لكن كان على كوريا الانتظار حتى عام 2010 لاسترداد كامل المخطوطات في زيارة قام بها الرئيس ساركوزي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هاتِ مخطوطةً خُذْ قطاراً هاتِ مخطوطةً خُذْ قطاراً



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib