علامات الزوال
أخر الأخبار

علامات الزوال

المغرب اليوم -

علامات الزوال

سمير عطاالله
سمير عطاالله

في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل «يحتفل» لبنان بمرور مائة عام على إعلانه دولة مستقلة من قِبل فرنسا، الدولة المنتدبة. وفي أجواء الاحتفال السائدة أعلن وزير خارجية فرنسا أن لبنان مهدد بالزوال، أو الاختفاء. لم يحدث لوزير خارجية دولة كبرى، أو عادية، أن استخدم هذه اللغة في الحديث عن دول أخرى، من دون تردد أو حساب لأي شيء، ومن دون الأخذ في الاعتبار أي أدبيات دبلوماسية. وبين القول والقائل، هذا أخطر كلام رسمي، في وصف لبنان، يضاف إلى ما يقال كل يوم في صحف العالم وأروقته السياسية.

قال الوزير الفرنسي هذا الكلام التحذيري بالكثير من اللامبالاة للسياسيين اللبنانيين وسلوكهم العدمي فيما يغرق بلدهم في أسوأ كارثة وأسوأ أزمة في تاريخه، وينحدر سريعاً إلى الإفلاس المادي والرعب الأمني والخوف من عودة الحرب الأهلية. وقد عادت مؤشراتها إلى الظهور يومياً في المناطق، من الشمال إلى الجنوب، وفي الأماكن السريعة الاحتكاك والاشتعال.

في هذا المشهد الرهيب هناك سؤال واحد في السياسة اللبنانية: ماذا يريد جبران باسيل، وماذا يرضيه؟ والجميع يعرف الجواب: جبران باسيل لا يريد شيئاً، أو أحداً، سوى جبران باسيل. ولأن هذا ما يريده فإن رئيس الجمهورية المصادف حماه عائلياً، يريد ما يريده جبران، ولأن هذا ما يريده الرئيس فإن هذا ما يحرص عليه حليفه وشريكه في الحكم، «حزب الله».

أكثرية اللبنانيين تريد شيئاً آخر، هو لبنان. تريد أن تكفكف دمعه ومعالجة جروحه وعدم تحلله وعدم وقوعه في الفوضى والقتل والاضمحلال كدولة وقانون ورغيف. وصحيح أن باسيل يملك الأكثرية النيابية في مجلس النواب، بموجب قانون انتخابي مركّب ومفصّل أشبه بالتزوير المباشر، لكن هو يعرف، والرئيس يعرف، وآلاف الذين نزلوا إلى الشوارع يهتفون بالشتائم ضده، يعرفون، أن الأكثرية الحقيقية معذّبة بوجوده ومقهورة بنزقه، ويحرقها تجاهله المتعجرف والمتغطرس لإرادتها الحقيقية.

أصبح جبران اسماً أشهر من عمّه الرئيس في العالم. وصار المبعوث الأميركي، أو المصري، يتعمد عدم الاتصال به، لعل رئيس الجمهورية يدرك أي عبء يشكّله على الرئيس والرئاسة وشعب لبنان. لكن الواضح في أولويات الرئيس، أن جبران أولاً. وليقل الناس ما يشاءون والتاريخ ما يشاء.

ظن الناس والأمم أن لبنان سوف يتغير بعد كارثة المرفأ؛ الضمائر الميتة ستحيا، والقلوب المتحجرة سوف تبكي، وصور الأطفال تحت الركام، وشبان الإطفاء تحت الركام، والعجائز على الشرفات المهدمة، سوف تصبح هي القضية وهي المسألة وهي هم السلطة الوحيد. الذين اعتقدوا ذلك لا يعرفون لبنان جيداً، أيْ لبنان الحالي في عامه المئوي. قبل كارثة المرفأ وكارثة الاقتصاد وكارثة «كورونا»، كانت قد حلت كارثة أفظع. كارثة المشاعر والأحاسيس والهم الوطني والمهمة الإنسانية. وبعد حصولها زلزلت ترتبات الأولويات. بهذا المعنى يخشى وزير خارجية فرنسا حتى على وجود لبنان. لم يعد ذلك هماً عند أحد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علامات الزوال علامات الزوال



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

القبض على ثنائي شبيبة القبائل بسبب المخدرات

GMT 07:07 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الخنبشي يؤكّد أنّ السعودية أوصلت اليمن إلى بر الأمان

GMT 03:20 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

فوائد شمع العسل في تقليل الإجهاد وتحفيز النوم

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 06:44 2016 الإثنين ,22 آب / أغسطس

التربية البيتيّة والمدرسيّة وجذور العنف

GMT 06:24 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

قبلة كيت وينسلت للنجمة أليسون جيني تثير عاصفة من الجدل

GMT 03:25 2015 الجمعة ,16 كانون الثاني / يناير

أبرز 5 ألعاب فيديو على "بلاي ستيشن 4" في 2015
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib