وفيات الزمن الطيّب

وفيات الزمن الطيّب

المغرب اليوم -

وفيات الزمن الطيّب

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

ما الذي يجمع بين جينا لولو بريجيدا في روما وصونيا بيروتي في بيروت؟ أمران: غابتا في يوم واحد، وعاشتا العمر الأول في مرحلة نسميها الآن «الزمن الجميل»، تأنيباً غير مباشر للزمن الحالي. كان زمناً جميلاً لأن الدنيا كانت صغيرة. كان عدد الصحافيات في لبنان، خمساً أو ستاً، وكانت صونيا بيروتي إحداهنَّ؟ وكانت نجمات السينما العالميات عشرة أو عشرين، وكانت جينا لولو بريجيدا في طليعتهنَّ. وكان لا يزال على المرأة أن تكون خفراء، سواء صحافية في لبنان أو نجمة في إيطاليا، وقد عبرتا نحو الظهور والعمل في عالم الرجال ونجحتا.
كانت السلوى الوحيدة يومها السينما. وكان شباب العالم آنذاك يقفون بالطوابير لحضور فيلم جديد لمغناجة هوليوود. وفي انتظار وصول التلفزيون أطّلت صونيا بيروتي من الإذاعة بصوتها الأبحّ. ثم جاء التلفزيون فظهرت بشعرها القصير مثل الصبيان، وظلت في هذه الشخصية حتى غيابها عن 87 عاماً.
كانت الدنيا قرية صغيرة في كل مكان، ولذا كان الزمن هادئاً وجميلاً. وكان من يلمع يُبهر. ولم يكن في كل السينما الإيطالية إلاَّ بريق جينا وصوفيا لورين. الأولى من البورجوازية الإيطالية، والأخرى من فقراء نابولي. وكانتا تتهاتران. ولم يجمع بينهما سوى يخت المارشال تيتو، الذي كان يحب السباغيتي من يد صوفيا والحساء من شغل جينا. اشتراكية الزعيم اليوغوسلافي الذي حوَّل سفينة شحن تنقل الخضار إلى يخت يستضيف الزعماء والنجوم، تحت اسم «غالب» أو «النورس». وبعد خدمة طويلة في المياه، تم تحويله إلى متحف عائم.
قبل أن نلتقي في مهنة واحدة، التقينا في حي صغير واحد من أحياء بيروت. أهلها في بناية يمتلكونها، وأهلي في شقة صغيرة مستأجَرة قبالتها. وكانت صونيا تثير غيرة بنات الحي. ثم عرفناها وجهاً جذاباً على شاشة بيروت، وسيدة طيبة يحبها الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفيات الزمن الطيّب وفيات الزمن الطيّب



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib