بقلم - سمير عطا الله
الدكتور الراحل مصطفى محمود، الطبيب المصري غاص هو أيضاً في السياسة، وكرس جزءاً كبيراً من حياته لعمل الخير. أسأله: «هل خالد على خطى أبيه في المبرات؟». يضحك عالياً: «ما نفعه إذا كان فقط مثل أبيه. إنه الآن منهمك في جمع تبرعات لإنشاء مؤسسة خيرية، وقد جمع لها لغاية الآن تبرعات بمائة مليون دولار»!
أقول لأبي خالد: «من زمن وأنا أحب أن أطرح عليك سؤالاً وجدانياً. الشائع أن الإنسان كلما ازداد علماً ساورته شكوك، بينما أنت تزداد إيماناً ودعوة للتقرب من الخالق». قال: «هذه وظيفة العلم الطبيعية. أن ينير أمامك الطريق إلى معرفة الله. طبعاً هناك فريق آخر. الفريق الذي يقول إن الكون وُلد من (الانفجار الكبير)، (البيغ بانغ). هذه ترهات. من شاء أن يقتنع بها فليفعل. أنا كلما ازددت علماً، ازددت إيماناً».
يروي البروفيسور فيليب سالم قصة مثيرة عن النائب والسياسي حبيب صادق، الذي فقده أخيراً أهل الخلق في لبنان. قال: «كان حبيب صديقاً من أيام الجامعة الأميركية. وذات يوم جاء إلى عيادتي في الجامعة من دون موعد مسبق، وكان وجهه شاحباً بوضوح. دخل مباشرة في الموضوع.
قال إنه تم تشخيص إصابته بالسرطان، وإنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر»، ثم أكمل: «أنا لم آتِ إليك لمساعدتي في العلاج، بل لمساعدتي على ألا أموت مهاناً. أريد منك أن (تساعدني في الانتحار)».
يتابع: «قلت للرجل أمامي أنا أفهمك تماماً. لكن مهنتي العلاج – لا القتل. صحيح أن هذا ما قاله لك الأطباء. لكن الله سبحانه لم يقل كلمته بعد».
يقول الدكتور سالم: «يعلمك العلم التواضع». لم أتحدث إلى عالم كبير إلا تحدث معتذراً عن محدودية معرفته في الاختصاص الذي أمضى فيه 50 عاماً. لذلك، أهم شيء في الطب هو البحث. التقدم يكون في الأبحاث فقط. قلت له، قبل أيام كنت أقرأ للدكتور محمد أبو الغيط، أحد كبار علماء مصر، وكان يقول الشيء نفسه.
العلم الحقيقي هو الجديد. ما نفع أن تكتفي بما وضعه لنا ابن سينا على أهميته؟ وأين كانت حال الإنسان اليوم من دون اللقاحات؟ وأين كانت ستصبح كوارث «كورونا» الآن لولا التوصل إلى علاج؟