ستارة المهرجان

ستارة المهرجان

المغرب اليوم -

ستارة المهرجان

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

 

قال إرنست همنغواي إن باريس مهرجان متنقل، إذا عرفتها مرة، تنقلت معك إلى كل مكان. أنّى ذهبت الملكة، كان يكون مهرجان. سبعون عاماً من الجلالة والتاج والألق الملكي. اعتلت العرش صبية في الخامسة والعشرين، جميلة مثل رسوم الأطفال، وتطوَّرت معها العصور. كان يومها عصر القطار البخاري، وبدايات الهاتف، وأوائل التلفزيون، وبكل عفوية وبساطة سافرت على الكونكورد، وغردت على «تويتر»، وباركت ثالث امرأة تتولى الحكم في داونينغ ستريت.
يوم انتقل إليها التاج من والدها، كانت شمس الإمبراطورية تشرق على 46 دولة هي ملكة عليها. وكان ونستون تشرشل قد ربح الحرب للتو. والحرب الباردة قد اشتعلت، وحروب الاستقلال قد بدأت. وكانت هي تخرج إلى مخاطبة العالم مثل صوت السكينة والطمأنينة. بهذا الصوت الواثق الدافئ الشجاع، ظلت تحتضن مخاوف الناس وقلقها. أجمل تلك الخطب كان في ذروة الجائحة: غداً يعود الأحباء إلى بعضهم بعضاً. اطمئنوا.
مليئة أوروبا بالملكات، لكن العالم بدا وكأنها الملكة الوحيدة فيه. اختلف البريطانيون فصانت وحدتهم، واهترت وحدة العائلة فقاومت بهدوئها نزعات التفكك ونزوات المراهقة. ولم تتدخل في السياسة، لكنها جعلت صورة بريطانيا في العالم بلداً ودوداً كثير الأصدقاء رغم صراعات دورها في صراعات الدول الكبرى.
أطفال العالم وكباره تمنوا لها العمر، وفي بلدان كثيرة كانت الناس تتابع أخبارها الصحية وكأنها ملكتهم. مشقّة كبرى أن تكون صاحب التاج البريطاني. مواعيد ورسميات ورعايات وبروتوكولات ورحلات وأعصاب قوية. لذلك ينهار بعض أفراد العائلة ويستقيل. ليس الملكة. سبعون عاماً وهي تعيش في واجهة زجاجية. تعيشها كملكة. كانت والشيخوخة تتسرب إليها مثل غيوم الخريف، في هدوء ومكر، وكانت تناور عليها في عذوبة وتجلّد. نحو قرن من الواجبات الملكية وبضعة عصور.
قبلها عاشت بريطانيا (والعالم) في ظل العصر الإليزابيثي (الأول) ثم العصر الفيكتوري. وقد يسمى عصرها مهرجان العصور.
يا سيدتي، كم تليق لك القصور.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستارة المهرجان ستارة المهرجان



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 01:29 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

10 صنادل مميّزة تكمل أناقة الرجل العصري في 2019

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib