بندقية بوتين اسمها «فاغنر»
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

بندقية بوتين اسمها «فاغنر»!

المغرب اليوم -

بندقية بوتين اسمها «فاغنر»

هدى الحسيني
بقلم : هدى الحسيني

ربما كان الخبر غير مفاجئ بقدر ما كان صادماً: قال المسؤولون الروس إن طائرة تحطمت شمال غرب موسكو يوم الأربعاء قبل الماضي وكان على متنها يفغيني بريغوجين، زعيم المجموعة الروسية «فاغنر».

في يوم 24 أغسطس (آب) انتشر على جميع وسائل الإعلام نبأ مقتل قائد ميليشيا «فاغنر» التابعة للنظام الروسي، وكان أول ما تبادر إلى أذهان كل من علم بالخبر بأن الحادث مدبر وبأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعلى الرغم من نفي الكرملين أي علاقة بالحادث وأسف الرئيس بوتين للضحايا العشر على متن الطائرة من دون ذكر اسم بريغوجين، يقول أحد خبراء الشؤون الروسية في بريطانيا إن احتمال ضلوع بوتين في التخلص من قائد «فاغنر» ولوقت طويل أحد أقرب المقربين إليه، هو احتمال كبير جداً.

يكمل الخبير بأن بريغوجين تمادى كثيراً بما أقدم عليه في عملية وُصفت بأنها محاولة انقلاب على بوتين في يونيو (حزيران) الماضي حين أصدر أوامره للمقاتلين بالتوجه إلى موسكو وتطويق وزارة الدفاع ومبانٍ رسمية أخرى. وعلى الرغم من إعلان بريغوجين أن ما أقدم عليه لم يستهدف بوتين بتاتاً، بل كان حركة اعتراضية موجهة لقائد الجيش الروسي ووزير الدفاع بسبب تأخير تزويد «فاغنر» بالذخيرة والمال في وقت تعاني فيه نقصاً حاداً في خضم الحرب الأوكرانية، إلا أن معلومات استخباراتية موثوقة قالت إن بوتين عدّ أن نظامه اهتز بسبب العملية وأن توقيتها لم يكن مناسباً بينما كان يحاول إظهار رباطة جأشه وتماسك نظامه وهو يخوض حرب أوكرانيا العبثية...

يقول الخبير إن بريغوجين جمع ثروات كبيرة جداً أثناء عملياته العسكرية في عدد من الدول؛ مما زاد من نفوذه داخل روسيا بنسج علاقات وثيقة في شتى دوائر الدولة وضمن صفوف ضباط الجيش الروسي، وقد جعل ذلك منه منافساً محتملاً لبوتين في رئاسة البلاد يتوجب التخلص منه.

ويضيف أن ما قصم ظهر البعير كان إقدام بريغوجين على دعم الانقلاب في النيجر، وأعلنت حالة الطوارئ، ولم يكن هذا منسقاً مع القيادة الروسية التي تقول مصادر روسية إنها لم تكن على علم بدور «فاغنر» بالانقلاب. وقد أدى العمل إلى فوضى عارمة في النيجر وأعمال عنف في البلاد لم تستطع الزمرة ضبطها، وانبرت قوات «فاغنر» للتدخل لحسم الأمور لمصلحة الانقلابيين لانعدام الأوامر والتوجيهات من قيادتها. وقد نتج من الانقلاب إجماع دولي بعدم الاعتراف والشجب، وأعلنت منظمة دول أفريقيا الغربية (إيكواس) عن فكرة تشكيل قوة عسكرية مشتركة ضاربة، للتخلص من الزمرة الانقلابية. وقد شكّل تدخل «فاغنر» الفاشل إحراجاً لبوتين هو بغنى عنه في الظروف التي تمر بها بلاده، والأهم أكد له أن بريغوجين وميليشيته أصبحت عبئاً تحت قيادته.

وقع الحادث بعد شهرين بالضبط من قيادة بريغوجين تمرداً قصيراً أُجهض في نهاية المطاف ضد حكم بوتين، وكشف عن شقوق عميقة في جهاز حرب الكرملين. السؤال الآن: ماذا يحدث لـ«فاغنر» منذ الآن؟

تمتع بريغوجين بولاء خاص وكان له أتباع كثر، وهذا هو السبب الرئيسي وراء اضطرار بوتين إلى التوجس منه بعد التمرد، ومع ذلك، فإن القضاء على القيادة سيجلب المزيد من التعقيدات لبوتين، الذي اعتمد منذ ما يقرب من عقد من الزمان على الشركة العسكرية الخاصة، لتحقيق مكاسب عسكرية ومادية في جميع أنحاء العالم.

كان بريغوجين قلب وروح «فاغنر»، وخسارته، خاصة إلى جانب خسارة المؤسس والقائد التنفيذي ديمتري أوتكين، لا يمكن إلا أن تكون ضربة كبيرة للمنظمة.

يمكن أن تكون النتائج المحتملة الأخرى هي أن مناورات الكرملين للحفاظ على «فاغنر» سليمة مع رئيس أكثر قابلية للسيطرة، أو يعزز دورها العسكري للعمليات الدولية، أو أن ينضوي ما تبقى من القوة تحت وزارة الدفاع الروسية. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تبرز «فاغنر» كقوة جانبية للدولة الروسية أو تتقسم إلى مجموعات عدة أصغر منتشرة في مناطق ساخنة مختلفة في جميع أنحاء العالم؛ مما يقلل من مكانة المجموعة النارية.

ومع ذلك، فإن جميع هذه السيناريوهات تشكل مشكلات لبصمة «فاغنر» الثقيلة في الخارج. أنجبت هذه البصمة ثروة ونفوذاً هائلين للاتحاد الروسي، واشترت عقوداً مربحة للغاية للسلع الثمينة مثل النفط والغاز والذهب والماس. ساعدت هذه الأرباح حكومة بوتين على التصدي للعقوبات الغربية المؤلمة. وحسب خبير أمني، فإن أحداث الأسبوعين الماضيين مثيرة جداً للاهتمام لمجتمع الاستخبارات لتتبعها، ولكن من غير المرجح أن تشعل أي انقسامات كبيرة.

في نهاية المطاف، هم (المرتزقة) يواصلون القتال. إنهم يتقاضون رواتبهم، وليس هناك الكثير من الخيارات الأخرى لهم. وحسب الخبير الأمني: سيستمر الروس، تاريخياً لقد فعلوا الشيء نفسه عندما كانوا يقاتلون من أجل العم جو ستالين. هذا فقط ما يفعلونه. فعل بوتين ذلك (الاغتيال المفترض) لأنه كان في حاجة إلى إظهار أنه لا يزال مسؤولاً. لكنه يحتاج إلى «فاغنر» في جمهورية أفريقيا الوسطى وسوريا وليبيا والنيجر. ذلك، لكي يستمروا في خوض الحروب، من هنا كان عليه التطهير.

عززت «فاغنر» وجوداً واسعاً يدعم أمراء الحرب والفصائل العسكرية في جميع أنحاء أفريقيا، من جمهورية أفريقيا الوسطى وموزمبيق وليبيا، إلى مالي والسودان. هذا بالإضافة إلى وجود غير مؤكد في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وشركاء لوجيستيين ومهربين وشركات استخراج السلع الأساسية وشركات وهمية في الكثير من الدول الأخرى.

الآن، إذا تم الاستيلاء على «مجموعة (فاغنر)» من قِبل زعيم أكثر امتثالاً وولاءً لروسيا، فمن المرجح أن تحافظ على كل أنواع الأنشطة التي اكتسبتها خصوصاً في أفريقيا؛ فهذا سيساعد الحكومة الروسية على تفكيك النفوذ الغربي في هذه البلدان، وهو أمر لا يزال طموحاً عالمياً للكرملين.

أشار بعض المحللين أيضاً إلى أنه في حين أن الكثير من الدول توظف «فاغنر» لشل وتبديد الجماعات المسلحة الإسلامية في منطقة الساحل، فإن سمعتها التي لا ترحم لم تؤد إلا إلى ارتفاع مستويات التجنيد والمزيد من عدم الاستقرار، وهذا زاد من المخاوف الأمنية للولايات المتحدة وحلفائها. السؤال الآن هو، هل يمكن استبدال القيادة بأخرى فعالة؟

داخل روسيا، يمكن أن يسبب خفض تصنيف «فاغنر» أو انهيارها صداعاً أكبر لبوتين. كما لا يزال يتعين معرفة ما إذا كانت وفاة بريغوجين والمستقبل غير المؤكد لـ«فاغنر» يؤثران على سياسة الولايات المتحدة. وتعدّ وزارة الخزانة «فاغنر» منظمة إجرامية وقد فرضت عليها عقوبات تحت مظلة منظمة إجرامية عالمية. قاومت إدارة بايدن حتى الآن دعوات الحزبين لتسمية «فاغنر» منظمة إرهابية أجنبية.

سواء تم تسريح مرتزقة «فاغنر» أو تغيير علامتها التجارية أو تركها تمارس العمل كالمعتاد، فإنها لا تزال تهم موسكو؛ لأن أهداف بوتين في أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم موضع شك، إلى جانب قدرتها على جلب سيولة حيوية لنظام بوتين الذي يخضع لعقوبات شديدة.

سيتعين علينا الانتظار لنرى ماذا ستفعل «فاغنر» في الأسابيع والأشهر المقبلة للحصول على فكرة عن مدى الاستعداد الذي أعده بريغوجين أو هشاشته في استمرار «فاغنر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بندقية بوتين اسمها «فاغنر» بندقية بوتين اسمها «فاغنر»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib