مهرجان «كان» ومهرجانات «المزاريطة»

مهرجان «كان» ومهرجانات «المزاريطة»!

المغرب اليوم -

مهرجان «كان» ومهرجانات «المزاريطة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

كثير ممن يتواجدون فى المهرجان المصرى يتحسبون من الخوف.. لو أنه أشار إلى خطأ فسوف يحرمونه العام القادم من الدعوة، ويضعونه فى القائمة السوداء. أنا كثيرا ما انتقدت على مدى 30 عاما فعاليات مهرجان (كان)، وآخرها تلك الدورة (الماسية)، وفى العام التالى أتلقى أيضا الدعوة.

لى ملاحظات سلبية على المهرجان.. بداية من فيلم الافتتاح الذى أراه لا يليق بدورة استثنائية، كما كان لى رأى معارض فى أن يصبح المهرجان منصة سياسية ويسمح للرئيس الأوكرانى زيلينسكى بكلمة فى الافتتاح، مما يغير من مذاق المهرجان كواجهة ثقافية، هم يتقبلون ذلك كإدارة باعتباره وجها آخر للحرية.

أتذكر أن أحد المهرجانات المصرية اضطر لظرف خارج عن إرادته لتبكير حفل الختام 48 ساعة، وعندما علم زميلنا سعيد حامد بالتغيير سارع بكتابة الخبر على اعتباره (سبقًا) صحفيًا، فأصدرت إدارة المهرجان بيانا بالتكذيب.. كنت أعلم أن الخبر صحيح، وهم قطعا يعلمون أنه صحيح، ولكنهم لا يريدون لأحد أن يكتب ما يراه صوابا دون الرجوع إليهم.. تواصلت مع الكاتب الصحفى الكبير محمد السيد صالح رئيس التحرير الأسبق وأخبرته بأن الصحفى الشاب لم يخطئ ويستحق مكافأة.

فى مهرجان آخر، ألغت لجان التحكيم العديد من العروض بسبب أخطاء هندسية لم تُمكّن اللجنة من المشاهدة، والذى أخبرنى بالواقعة المنتج السينمائى المصرى عضو اللجنة، وعندما طلبت منه أن يعلن على الملأ ذلك، قال لى إنهم سيعتقدون - يقصد إدارة المهرجان - أنه يكشف سرهم الدفين ويفضحهم. قلت له إن الفضيحة الحقيقية أن يتكرر الخطأ العام القادم.. وهو ما تكرر فى العام التالى.

كثير من الأخطاء واردة جدًا.. فى مهرجان (كان) مثلا صالة (بازان) تعرض فقط الأفلام التى تحوى تعليقا بالإنجليزية.. فى إحدى الدورات وجدنا بالخطأ شريط الترجمة بتعليق فرنسى، واحتاج الأمر إلى عشر دقائق، لكنهم تقبلوا الانتقاد، وقبلها اعتذروا.

هذا العام، تأخر حفل ختام قسم (نظرة ما) نحو 25 دقيقة، وضجت صالة (دى. بى. سى) - التى تستقبل عادة الصحفيين - بصيحات الاستهجان، حتى تداركوا الموقف واعتذروا، ولكنهم لم يعتبروا أن انتقاد خطأ يستحق أن يقابل بأى مساحة من الغضب.

أغلب المهرجانات على أرض المحروسة تقدم حفل افتتاح متعدد الألوان فى الإبهار، ويبددون الميزانية فيما لا طائل من ورائه، والغريب أنهم يكررون نفس السيناريو عامًا بعد آخر، وهو باب مفتوح لكل مظاهر التجاوزات التى تتناقض ظاهريا مع ما يعلنونه من: تقليص الميزانية، وشُح الدعم المقدم من رجال الأعمال، بينما هم يبددون ما فى أياديهم، ليس من أجل استجلاب الأفلام وترجمتها ولكن فى حفل وكأنه (فرح عمدة المزاريطة).

فى (كان) لا يكررون دعوة ضيوفهم وتكريمهم أكثر من مرة، بينما فى بلادنا على طريقة (جحا أولى بلحم طوره) يوجهون الدعوة كل عام إلى نفس الشخصيات تقريبا، وتتكرر عادة نفس الوجوه العربية: مخرج أو ممثل أو مدير مهرجان.

هذا هو الفارق بين مهرجان (كان) ومهرجانات (المزاريطة)!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان «كان» ومهرجانات «المزاريطة» مهرجان «كان» ومهرجانات «المزاريطة»



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 01:29 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

10 صنادل مميّزة تكمل أناقة الرجل العصري في 2019

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib