«بابا جه» وزمن الضحك من القلب

«بابا جه».. وزمن الضحك من القلب!

المغرب اليوم -

«بابا جه» وزمن الضحك من القلب

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

جرعة الكوميديا جاءت هذه المرة معتبرة، وهو ما يشير إلى رغبة لا شعورية لدى الجمهور لإحداث توازن نفسى يواجه به صعوبات الحياة، وكأنه درع واقية لمنع أى إحباطات من التسلل للجمهور.
لا يعنينى سواء كان هناك تعمد من شركات الإنتاج بتقديم أعمال كوميدية، أو أن مشاعر كتاب الدراما تحركت تلقائيا، نحو تلك الدائرة، فالحصيلة فى النهاية على الشاشة جيدة، كما وكيفا.

سأتوقف هذه المرة أمام (بابا جه) حيث البساطة والعفوية فى تلك المعزوفة الإبداعية للمخرج خالد مرعى، وللتذكرة فإن خالد أخرج واحدا من أهم أفلامنا الكوميدية فى الألفية الثالثة (عسل أسود) بطولة أحمد حلمى.

السر فى كل هذا الحضور المبهج لـ(عسل أسود)، أن المخرج تعامل مع عمق الفكرة وأطل على السيناريو بجدية، عندما تناول الحنين للعودة للوطن، وهو ما تكرر هذه المرة مع الفكرة المحورية التى تتناول مشاعر الأبوة، فى دلالتها، هل نحتاج الأب لأنه يحقق لنا الأمان المادى، أم أن الأبوة، أبعد بكثير، وأن القوة المادية ستظل عاجزة عن تحقيق تلك المشاعر، أو حتى الاقتراب منها.

بمعالجة درامية لكل من وائل حمدى ومحمد إسماعيل أمين، قدمت الحلقات، الخط العام مأخوذ عن فيلم كورى، عندما نتابع يوم دراسى خارج المقرر المعتاد، حيث أقامت المدرسة حفلا للطلبة بمصاحبة أولياء الأمور، وفى نهاية اليوم طلبت منهم تقديم الأشياء التى يشعرون بالاستغناء عنها، ومن الممكن أن تروق لطفل آخر، كل منهم أحضر معه دمية أو آلة موسيقية أو ملابس ضاقت عليه، لم يعد يستخدمها، بينما الطفلة لافينيا نادر وبكل بساطة عندما جاء دورها لتتبرع بما تعتقد أنه زائد عن احتياجها، وقع اختيارها على أبيها أكرم حسنى، حيث نكتشف أنها تتابع المشاجرات اليومية الليلية بين أبيها وأمها نسرين أمين، والتى تنتهى بمعايرة الأب الذى لم يعد يحصل على راتب ينفق به على نفسه، إلى درجة أنه يسطو على (حصالة) ابنته، لدفع حساب (الديلفرى)، هذا الأب كما تراه الابنة لا لزوم له.

وتتعدد المواقف التى ابتكرها كاتبا السيناريو، والتى يجد فيها أكرم حسنى نفسه فى مأزق بسبب حاجته للعثور على وظيفة، بعد أن فقد مورد رزقه الوحيد عندما تم الاستغناء عنه بعد تفشى فيروس (كورونا) الذى أصاب السياحة فى مقتل، حيث كان يعمل مديرا لفندق فى الغردقة.

صار (أكرم) فى السنوات الأخيرة أحد أهم نجوم الكوميديا، الذين يتم الرهان عليهم فى السينما والمسرح والتليفزيون، محققا مردودا جماهيريا، وفى كل رمضان لديه إطلالة درامية مغايرة.

الأطفال أحد أهم أسلحة المخرج خالد مرعى، والطفلة لافينيا نادر تأخذ المساحة الأكبر، وعن جدارة، فهى تتمتع بخفة ظل وحضور لافتين، والحقيقة أن مجموعة الأطفال المشاركين- مثل سليم مصطفى وهنا زهران- كانوا رائعين، نجح المخرج فى الحفاظ على تلقائيتهم وعفويتهم أمام الكاميرا. وهى مهمة تحتاج إلى قدرة استثنائية من المخرج على التوجيه للحفاظ على تلك الروح.

المسلسل ينسج خطوطه بقانون الصدمة، فى كل حلقة يقدم موقفا يشعل الحدث، فيمنحه خيوطا كوميدية مبتكرة، ومن أمتع الحلقات إطلالة محمود البزاوى وهو ممسك بالسكاكين بين أولاده الذين يتعاملون معها بكل بساطة.

(التتر) الغنائى كتبه أيضا أكرم حسنى الذى شارك فى أداء مقاطع مع الطفلة لافينيا، يعيب السيناريو تهميش دور نسرين أمين، وكانت فقط هى صاحبة رد الفعل، رغم أن الثنائية مطلوبة، مؤكد، كانت ستمنح نفسا آخر إضافيا لو كانت هى أيضا صاحبة الفعل.

(بابا جه) أحد أكثر المسلسلات فى رمضان قدرة على إعادتنا لزمن افتقدناه طويلا، زمن الضحك من القلب!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بابا جه» وزمن الضحك من القلب «بابا جه» وزمن الضحك من القلب



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib