خسارة خسارة فراقك يا جارة

خسارة خسارة.. فراقك يا جارة!!

المغرب اليوم -

خسارة خسارة فراقك يا جارة

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

بعد أن علمت بخبر الرحيل، وضعت على صفحتى صوت الموسيقار حلمى بكر وهو يغنى قبل نحو 30 عاما (خسارة خسارة.. فراقك يا جارة)، رائعة عبدالحليم حافظ التى كتبها مأمون الشناوى ولحنها بليغ حمدى، وحكاية الأغنية هى أن حلمى كان يشارك فى إحياء الذكرى الأولى للموسيقار الكبير بليغ حمدى، التى أقيمت بمسرح البالون بالعجوزة، وكنت من بين الذين حرصوا على حضور تلك الليلة، حبا وتقديرا لبليغ، وصفقنا جميعا لحلمى من فرط الإحساس الذى منحه للأغنية.

كان حلمى يبكى بتلك الكلمات فقدانه لصديق العمر بليغ حمدى، فأصبح الآن يبكى نفسه.

امتلأ (النت) قبل نحو 72 ساعة بالعديد من تسجيلات حلمى بكر المنتشرة على (اليوتيوب)، وكان حلمى كعادته ساخنا ولاذعا، وله العديد من الجولات والتراشقات مع مطربى المهرجانات، وقبلها كثيرا ما كان يفتح النيران على شعبان عبدالرحيم، ولم يكن شعبان من النوع الذى يتلقى الصفعة فيصمت، كانت لديه طريقته فى الدفاع عن نفسه والنيل من خصمه، إلا أنه أبدا لم يتجاوز فى حق حلمى، ظل متمسكا بأخلاق أولاد البلد، فلا يخطئ أبدا مع من يكبرونه فى العمر، بل يسبقهم دائما بلقب عمى، وأيضا هناك تسجيل أجراه الراحل وائل الإبراشى مع أحمد عدوية، وحلمى بكر، ورغم أن كلا من كمال الطويل وسيد مكاوى وبليغ حمدى لحنوا لعدوية، وعبد الوهاب أثنى كثيرا على صوته، فإن حلمى لم يتحمس للتلحين له، إلا أن هذا لم يمنعه من الإشادة باجتهاده، واختلف فقط فى اختياره للكلمات التى يغنيها.

كثير من التسجيلات الأخرى لحلمى بكر امتازت بخفة الظل حتى عندما ينفعل مدافعا عن الفن الغنائى والذوق العام، أنا شخصيا كثيرا ما اختلفت معه، لا بأس حتى لو حدثت صراعات أو هامش محدود من التجاوزات، فقط ما أفزعنى هو أن أرى حلمى بكر ومعه السيدة الفاضلة زوجته وهو يشكو من فرط الألم، ويدعو الله أن ينهى حياته، بعد أن أصبح غير قادر على احتماله، كل ما فى حلمى يؤكد أن من نراه ليس حلمى، المرض قاس خاصة أنه كان يعانى أيضا الجفاف، تقديم معاناة حلمى بكر على الوسائط الاجتماعية، أراه عملا شائنا، وأتعجب أن (اليوتيوب) الذى كثيرا ما يتدخل ليحذف أغنية لأن هناك اتهاما بالسرقة، مجرد اتهام يؤدى إلى الحذف وليس حكم محكمة، بينما هذا التسجيل الذى يخالف كل الأعراف القانونية والإنسانية يتم تداوله ببساطة.

لدينا فى الحقيقة بالأرشيف لقطات كثيرة مشابهة، نرى فيها فنانا كبيرا يقترب من حافة النهاية، بينما هناك من يسرق لقطة ليحصل على (التريند)، باعتبارها هى اللقطة الأخيرة، وغالبا ما نكتشف حقا أنها الأخيرة، أتمنى أن نتوقف جميعا عن البحث عن اللقطة الأخيرة.

كثيرا ما تحدث مثل هذه المشكلات وأكثر بين الورثة حتى ولو كانوا أشقاء، كلنا تابعنا فى آخر عامين الخلافات بين حلمى بكر وطليقته وأم ابنته ريهام، ثم أراد حلمى أن يغلق هذه الصفحة تماما وعاد إلى زوجته قبل أن تتدهور حالته الصحية، الآن بات مطلوبا من كل الأطراف حبا فى حلمى التوقف عن إشعال النيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسارة خسارة فراقك يا جارة خسارة خسارة فراقك يا جارة



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib