روبي «لوحة تنشين» السلفيين

روبي «لوحة تنشين» السلفيين

المغرب اليوم -

روبي «لوحة تنشين» السلفيين

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

إنها واحدة من أحلى وأبهج أغنيات روبى، أتحدث عن (3 ساعات متواصلة)، تأليف وتلحين عزيز الشافعى.. ورغم ذلك، فإن الهجوم الضارى كان مبالغا فيه.. وكالعادة، انطلقت الشرارة الأولى من (السوشيال ميديا)، التى كثيرا ما تتباكى على الأخلاق الحميدة وتُمسك بكلمة أو ظل كلمة، وتبدأ فى منحها أبعادًا أخرى- جنسية غالبا- وهذا يكفى جدًا لكى تكسب المعركة جماهيريًّا.

نقابة الموسيقيين، التى يقودها مصطفى كامل والتى ترفع شعار حماية الفضيلة، نفت تمامًا أنها اتخذت قرارًا بالشجب، وفى نفس الوقت آثرت الصمت الرهيب.. على الأقل حتى كتابة هذه السطور.. هل السكوت علامة الرضا؟!.

المفروض أن الكل ينتظر رأيها.. لن تجد لها رأيا.. النقيب فقط نفى الرأى، وفى نفس الوقت آثر السلامة ولم يقل لنا ما هو الرأى.

ليس جديدا أن يغضب قطاع من المجتمع، هذا كثيرا ما يحدث، ويعلن بعضهم رفضهم لهذا الفيلم أو تلك الأغنية، هؤلاء لهم حاليا السطوة الكبرى على (السوشيال ميديا)، التى يراها البعض خطأ أنها تساوى الرأى العام، وهى أبدا ليست معادلا موضوعيا للرأى العام؛ لأنها بطبيعة تكوينها تميل للمبالغة فى التعبير مدحًا أو قدحًا، وتلهث وراء تحقيق (التريند).. الطريق إلى (التريند) مفروش بأصحاب الآراء المتطرفة، كلما كنت مندفعا أو بالأحرى منفلتا فى التعبير، حققت كثافة مشاهدة ومتابعة، كما أن الصوت الرافض يحظى بقدر أكبر من التأييد، وتظل فى كل الأحوال الأحكام الأخلاقية المباشرة هى التى تسيطر على المشهد.

كان هذا يحدث فى الماضى، ولكن بوسائل أخرى، مثل: الرسائل البريدية التى تصل لدور الصحف أو عدد من البرامج التليفزيونية. ورغم ذلك كانت هناك رحابة أكثر، هل تتذكرون هذه الأغنية التى كتبها شاعرٌ اشتهر بكتابة الأغانى الدينية.. أحدثكم عن عبدالفتاح مصطفى، وغنتها أشهر مطربة ارتبطت بالأغنيات الوطنية فايدة كامل؟.

قدمت فايدة فى مطلع الستينيات هذه الأغنية الاجتماعية الخفيفة التى تقول كلماتها (يا قلبى قولى ح نعمل إيه / فى الحب ده / اللى بيحكوا عليه / بتقولى أسكت / أسكت ليه؟ / هو الكلام فى الحب حرام / ولا إنت ناسى مين أنا / أنا بنت 16 سنة).

كان هناك اعتراض بسبب جرأة الكلمات.. كل ما حدث هو أن المؤلف استبدل (بنت 16) إلى (فوقت 16)، على اعتبار أن عُمر 16 يشير إلى النضج واستخراج الرقم القومى، وبالتالى من حقها أن تعلن على الملأ أنها تحب.

الأغنية حاليا متواجدة على الخريطة الإذاعية ولم يصادرها أحد، كان المجتمع أكثر قدرة على التسامح مع المختلف الذى يقف على الشاطئ الآخر، وهو ما نفتقده حاليا، بعد أن ارتفعت أصوات المتزمتين، مستغلين رياحا سلفيّة تهب بين الحين والآخر على أرض المحروسة.

الأصوات الأخرى التى توازن هذا الصوت باتت غير متواجدة. ولو راجعت أحاديث عدد من النقباء الذين يمثلون الحياة الفنية، ستجدهم يعبرون عن هذا التحفظ الذى أمسك زمام الأمور.

ويبقى السؤال: من الذى يضع (الترمومتر) ويحدد (الكود) الذى لا ينبغى تجاوزه؟.. إجابتى إنه القانون الذى يعاقب بالسجن الخروج عن الآداب، مع الأخذ فى الاعتبار أن الخروج عن الأنساق المتعارف عليها لا يعد خروجا على الآداب.

هل تتذكرون أغنية فايزة أحمد (يا أمه القمر ع الباب) التى تمت مصادرتها عام 1958 فى أكثر من إذاعة عربية بسبب هذا المقطع (يا امه اعملى معروف / قومى افتحى له الباب) بحجة أنها تخدش حياء المجتمع.. هل لدينا الآن من تخدش حياءه هذه الكلمات؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبي «لوحة تنشين» السلفيين روبي «لوحة تنشين» السلفيين



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib