«السجادة» بين القاهرة والرياض

«السجادة» بين القاهرة والرياض!

المغرب اليوم -

«السجادة» بين القاهرة والرياض

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

حالة إبداعية ثقافية فنية ترفيهية ممتدة نتابعها في المملكة العربية السعودية. «موسم الرياض» يواصل نشر ومضاته من خلال حفلات غنائية ومسرحية لا تتوقف، ليصبح الموسم مواسم. المستشار تركي آل الشيخ (رئيس هيئة الترفيه) دائماً لديه مفاجأة تتوهج في التوقيت المناسب. لو تابعت الغناء ستجد كل الأطياف؛ القديم والحديث. وأخيراً استمعنا إلى عدد من مطربي دار الأوبرا المصرية الذين تخصصوا في غناء التراث، مثل إيمان عبد الغني ومي فاروق ومحمد محسن، وهم يقدمون روائع أم كلثوم وعبد الوهاب ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ وسيد مكاوي ووردة، وغيرهم.

قبل نحو أسبوعين انطلقت مسرحية «سيدتي الجميلة» التي يتذكرها الجمهور المصري بنجميها فؤاد المهندس وشويكار. وفي النسخة الجديدة العصرية التي أشرف عليها الشاعر والكاتب أيمن بهجت قمر، منح البطولة لأحمد السقا وريم مصطفى.
أعلم أننا دائماً ما نتمسك بالماضي، ونعتبر أن أي مساس به هو بمثابة انتهاك للتاريخ، ليس معنى ذلك ألا نسعى أيضاً لإعادته مجدداً للحياة. في مسرحية «مدرسة المشاغبين» عندما تم تلوينها قبل عامين، البعض تساءل: كيف؟ رغم أن المسرحية «الأبيض والأسود» التي لعب بطولتها عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي، لا تزال كما هي بالأرشيف، ومتاحة بالمجان لمن يريدها. هذا قطعاً لا يُعد خيانة أو تشويهاً للتراث بأي حال، ولكنه إضافة له، فأنت لن تستبدل بـ«الأبيض والأسود» الألوان، ولكنك ستضيف خياراً آخر. وهو ما حدث بطريقة أخرى مع مسرحية «سيدتي الجميلة» التي لعب بطولتها فؤاد المهندس وشويكار؛ أصبح لدينا نسخة ملونة، بأبطال جدد. لا خوف على المسرحية كما كتبها والد أيمن الكاتب الراحل بهجت قمر، ولا على رؤية المخرج الراحل حسن عبد السلام، فقط هناك زاوية جديدة بتقنيات فرضها العصر.
المسرحية في طريقها لكي تُعرض بنجومها الجدد في القاهرة بعد نجاحها في الرياض، هل تنجح أو تفشل؟ الإجابة يملكها الناس. سوف أذهب معك إلى أقصى احتمال، وهو الفشل، فما الذي سيحدث للنسخة الأصلية؟ لن يقترب منها أحد، ستظل باقية منذ لحظة ولادتها، قبل 53 عاماً.
كثيراً ما كانوا يسألون الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب: لماذا لا تعترض على المطربين الذين يعيدون تقديم أغانيك؟ وكان عبد الوهاب يرد: «إذا غنى المطرب الجديد أغنيتي أفضل مني فسوف أشكره؛ لأنه سيذكّر الناس بي، وإذا جاء غناؤها ليس على المستوى، فسأكرر له الشكر مضاعفاً؛ لأنه سيجعل الجمهور يقول مجدداً: (الله يا عُبد الورد)»، وهو اسم الدلع الذي ينعته به أصدقاؤه المقربون.
هذا هو فصل الختام في إعادة الأعمال القديمة، إلا أن «موسم الرياض» لا يقتصر فقط على القديم، هناك أيضاً الجديد بأصوات محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وإليسا وهيفاء وروبي وعمرو دياب ونانسي عجرم وماجد المهندس وراغب علامة وأنغام، وغيرهم.
في مطلع هذا الشهر عشنا أحداث مهرجان «البحر الأحمر» في نسخته الثانية تحت قيادة المنتج السعودي محمد التركي. المايسترو الذي يقود فريق عمل من الخبراء السينمائيين حقق نجاحاً لافتاً، وبدأ التفكير في الدورة الثالثة مع نهاية الثانية. وفي توقيت موازٍ لذلك كانت السعودية تحتضن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في دورته الثانية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ورأس اللجنة التنفيذية نزيه العثماني نائب الأمين العام لمؤسسة «موهبة» التي تتبنى هذا المشروع العالمي. رفع المؤتمر شعار «رحلة نحو المستقبل» تضم 100 موهوب من 30 دولة، ومنح الفرص لمجموعة من الشباب بأفكار خارج الصندوق، للبحث عن حلول عالمية تواجه البشرية.
هل هناك ما نُطلق عليه النجاح المُعدِي؟ نعم، هناك عدوى حميدة تستفز الآخرين لمزيد من النجاح، وتشعل بداخلهم كل عوامل التفوق الكامنة. وهذا ما ينطبق بالضبط على ما نراه أمامنا في المملكة العربية السعودية، وفقاً لنظرية «الأواني المستطرقة»، ليرتفع منسوب النجاح داخل السعودية، أجد أيضاً له تنويعات عربية خاصة في مصر. السجادة لم ولن تُسحب كما يردد البعض، ولكنها تمتد بين القاهرة والرياض. وهو ما يستحق مِنا إطلالة قادمة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السجادة» بين القاهرة والرياض «السجادة» بين القاهرة والرياض



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 16:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك
المغرب اليوم - مباحثات مغربية أميركية لتعزيز التعاون العسكري المشترك

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز

GMT 02:12 2021 الجمعة ,17 أيلول / سبتمبر

أجمل المعالم السياحية في جزيرة كريت اليونانية

GMT 16:08 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

بني ملال تبحث تدبير ما بعد فترة "الحجر الصحي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib