فستان «حنين»

فستان «حنين»

المغرب اليوم -

فستان «حنين»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

 

قرأت تلك الواقعة، وأنا لا أصدق أن هذا يحدث على أرض المحروسة، كل هذا التزمت لأن طالبة ارتدت فستانا، وتدخل الأمن ليعتبره خادشا للحياء.

تأملت صورة الفستان التى نشرت على (النت) للطالبة بالصف الرابع كلية سياحة وفنادق، واسمها حنين فؤاد، حاولت أن أجد ما يمكن أن يفسر بأنه خادش أو مثير أو خارج عن التقاليد الجامعية؟ لم أجد أى شىء يستحق حتى تباين الآراء، إلا إذا كان التفسير والهدف الوحيد هو أننا نريد النمط الواحد، لنصادر حق الإنسان فى الاختيار.

لم تكن الأولى وليست قطعا الأخيرة، تذكرت الفستان الذى ارتدته قبل نحو عامين طالبة فى جامعة طنطا أثناء أدائها للامتحان، ووجدت نفسها أمام غضب عارم، وتهديد يؤثر على مسيرتها التعليمية، وتم تصويرها فى النهاية بين أساتذة الكلية الأجلاء ما بين منتقبات ومحجبات، بينما هى، كما هو واضح من الصورة، استوعبت الدرس وارتدت البنطلون.

لماذا صارت الأمور على هذا النحو؟ أتذكر أننى أقمت، قبل نحو 12 عاما، ندوة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة أثناء تدريسى مادة النقد الفنى لطلبة السنة الرابعة، وأردت ألا أكتفى فقط بأن يكتبوا مقالات عن فيلم (واحد صفر)، ووجهت الدعوة لفريق الفيلم لمناقشتهم، وطبقا لما هو معمول به كان ينبغى التقدم بأسماء الضيوف لإدارة الكلية، وهم المخرجة كاملة أبوذكرى والكاتبة مريم نعوم ومديرة التصوير نانسى عبدالفتاح وبطلة الفيلم نيللى كريم.

حصل الجميع على موافقة الأمن، ما عدا نيللى، سألت؟ قالوا إنها نجمة ونخشى أن ترتدى زيا غير ملائم؟ قلت لهم أكيد نيللى من المستحيل أن تفعل ذلك، وهى تعلم أنها فى الحرم الجامعى وليس افتتاح مهرجان، طلبوا منى أن أطلب منها الالتزام، وحتى يتم اللقاء المرتقب، أخبرتهم أنى سأفعل واعتبرتها مسؤوليتى، وبالطبع لم أخبر نيللى بتلك الواقعة، سوف تفاجأ عندما تقرأها اليوم، كنت موقنا أن نيللى مثل كل امرأة تعلم أن لكل مقام مقالا، ولكل حفل زى صالح له.

من الذى يمنح كل هذه الصلاحيات لمثل هؤلاء فى التدخل حتى بما ترتديه البنات فى الجامعة؟.

نشرت الجرائد المصرية قبل نحو 90 عاما صورة للكاتبة الصحفية الكبيرة أمينة السعيد وهى تلعب فى الجامعة (تنس) وترتدى الزى الرياضى شورت وفانلة وكاب، وتقبّل ببساطة قطاع وافر من المجتمع المصرى تلك الصورة.

نتابع فى العقود الأخيرة هبوطا حادا لمؤشر الحرية الشخصية، المعايير معروفة سلفا للجميع، إلا أن هناك من يسعى لفرض قيود مزدوجة على النساء تحديدا، ويتكرر السؤال: من الذى منح لنفسه كل هذه السطوة؟.

هل تتذكرون حفلات أم كلثوم التى وثقها التليفزيون، بتسجيلات تستحق دراسة اجتماعية، كانت أم كلثوم فى البداية تسمح للجميع بتدخين السجائر، قبل أن تمنعها مراعاة للصحة العامة.

ستلاحظ أن النساء تدخن مثل الرجال، وهو ما كان متعارفا عليه اجتماعيا، كما أنه لا توجد أى امرأة أو فتاة ترتدى الحجاب، وبنات شيوخ الأزهر وزوجاتهم أيضا بلا حجاب.

التدخل فى كل التفاصيل واختراع نمط واحد فقط للزى نعتبره هو الصحيح، والمسموح به اجتماعيا، وما دون ذلك تتم مطاردته، هذا هو الخطأ الأكبر الذى ينبغى التصدى له.

من حق الفتاة المصرية أن ترتدى الفستان أو البنطلون أو الحجاب دون أن يراجعها أحد.

أتمنى أن تشاهدوا على (النت) فستان الطالبة (حنين) لتدركوا أين كنا وكيف أصبحنا؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فستان «حنين» فستان «حنين»



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib