«هي لأ مش هي»

«هي لأ مش هي»!

المغرب اليوم -

«هي لأ مش هي»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

فى الحفلات التى أتواجد فيها، صار المأزق بالنسبة لى هو أن أكتشف اسم من أتحدث معها، خاصة عندما تؤكد لى من خلال أسلوب الحوار كم كنا أصدقاء؟.

مؤخرًا شاهدت النجمة والصديقة، استغرقت فترة زمنية ليست أبدًا بالقليلة حتى أتعرف على وجهها (الجديد)، نعم جديد، تغير شىء ما فى ملامحها، وضعنى فى حيرة.

على الجانب الآخر، شاهدت نجمة، أراها دائمًا نموذجًا للتلقائية فى التعبير، استطاعت الحفاظ على مكانتها داخل بؤرة الخريطة الفنية، رغم تعدد الأجيال، اللاتى عاصرتهن، إلا أنها لم تتخل أبدًا عن المقدمة، الأصح أن أقول، المقدمة لم تتخل أبدًا عنها، لا أعتقد أنه فقط الجمال، ولا حتى نضارة الوجه، هما سر السحر، ربما لو دققت النظر ستلمح تجعيده على الجفن، إلا أن الأمر فى النهاية لا يؤثر أبدًا على إحساسى
بجمالها الهادئ.

على الجانب الآخر، أتسأل ما الذى حدث ودفع تلك النجمة إلى أن تسلم وجهها طواعية إلى طبيب التجميل الشهير، الذى صار جزءًا وافرًا من أهل الفن متعاقدون معه بأجر شهرى، ولا أعنى فقط النساء، قطاع من الرجال أيضًا وبالعدوى صاروا
من بين زبائنه؟.

بحكم المهنة كثيرًا ما أقع فى ورطة، عندما تخوننى الذاكرة فى التعرف على اسم من يحدثنى، خاصة من النساء مذيعات أو ممثلات، أشعر من خلال نظرة العين بأن بيننا تاريخًا وزمنًا مشتركًا، وأخجل قطعًا من السؤال عن الاسم، خاصة أن الحوار وطريقة السلام ونظرات العيون تؤكد أننا ليس فقط بيننا سابق معرفة، ولكن صداقة قديمة.

بعد نجاحى فى كشف السر، وغالبًا ما يساعدنى على الوصول للحل، أنها تبدأ بالسلام، ولأنهم لم يخترعوا بعد (بوتوكس) لتصغير الصوت، أسارع بأن أعلن بثقة مطلقة من خلال نبرة الصوت أن اسمها (ميم) أو (صاد) أو (عين)، ولكن، وآه من ولكن، كثيرًا ما يتضح لى فى نهاية المطاف أن اسمها لا ينتمى لكل الأحرف السابقة ولكنها (فاء)!!.

شاهدت مؤخراً مذيعة تليفزيونية كبيرة تؤكد فى حديثها أنها لا تخشى مرور السنوات، رغم أن وجهها مشدود (على سنجة عشرة)، ولا أتصور أن تلك المذيعة لو تركت نفسها لبصمات الزمن بدون إضافة أى مواد صناعية، سوى أنها سوف تزداد جمالاً، كانت صاحبة واحد من أجمل الوجوه التى عرفتها الشاشة الصغيرة فى الستينيات، وبالفعل أرى زميلتها وبنت دفعتها وهى تتألق الآن بالصوت والصورة، محتفظة بحضورها وذكائها وقدرتها على التقاط القضية العصرية التى تتماس أيضًا مع اهتمامات شباب هذه الأيام، فهى لا تزال تمتلك البوصلة التى تؤهلها للاختيار الصائب.

شاهدت نجمة أخرى فقدت القدرة على التعبير، صار وجهها (بلاستيكيًا)، لم تعد عضلات الوجه تستجيب لتعليمات المخ، فى الابتسام أو الضحك أو الدهشة أو الحزن، الوجه (المفرود) 24 ساعة يوميًا، لا يمكن أن يصدقه أحد فى التعبير.

من حسن حظى أننى ألتقيت مع العديد من كبار نجومنا فى مراحل متأخرة من أعمارهن، مثل أمينة رزق، والتى ظلت تعتلى خشبة المسرح وتقف فى الاستوديو وهى على مشارف التسعين، وكأنها (بنت 16 سنة).

أنا من الدائرة القريبة للنجمة الكبيرة متعها الله بالصحة والعافية لبنى عبد العزيز، ولا تزال بعيدة تمامًا عن إضافة أى مكسبات صناعية، ولا تشعر أبدًا سوى بوميض الحضور والجاذبية على ملامحها، وكانت نادية لطفى حتى أيامها الأخيرة تتواجد فى مستشفى المعادى العسكرى وتسجل بدون مكياج مع كل القنوات التليفزيونية.

قالت يومًا ميريل استريب ساخرة من عمليات التجميل: (أرفض أن أكون مجرد وجه ملون مشدود فى حوض زجاجى لأسماك الزينة)، لماذا فى السنوات الأخيرة زاد عدد
أسماك الزينة؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هي لأ مش هي» «هي لأ مش هي»



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib