اللعب مع «لعبة الأيام»

اللعب مع «لعبة الأيام»!

المغرب اليوم -

اللعب مع «لعبة الأيام»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

قرأت مؤخرا تصريحا لأحد الفنانين الموهوبين، بينما حظه فى النجومية قليل بل قليل جدا، كتب على صفحته (احتراما لتاريخى اعتذرت عن العديد من الأدوار لأنها لا تليق باسمى، ولا مكانتى).

لم يذكر أى تفاصيل أخرى، وأنا أصدقه، فهو لم يذكر سوى الحقيقة، فى لحظات يتضاءل المعروض إلى درجة الشح، كمًا وكيفا، كل الفنانين مع اختلاف الدرجة لديهم حكايات مماثلة، إلا أن هناك أيضا أسلحة للمواجهة ليس بينها أبدا الانسحاب، ولكن التوازن.

قبل نحو ثلاث سنوات جمعتنا طاولة واحدة عبدالعزيز مخيون وأنا، فى مهرجان (قرطاج) السينمائى، حيث تم تتويج (زيزو) كما يناديه أصدقاؤه المقربون بأرفع جائزة (التانيت الذهبى)، لإنجاز العمر عن عطائه، كان مخيون مواكبا لنجم بحجم أحمد زكى والمراهنة عليهما كبطلين بسمات مغايرة للسائد فى النصف الثانى من السبعينيات كانت على أشدها، قبل أن تتغير المراهنات، ولكن ظل لمخيون مساحته حتى لو لم يتصدر اسمه (الأفيش ) ولا (التتر).

كنا فى أعقاب شهر رمضان، ومخيون قد شارك فى حلقتين أو ثلاث فقط من مسلسل (البرنس) إخراج محمد سامى وبطولة محمد رمضان، قلت له بسؤال يحمل مذاق العتاب، المساحة ضئيلة لا تتناسب مع اسمك؟ أجابنى كان هذا هو المعروض، وليس أمامى بديل، وأضاف: أنا واقعى فى التعامل على الرقعة، التى أقف عليها، أعلم أن كثيرا من المعادلات والعوامل تتداخل وأيضا تتدخل، لا نعيش فى (يوتوبيا) الأرض المثالية، مبدأى هو أن أواجه نفسى وأقول، هذا ما أساويه الآن عند شركات الإنتاج، وإذا فقدتها من الممكن ألا أجد مساحة أخرى، ولهذا أوافق، ويأتى العام المقبل وأجد أن الأدوار زادت وأيضا المساحات.

ما أقدم عليه مخيون هو عين العقل، ما نطلق عليه (التوازن)، وليس له أدنى صلة قربى أو نسب بالتنازل، ولا يعتبر حتى خطوة على الطريق، فهو اختيار آخر.

قال لى نور الشريف قبل نحو ثلاثين عاما، بعد فيلم (البحث عن سيد مرزوق)، وجد أن شركات الإنتاج تراجعت عن طرح اسمه كبطل، لم يحقق الفيلم إيرادات، رغم قناعة نور بما قدمه المخرج والكاتب داود عبدالسيد، ويقينه أن هذا الشريط سوف يحتل مكانة مميزة فى ذاكرة السينما المصرية والعربية، ولهذا لجأ على الفور لقانون التوازن، وقرر مصالحة شركات الإنتاج بفيلم أكشن صريح (لهيب الانتقام) مع الظاهرة فى تلك الأيام بطل كمال الأجسام العالمى الشحات مبروك.

نجح الفيلم تجاريًا وأعاد الثقة مجددا لاسم نور الشريف، كثير من النجوم كسرتهم الأيام، لأنهم لم يحسنوا اللعب مع (لعبة الأيام)، شىء من التحايل والمواءمة مطلوب، مكانة الفنانين تتغير مثل أوراق (الكوتشينة)، يتم تفنيطها فى كل موسم.

والحكاية نراها فى كل المجالات حتى بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) عندما غضب الرئيس أنور السادات من عامود جلال الدين الحماصى (دخان فى الهواء)، و(فكرة) مصطفى أمين، كان رئيس تحرير جريدة (الأخبار) الكاتب الكبير موسى صبرى يتدخل بالحذف رغم أنهما أستاذيه إلا أنها كانت تعليمات الرئيس.

أدرك مصطفى أمين أنه إما أن يوافق على المحذوفات أو يعلن انسحابه، واختار أن يهدئ اللعب، ويواصل نشر العامود، بينما جلال الدين الحمامصى اعتبر أن الاستمرار فى النشر تنازلًا.

أظن أن مصطفى أمين عندما اختار التوازن برغم المضايقات والتضيقات، كان أكثر واقعية، (فكرة) ظلت فكرة أو حتى شبه فكرة، بينما (دخان فى الهواء) تبددت قبل أن تصل للهواء، شىء من المرونة يصلح الدنيا، لاعبو الأيام قبل أن تلعب بكم الأيام!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب مع «لعبة الأيام» اللعب مع «لعبة الأيام»



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 17:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 08:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:18 2022 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

« بكتيريا متطرفة » لإزالة التلوث النفطيِ

GMT 23:41 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

هامبورغ أكثر الأماكن المذهلة لقضاء شهر العسل

GMT 14:14 2017 الإثنين ,05 حزيران / يونيو

اتحاد طنجة يخطط لضم نعمان أعراب من شباب خنيفرة

GMT 16:18 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الإتحاد الأوروبي يطلّق تحقيقاً مع تيك توك ويوتيوب

GMT 22:58 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

الأحرش بطلا للمغرب في القفز على الحواجز
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib