عن رغد صدام حسين والقذافي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

عن رغد صدام حسين والقذافي

المغرب اليوم -

عن رغد صدام حسين والقذافي

على شندب
على شندب

كثيرة هي اللقاءات الملتفزة التي أجرتها رغد صدام حسين إثر خرجها من العراق عام 2003. لقاءات فرضتها ظروف الحرب على العراق واحتلاله، لاسيما بعد استشهاد شقيقيها، واعتقال والدها الرئيس وغالبية القيادة العراقية. لقاءات كان الحديث فيها يدور حول محكمة ومحاكمة صدام حسين.

لكن مقابلتها المتسلسلة الحلقات مع قناة العربية في الأيام الماضية، ورغم سرديتها لبعض المواقف والمحطات السابقة، كانت عن رغد وكتاب مذكراتها المتعثر النشر، وأيضا عن طموحاتها ومستقبلها وأدوارها السياسية المحتملة، وبهذا المعنى بدت المقابلة بتداعياتها المعروفة بمثابة تبشير بـ "رغد جديدة".

ورغم أن المقابلة بدت كذلك، فقد ميّزها كلام مكتوم حول بعض الجوانب الأسرية الخاصة، حيث قدمت رغد وبدون أدنى التباس روايتها لهروبها وزوجها حسين كامل إلى عمّان، وانشقاقه، ثم عودتهم إلى العراق، وتطليقها منه، قبل أن يعدم زوجها حسين كامل بقرار عشائري وموافقة والدها. وبدا مصطلح "الشهيد" الذي أسبغته رغد على طليقها المعدوم محل انتقاد مؤيدين للنظام اسابق الذين يعتبرون أن "خيانة" حسين كامل وإفصاحه عن أسرار برامج أسلحة العراق الاستراتيجية للأميركيين خاصة، ساهمت في اتخاذ قرار احتلال العراق وتقويضه.

وبأسلوب متمكن من الجينات الرئاسية، وبطريقة سلسلة ومبسطة قدمت الابنة البكر للرئيس الراحل روايتها للعراق الذي تعرفه وتتمناه. كما عرضت لبعض جوانب الحرب مع إيران، ولما وصفته بالأخطاء المتبادلة التي أدت لغزو الكويت، وأيضا لحرب 2003 التي انتهت باحتلال الولايات المتحدة للعراق وصولاً إلى اعتقال والدها الرئيس، ومحكمته، ومحاكمته، ثم إعدامه.

وإذ امتدحت رغد صدام حسين مواقف "الأخوة العرب" فقد خصّت الأردن شعباً وملكاً وحكومة بلفتة ولاء ووفاء، تماما كما خصّت الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وأسرته بلفتة وفاء مماثلة. وإذا كانت لفتة وفائها للأردن هي بسبب استجارتها واحتضانها وتأمين الرعاية والحماية لها طيلة سنوات ما بعد 2003، فما هي أسباب لفتتها تجاه القذّافي الذي استمر دعم بلاده العسكري لإيران الخمينية خلال حربها مع العراق؟

إنها اللفتة المتأتية عن دعم ليبيا القذّافية وإسنادها للعراق عشية الاحتلال وبعده، وقد تجلّى ذلك أولا باحتضان ودعم "هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي" خلال محاكمته، وهو الاحتضان الذي كانت ترجمته السياسية والإعلامية في تنظيم "جمعية واعتصموا" برئاسة عائشة معمّر القذافي "المؤتمر الدولي حول انتهاكات حقوق الإنسان تحت الغزو والاحتلال في العراق" والذي حضره إلى رغد صدام حسين وفود تمثل المقاومة العراقية، ورئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ حارث الضاري، وبعض معتقلي سجن أبوغريب الذين قدموا شهاداتهم خلال المؤتمر، بالإضافة لنحو 300 شخصية عربية وأجنبية، وبدا المؤتمر أشبه بتظاهرة قانونية سياسية رافضة للاحتلال الأميركي وانتهاكاته المشينة للمعتقلين خصوصا.


وفي حديث خاص معنا على هامش المؤتمر، عبّرت السيدة رغد يومها عن فرحتها بانعقاد المؤتمر الذي وصفته بالخطوة الشجاعة، وعن تفاؤلها بحكم المحكمة الوشيك الصدور، معربة عن ثقتها بخروج والدها من السجن مهما طال الزمن، وقد حرصت على وصف شباب المقاومة العراقية بالأبطال الذين حرصت عائشة القذافي على تحيتهم أيضا. وقد توّج الموقف الرسمي الليبي يومها أيضا، وفي مناسبة منفصلة، بموقف لافت للعقيد القذافي أعلن فيه عن دعم بلاده للمقاومة العراقية التي أخذ بعض قادة فصائلها ييمّمون وجوههم شطر مضارب القذّافي وخيمته.

عند هذا الحد من الدعم والتأييد بلغت المواقف القذّافية مرحلة متقدمة. ويومها تساءلت عن عواقب تأييد معمّر القذافي ودعمه للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأجنبي، لاسيّما أن بلاده قد خرجت للتوّ من عقوبات وحصار أممي فرض عليها بسبب ما عرف بقضية لوكربي. ولأن الأيام دول، تساءلت في سري أيضا، ترى، بمن ستستجير عائشة القذافي، ومن سيجيرها ذات محنة مشابهة لتلك التي عصفت بالعراق وتعصفت بضيفتها رغد صدام حسين؟

وقد بلغت مواقف ليبيا ذروتها بتنكيسها الأعلام، وإعلانها الحداد ثلاثة أيام على إعدام صدام حسين "القديس"، كما وصفه القذافي الذي أثار قضية إعدامه في القمة العربية وأيضا في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يبدو أنها ما قصدها إلا ليمزّق ميثاقها.

بعد إعدام صدام حسين، وكخطوة تكريمية وجهت ليبيا الدعوة لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل. يومها التقى القذافي بوفد هيئة الدفاع، ثم انفرد بلقاء مطوّل مع رئيسها المحامي خليل الدليمي الذي أجاب على استفسارات القذافي وأسئلته التفصيلية حول المحكمة والمحاكمة وكواليسها السياسية وغير السياسية.

إجابات الدليمي وشروحه، أذرفت دموع القذافي من تحت نظارته الداكنة، وبنفس القدر ساهمت بترجيح قناعة مستجدة لديه حيال إيران التي دعمها القذافي يوما ضد العراق. وقد بدت دموع القذافي وحرقته ومواقفه السابقة واللاحقة لإعدام صدام حسين، أشبه باستدعاء لحصار جديد، أو استشعار بحرب آتية.

إنها الحرب الناتوية التي انطلقت في آذار/ مارس 2011، والتي سمحت لي الظروف خلالها أن التقي بالعقيد القذافي أمام الكاميرا وخلفها. يومها قلت للقذافي: "لعلّكم الوحيد بين الزعماء العرب من نعى صدام حسين، ونكّس الأعلام وأعلن الحداد عليه"، وبعد استقطاعه لكلامي بـ "هدرة" طويلة، سألت القذافي: أخ معمّر، أنتم في حرب وكلنا تحت ألطاف الله وأقداره، أي من الزعماء العرب تتوقع أن ينعيكم ويعلن الحداد عليكم، بعد عمر طويل، فيما لو تعرضتم للقصف؟
وفيما كانت أنظاره نحو السماء، وبنبرة قاطعة أجاب القذافي: أنت.
قلت: أنا؟
أجاب: أيه.

لقد صدمني العقيد حقيقة، وبدا جوابه الذي كان من كلمة واحدة "أنت"، أشبه برشقات غير متقطعة وغير مكتومة الصوت. في تلك اللحظة، لم أشغل نفسي كثيرا في محاولة تفسير ما عناه الرجل، لكن ظروف مقتله وتداعياتها المتواصلة أجابت على كل الأسئلة وفسّرت كل الحكايا.
وبالعودة إلى مقابلة رغد صدام حسين، فإن حجم ونوعية الردود السياسية العاصفة التي أثارتها كما والمتابعات والتعليقات المتباينة والمتواصلة في وسائل الإعلام والمواقع التواصلية، تجاوز الخبطة الصحافية المتقنة لقناة العربية، التي تناوبت مع شقيقتها الحدث على تنظيم نقاشات تلفزيونية ذهبت بعيدا وعلى ألسنة الضيوف بمشاربهم المختلفة والمتنوعة عراقيا وعربيا وأجنبيا في استعادة حقبة تاريخ العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية وانتهاء بما خلفته العملية السياسية البائسة من نهب ثروات ودمار وتهجير وفساد وحروب متناسلة وضعت العراق بكله وكلكه في فم إيران التي استباحته وحوّلته منصة تهديد لجواره العربي تحديدا، ولهذا فالمواقف الأكثر غضبا وقلقا من المقابلة كانت لقناة العالم الإيرانية خاصة، وللشخصيات العراقية المـتأيرنة والإعلام المتأيرن في المنطقة عامة.

بهذا المعنى فقد حركت مقابلة رغد صدام حسين رمال العراق المتحركة أصلا، سيما وأن أجوبتها حول اطلاعها بدور سياسي ما، بدت في دائرة الاحتمالات الواردة والمطروحة، رغم علمها ومعرفتها أن الشعب العراقي بتركيبته العشائرية لا يتقبل أن تقوده امرأة.

لكن من يدري بأحوال العراق الذي تقوده قدرياته الخاصة إلى اللامتوقع على الدوام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن رغد صدام حسين والقذافي عن رغد صدام حسين والقذافي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib