ليس جهازًا للمناسبات

ليس جهازًا للمناسبات!

المغرب اليوم -

ليس جهازًا للمناسبات

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

فى البلد ثلاثة أجهزة مهمة لا يسمع عنها الناس إلا فى المناسبات تقريبًا، رغم أن عملها يتصل بحياة كل مواطن فى حياته اليومية!.

أما الجهاز الأول فهو جهاز حماية المستهلك، وأما الثانى فهو جهاز حماية المنافسة ومنع الاحتكار، وأما الثالث فهو جهاز الاعتماد والجودة فى التعليم!.

ولست أقلل من شأن الأجهزة الثلاثة عندما أقول إن المواطن لا يسمع بها سوى فى المناسبات، وإنما أقول ذلك لأن الكثيرين منا ربما لاحظوا أن اسم الجهاز الأول تردد فى الفترة الأخيرة على كل لسان، وكان السبب هو قضية الأسعار التى أصبحت هاجسًا لدى الجميع هذه الأيام، وبالذات آحاد الناس الذين يقف كل واحد منهم فى مواجهة ارتفاعات الأسعار عاجزًا عن فعل شىء!.

والمؤكد أن هذا الجهاز يقدم ما يستطيعه، وليس هناك شك فى أنه يحاول أن يكون سندًا حقيقيًا للمواطن رقيق الحال الذى لا سند له فى حياته.. فمثل هذا المواطن يظل أحوجنا إلى أن يشعر فى كل لحظة بأن وراءه جهازًا اسمه جهاز حماية المستهلك، وأنه كمواطن بسيط الحال له صاحب، وأن هذا الصاحب هو هذا الجهاز، الذى نشأ فى الأصل ليكون درعًا تحمى الملايين من المواطنين فى مواجهة كل أصناف الاستغلال!.

وما يريده المستهلك أن تمنح الدولة هذا الجهاز صلاحيات حقيقية، وإذا شئنا أن نعرف ما هى الصلاحيات الواجبة لجهاز من هذا النوع وبهذا الاسم، فلنسأل عن الجهاز الذى يحمل الاسم ذاته فى فرنسا، وساعتها سنعرف أن صلاحياته الممنوحة له هناك فى التعامل مع كل مستغل ترفع عن الحكومة الكثير من الأعباء فى مطاردة التجار وضبط الأسعار!.

وإذا شاء الجهاز نفسه عندنا أن يقوم بمهمته كما يجب فى حياة كل مواطن، فليس عليه سوى أن يوسع من مفهوم الاستهلاك لدى المواطن لأن الاستهلاك ليس من الضرورى أن يكون سلعة، وإنما من الوارد أن تدخل الخدمات العامة فى نطاق عمل الجهاز.. فالخدمة العامة سواء كانت فى التعليم أو الصحة أو غيرهما هى مما يخضع لمسؤوليته، وهى مما يتعين عليه أن يراقب مستوى جودتها وأن يسائل المسؤول عن تقديمها دون مستوى الجودة المطلوب!.

أدعو رئيس الجهاز، الدكتور أيمن حسام، إلى أن يطلب صلاحياته التى يراها وأن يتمسك بها، وأدعوه إلى أن يجعل من جهازه ذراعًا قوية فى الحياة العامة لأنه مضمون قبل أن يكون أى مسمى!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس جهازًا للمناسبات ليس جهازًا للمناسبات



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 11:52 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

تشكيل الوداد لمواجهة النجم الساحلي

GMT 04:35 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إليكم أفضل الأماكن في لبنان لهواة رياضة ركوب الشواطيء

GMT 12:34 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

موزيلا ستطرح نسخة مدفوعة من فايرفوكس

GMT 01:29 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

10 صنادل مميّزة تكمل أناقة الرجل العصري في 2019

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib