الأقباط ليسوا أقلية

الأقباط ليسوا أقلية!

المغرب اليوم -

الأقباط ليسوا أقلية

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا نزال نذكر مقالًا للأستاذ محمد حسنين هيكل أحدث ضجة كبيرة فى وقته، وكان عنوانه كالتالى: الأقباط ليسوا أقلية!.

كان ذلك فى عام ١٩٩٤، وكان المقال ردًّا على مؤتمر دعا إليه الدكتور سعد الدين إبراهيم عن الأقليات فى الوطن العربى، وكانت الحكومة قد رفضت انعقاد المؤتمر على أرض البلد فانعقد فى الخارج!.. وكان الأستاذ جمال بدوى، رئيس تحرير صحيفة الوفد، قد حصل على المقال من هيكل لينشره على صفحات الجريدة، ثم سافر فى رحلة عمل إلى الصين مع الرئيس حسنى مبارك!.

ولكن فؤاد باشا سراج الدين، رئيس الوفد، رفض النشر وطلب رفع المقال من صفحات الجريدة فى اللحظة الأخيرة، وصدر العدد الأسبوعى صباح الخميس خاليًا من المقال!.. وكانت الجريدة قد أشارت إليه على صدر صفحتها الأولى فى عددها الصادر صباح الأربعاء، وقالت إنه سيُنشر صباح اليوم التالى، وحين صدرت خالية منه لم تقدم تفسيرًا لعدم النشر!.

وحين سألوا سراج الدين عن السبب، قال إن المقال عبارة عن رسالة موجهة من الكاتب إلى رئيس التحرير، وليس مقالًا موجهًا منه إلى إدارة الجريدة.. وكان هذا صحيحًا من حيث الشكل لأن هيكل كان قد أعطى المقال لرئيس التحرير مع رسالة من ثلاث كلمات تقول: عزيزى جمال بدوى!.

وعندما صدر العدد الأسبوعى يوم الخميس دون أن يحتوى على شىء مما أشارت إليه الجريدة على صفحتها الأولى فى اليوم السابق، تحول حجب المقال إلى قصة كبيرة تحدثت عنها مصر كلها!.. وأذكر أنى فى ذلك اليوم التقيت بالمصادفة مع الدكتور غالى شكرى، وكان بينى وبينه حديث طويل حول سبب عدم النشر وعن مدى الوجاهة فيه، وكنت وقتها مشرفًا على إصدار العدد الأسبوعى!.

وبسرعة كان الأستاذ هيكل قد أرسل المقال إلى جريدة الأهرام، التى سارعت إلى نشره صباح الجمعة، مع إشارة إليه فى صدر صفحتها الأولى!.

وكانت فى قصة المقال تفاصيل كثيرة، ولكن الأهم فيه أنه كان ينبه إلى خطأ القول بأن الأقباط أقلية لأن كل ما يُقال أو ينطبق على أى أقلية عددية فى العالم لا يُقال ولا ينطبق عليهم.. وهذا صحيح تمامًا.. وهذا أيضًا ما يجعل الحزن على ضحايا حريق كنيسة أبوسيفين حزنًا لدى كل مصرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأقباط ليسوا أقلية الأقباط ليسوا أقلية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 21:52 2019 السبت ,03 آب / أغسطس

"الفيل الأزرق 2" يعيد قوة موسم الصيف

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 14:20 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

طارق مصطفى يساند المنتخب أمام ساحل العاج

GMT 00:51 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

إسعاد يونس تعدّد صفات شريف مدكور برسالة دعم

GMT 09:39 2019 السبت ,06 إبريل / نيسان

أفضل الطرق لتسريحات الشعر الكيرلي في المنزل

GMT 05:32 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

قطر تُقرر مقاطعة نجوم " روتانا " بسبب الأزمة الخليجية

GMT 03:41 2015 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ستيفن كاري يشيد بجهود ليونيل ميسي مع "برشلونة" في الدوري

GMT 01:31 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحمد صلاح حسني يشيد بشخصيته في مسلسل "أبواب الشك"

GMT 18:51 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الديكورات الفرنسية الكلاسيكية لمنزل أكثر أناقة

GMT 14:23 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان الإيطالي يبدأ التفاوض مع لاعب تشيلسي فابريغاس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib