غروب شمس رجل دولة

غروب شمس رجل دولة!!

المغرب اليوم -

غروب شمس رجل دولة

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

للأسف فإن النظرة العربية للساسة الغربيين تكون من منظور الصراع العربى الإسرائيلى، والمدى الذى يصل إليه فى تقديم العون لإسرائيل لممارسة غيها وعنفها. مع مشروعية النظرة فإن الغرب أعقد من ذلك، وهو يمر بمراحل تاريخية متضاربة تخلخل المجتمعات والسياسات وتهزها من أعماقها حتى وهى تقود العالم تكنولوجيا وسياسيا وعسكريا، وتخوض صراعات خائبة وفاشلة، ولكنها فى النهاية تظل لافتة للنظر.

وخلال ما يقرب من ثلاثة عقود ونصف فإن الغرب مر بثلاث عمليات تاريخية عميقة: أولاها كانت عولمة الفكرة الأوروبية الأمريكية والتى ثبت أنها لا تشكل نهاية التاريخ حيث ينتشر ثالوث الليبرالية والديمقراطية والرأسمالية، وإنما تخلق جدل المرحلة الثانية «ضد العولمة» حينما تسود حروب الإرهاب وتنتصر الجماعات الأصولية من الشرق الأوسط إلى وسط آسيا على التحالف الغربى.

النتيجة باتت نزعة يمينية أصولية ودينية هى الأخرى تدعو إلى العزلة والخروج من الاتحاد الأوروبى ويلمع فيها دونالد ترامب وأمثاله فى أوروبا. ما يبدو الآن، والتاريخ بات أكثر سرعة، أن العالم يجرى فى اتجاه مرحلة ثالثة تخرج على سابقتيها وتخلق أعمدتها الفكرية الخاصة التى بات عليها أن تهزم المرحلة الثانية، وتصلح من المرحلة الأولى وتجعلها أكثر عقلانية وقبولا لتعدد البشر وقدراتهم ونوازعهم.

الإشارات الأولى لهذه المرحلة الجديدة جاءت من أوروبا حيث نجح حزب العمال البريطانى بعد 14 عامًا خارج السلطة، فى أن يعود بأغلبية كبيرة؛ وتلاه مباشرة نجاح تحالف اليسار مع الوسط فى فرنسا لكى يغلق الطريق على يمين متعصب وعنصرى كان مفتوحا على مصراعيه.

الإشارة الجديدة تأتى من الولايات المتحدة التى حتى وقت قريب كانت تنزلق نحو جولة انتخابية رئاسية جديدة تبدو فيها تسلم تسليم مفتاح كما يقال الدولة الأمريكية كلها إلى ترامب وفلسفته الترامبية بكل ما فيها تعصب وعنصرية وعزلة. حتى 28 يونيو الفائت كانت المعركة الانتخابية تسير فى طريقها المعلوم حيث فاز ترامب فوزا ساحقا فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى، وكان متسيدا ومسيطرا على الحزب إلى الدرجة التى لم يقبل المناظرة مع جميع المرشحين الآخرين، وتساقطوا الواحد وراء الآخر حتى بات المرشح الوحيد.

الرئيس بايدن أخذ طريقه التقليدى كرئيس لا يترشح أحد أمامه، وفاز فى الانتخابات التمهيدية بنسبة 87٪. كان واعيا لحقيقة سنه، ولكنه كان أكثر اعتقادا فيما حققه وأنجزه خلال الأعوام السابقة؛ وكان فى ذهنه ذكرى الانتخابات السابقة فى 2020 حينما تلاقى كل المنافسين الديمقراطيين فى حلف متين للإطاحة بدونالد ترامب، وهو ما كان.

المناظرة مع ترامب خلقت هزة كبيرة فى الحزب الديمقراطى حينما ظهرت أعراض الزمن على رئيس الدولة الأمريكية، ولكن ذلك لم يمنعه من التصرف كرجل دولة عندما تعرض ترامب لمحاولة الاغتيال فى 14 يوليو. كان الخطر الماثل هو دخول أمريكا فى موجات من العنف، حاول كرجل دولة الاقتراب من ترامب، اتصل به مهنئا على النجاة، وداعيا للوحدة، أصدر بيانا مطولا، وظهر مباشرا فى خطاب مقدما يده إلى الجانب الآخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غروب شمس رجل دولة غروب شمس رجل دولة



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib