مؤتمر ميونيخ كرة الثلج والانهيار الجليدي
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

مؤتمر ميونيخ... كرة الثلج والانهيار الجليدي

المغرب اليوم -

مؤتمر ميونيخ كرة الثلج والانهيار الجليدي

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

في توقيت عالمي حرج وحساس، تنطلق أعمال الدورة الـ58 لمؤتمر ميونيخ للأمن، بالحضور الفعلي وليس الافتراضي.
يجيء المؤتمر هذا العام والعالم على حافة الهاوية، الأمر الذي دفع التقرير الرسمي لهذا الحدث الكبير، يصدر وعنوانه الرئيسي يتناول حالة العجز الجماعي، تلك التي تكاد تشل أوصال المسكونة وتعجزها عن الرؤية.
يشير رئيس المؤتمر الذي ستنتهي ولايته هذا العام، فولفغانغ إيشينغر، في تقديمه للتقرير، إلى أن «عالمنا في خطر... واليقين التقليدي ينهار، كما أن التهديدات ونقاط الضعف آخذة في الازدياد، عطفاً على أن النظام القائم على القواعد يتعرض للهجوم بشكل متزايد».
على عتبات ميونيخ، يبدو العالم فاقداً للرشد، بل مشتت القدرة على التفكير، ما بين إشكاليات الطبيعة ومشاكل الإنسان.
من أين لصناع القرار العالمي الملتئم شملهم في ميونيخ البداية؟
يقول البعض إن استنقاذ الكرة الأرضية من حرب الطبيعة الإيكولوجية يتحتم أن يضحى الهدف الأول، فيما يحاجج نفر آخر بأن كشف سر الجائحة التي ضربت البشرية عبر الأعوام الثلاثة الماضية، أمر لا بد أن يتصدر المناقشات، وحتى لا تتكرر المأساة بشكل أكثر ضراوة.
على صعيد الحياة السياسية والعسكرية، تبدو أزمة الصراع الروسي – الأوكراني، جرحاً مفتوحاً ونازفاً يستدعي الكثير من المحادثات الجانبية، لا سيما في ظل انقسامات واضحة في الداخل الأميركي بين الجمهوريين والديمقراطيين، تجاه أنجع أسلوب للرد على بوتين، فيما أصوات أوروبية باتت تجاهر بأن سيد الكرملين، كان وربما لا يزال على حق في الكثير من أقواله السابقة.
المجتمعون في ميونيخ هذا العام يواجهون أسئلة جوهرية ومصيرية حول بنية النظام الأمني الأوروبي – الأطلسي المستقبلي، لا سيما أن هناك أصواتاً أوروبية عدة آخذة في الانسلاخ عن التبعية التقليدية للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة، ولعل دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتشكيل جيش أوروبي موحد، علامة في طريق النزعة الأوروبية الانعزالية، الأمر الذي يزعج الولايات المتحدة أيما إزعاج.
بالقدر نفسه تبقى النظرة المتوجسة من الصين قائمة بقوة، فقد كلف غياب الشفافية فيما يخص فيروس «كوفيد – 19»، بضعة ملايين من الضحايا، ومئات الملايين من المصابين، وتريليونات الدولارات من الخسائر الاقتصادية.
العالم على أبواب أزمة اقتصادية مثيرة للذعر، ما بين التضخم المتوقع، وارتفاع أسعار الغذاء، والخوف من تأثير الأزمات اللوجستية على سلاسل التوريد وحركتها حول العالم.
أما اضطرابات أسواق الطاقة فحدث عنها ولا حرج، ويغني الحال عن السؤال، والجميع يترقب الانعكاسات السلبية المرتقبة حال حدث قصور في ضخ الغاز لأوروبا من روسيا، وما يمكن أن تعانيه قارة التنوير من جراء قرارات العتم السياسي إن جاز التعبير.
بعد 14 سنة من رئاسته لمؤتمر ميونيخ، يصرح إيشينغر بالقول: «لا أستطيع أن أتذكر أننا شهدنا مثل هذا التطور الحرج المتعدد الأبعاد».
ما الذي يحدث حول العالم ويستدعي رصيد الخوف الكبير، قبل أن تنفتح ميازيب الغضب وتنفجر ينابيع الشر حول العالم؟
باختصار غير مخلٍّ، هناك حالة من الفوضى والضبابية، مثل تلك التي تعم وتسود قبل المواجهات الكونية، حدث ذلك إبان الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي، مع عدم المقدرة على الإمساك بزمام الأزمات، لا سيما لدى الأنظمة الليبرالية، تلك التي باتت مهددة بشكل خاص من داخلها، وعلى غير المصدق أن يولي وجهه شطر الولايات المتحدة، ليرصد حالة الارتباك غير المسبوقة التي تسودها، والتوقعات السلبية لسيرة ومسيرة عقدها الاجتماعي.
يبدو طوفان الأزمات المتصاعدة مهدداً بإغراق الجميع، فيما الشعور الأخطر يتمثل في عدم تمكن القيادات الظاهرة على السطح من مواجهة التحديات الكبيرة، رغم توافر كل المصادر والاستراتيجيات والوسائل للتغلب عليها، الأمر الذي يعني أن الخوف بات يشكل قدرات التفكير الصحيحة.
حديث الخوف يتجلى في الاستفتاء الذي يحتويه تقرير ميونيخ هذا العام، الذي شارك فيه نحو 12 ألف شخص حول العالم، وُجّه إليهم السؤال عما يخيفهم أو يقلقهم في قادم الأيام.
المفارقة المثيرة للقلق، هي أن نتيجة الاستفتاء أظهرت أن الجميع خائف ومتوجس، مترقب ومترصد بالجميع.
خذ إليك على سبيل المثال: الألمان قلقون وخائفون من تطورات المناخ العالمي وتقلبات الطبيعة، وغاضبون بقوة من القوى الشمولية الساعية في طريق مزيد من التلوث.
أما الأميركيون فشغلهم الشاغل وخوفهم الأكبر من الهجمات السيبرانية، وغالباً ما تكون روسيا والصين منطلقها، عطفاً على جماعات الجريمة المنظمة بأطرها العالمية.
الصينيون يشعرون بأن الأميركيين يكيدون لهم كيداً، ويدبرون لهم تدابير بليل بهيم، والهدف هو وقف صعودهم القطبي، فيما الروس ومن العجب أنه لا تشغلهم مغامرات القيصر في الخارج، لكن تخيفهم الأوضاع الداخلية والمخاوف من تنامي عدم المساواة، بينما جيرانهم في الهند يخشون أن تستخدم باكستان مثلاً الأسلحة النووية ضدهم.
ثلاثة عقود منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وضياع فرصة ظهور عالم جديد، أكثر عدالة واتساقاً... هل كان الذنب ذنب واشنطن التي بشرت بالقطب الواحد؟
فرانكو فراتيني، رئيس مجلس الدولة الإيطالي والسياسي الأوروبي المعروف، يرى أن خطاب بوتين في مؤتمر ميونيخ عام 2007 كان صائباً حين طالب بتجاوز خطط توسع «الناتو» واعتبار العالم أميركي الهوى والهوية.
كارين كنايسل، وزيرة خارجية النمسا السابقة، طالبت صناع القرار العالمي بقراءة خطاب بوتين من جديد، تفادياً لتحول كرة الثلج إلى انهيار جليدي.
هل من خلاصة؟
لا أمن ولا استقرار من غير عدالة ومساواة واحترام متبادل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤتمر ميونيخ كرة الثلج والانهيار الجليدي مؤتمر ميونيخ كرة الثلج والانهيار الجليدي



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib