انقلاب كاغان وجولة بايدن الشرق أوسطية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

انقلاب كاغان... وجولة بايدن الشرق أوسطية

المغرب اليوم -

انقلاب كاغان وجولة بايدن الشرق أوسطية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

على عتبات رحلة مثيرة للرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط، وبعد فترة ساد فيها التفكير الانعزالي، وربما لولا حرب أوكرانيا لكانت واشنطن قد انسحبت بالكلية من المنطقة، يبادرنا أحد عتاة المحافظين الأميركيين الجدد، والشريك الفاعل في مشروع القرن الأميركي، روبرت كاغان، برؤية جديدة عبر مجلة «فورين آفيرز» في عددها الأخير، عن بلاده التي لم تتعلم فن استخدام القوة حتى الساعة.
حديث كاغان يشكّل صدمة للأميركيين في غالب الأمر، وقد يكون مشابهاً لتراجع فوكوياما عن فكرة الديمقراطية كنهاية للتاريخ، فهل كان الاجتياح الروسي لأوكرانيا منطلقاً لرؤية كاغان؟
في غالب الظن ذلك كذلك، وعنده أنه ليس وحده بوتين من يتحمل اللوم على أفعاله، سيما أن اجتياح أوكرانيا يحدث في سياق تاريخي وجيوسياسي لعبت فيه الولايات المتحدة الدور الرئيس.
والشاهد أن الولايات المتحدة، وطوال تاريخها، كانت قد مالت إلى تعظيم إيمانها بفكرة القوة الخشنة، وهو أمر يتسق والآلية التي استولى بها الرجل الأبيض على أراضي الهنود الحمر، السكان الأصليين للبلاد، ولم تكن حظوظ القوة الناعمة، واسعة الانتشار، إلا في فترة زمنية محدودة.
تبدو رؤية كاغان عبر «فورين آفيرز» بمثابة انقلاب مفاهيمي مثير وربما خطير، فعلى الرغم من أنه من الشائن إلقاء اللوم على الولايات المتحدة في هجوم بوتين على أوكرانيا، فإن الإصرار على أن الاجتياح كان من دون أي استفزاز على الإطلاق هو أمر مضلل.
يجذر كاغان لرؤيته بأمثلة تاريخية تستحق التوقف أمامها، ومنها الهجوم الياباني في الحرب العالمية الثانية على بيرل هاربور، وقد كان دافعه جهود الولايات المتحدة الرامية إلى إعاقة التوسع الياباني في البر الرئيس الآسيوي.
وإلى أبعد من ذلك يمضي، معتبراً أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) من عام 2001 كانت رداً جزئياً على الوجود المهيمن للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد حرب الخليج الأولى.
كما يقطع كاغان بأن قرارات القيصر بوتين الخاصة بأوكرانيا ليست إلا رد موسكو على توسع هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا في فترة ما بعد الحرب الباردة.
هل يتوجب على إدارة الرئيس بايدن أن تعي تكاليف القوة الخشنة والبعيدة عن القوة الناعمة مرة وإلى الأبد؟
يكاد مصطلح آخر يطفو على السطح، وربما لن تكون له حظوظ التنفيذ في أوان إدارة بايدن المضطربة داخلياً وخارجياً، ونعني به مصطلح القوة الذكية، التي هي خليط ما بين القوة الخشنة ذات المركب العسكري من جهة، والقوة الناعمة المتجلية في المثال الآيديولوجي الأميركي الساحر أو الذي كان ساحراً في وقت من الأوقات، كما الحال مع النسق الديمقراطي، والإيمان بحق الدول في الاستقلال، وتقديم يد العون والمساعدة لاستنقاذ المهانين والمجروحين حول الكرة الأرضية، بالضبط كما جرى في مشروع مارشال، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية.
يعتقد كاغان أن الأميركيين وطوال تاريخهم كانوا غير مدركين لتأثير قوتهم في بقية دول العالم، سواء كانوا من الأصدقاء أو الأعداء، وتفاجأوا عندما وجدوا أنفسهم هدفاً للكراهية وأنواع التحديات التي تفرضها روسيا بوتين وصين شي جينبينغ.
ما يقوله كاغان يذكرنا بالتساؤل المثير للحيرة الذي طرحه الأميركيون على أنفسهم غداة الثلاثاء الأسود في نيويورك وواشنطن: «لماذا يكرهوننا»؟
يومها حاول الكثيرون تقديم مبررات واهية، من عينة الحقد والحسد بسبب تقدم الغرب وتخلف العرب، فيما طالبت أصوات أكثر عقلانية بمراجعة توازنات القوة بين الجانبين، والوقوف على خطوط التماس مع الكرامة والهوية، وهو ما عاد إليه فوكوياما مؤخراً مرة جديدة.
اليوم تعلو أصوات من بقاع أخرى حول الكرة الأرضية، وبعيداً عن العالم العربي والشرق الأوسط، أصوات في أميركا اللاتينية من عينة فنزويلا التي تسعى للتضامن مع إيران، ونيكاراغوا التي تقدم قواعدها الجوية للروس، ناهيك عن المكسيك، الجار الأقرب والصديق الأكبر للولايات المتحدة، التي رفض زعيمها حضور مؤتمر الأميركتين مؤخراً.
الأصوات الآسيوية بدورها حدث عنها ولا حرج، وفي مقدمها ما يصدر عن الصينيين قبل الروس، إذ يؤمن الفريق الأول بأن المعارك مع روسيا من جانب واشنطن تكتيكية فيما الاستعداد للمواجهة مع بكين استراتيجية.
هل أوروبا على ثقة بالمطلق بالولايات المتحدة وفلسفتها للقوة الخشنة؟
ما تبدى جلياً خلال قمة السبع الكبار مؤخراً في بافاريا بألمانيا، أوضح بشكل جلي، قدر المخاوف التي تصل إلى حد الشكوك في الحليف الأميركي الذي يعاني حالة قلاقل وجودية داخلياً، وبعضها خطير جداً ومرشح للتصاعد.
ما الحل إذن؟
يرى كاغان أن الأميركيين يستطيعون تقليل حدة تلك التحديات من خلال استخدام نفوذ الولايات المتحدة بشكل أكثر اتساقاً وفاعلية، وهو ما فشلوا في القيام به في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، الأمر الذي سمح للعدوان الألماني والإيطالي والياباني بالاستمرار من دون رادع إلى أن أدى المشهد إلى حرب عالمية مدمرة على نطاق واسع.
يكرر الأميركيون أخطاءهم من دون النظر إلى تجارب الماضي عادة، وهذا ما سمح في تقدير مفكر المحافظين الجدد العتيد كاغان، لبوتين بالاستيلاء على مزيد من الأراضي إلى أن اجتاح أوكرانيا بأكملها.
يستهل بايدن زيارته للشرق الأوسط، ودوي مدافع القيصر بوتين تكاد تصم الآذان والرسالة التي تبعث بها عبر الأفق، هي أن القوة الخشنة مركب غير قادر على الحسم، لا سيما في زمن توازن الردع النووي، وهو ما لم يكن قائماً في زمن الحرب العالمية الثانية.
هل ستكون الزيارة فرصة تراجع فيها واشنطن سياساتها في الشرق الأوسط أول الأمر وتالياً حول العالم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انقلاب كاغان وجولة بايدن الشرق أوسطية انقلاب كاغان وجولة بايدن الشرق أوسطية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 07:01 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

GMT 00:17 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

السجن النافذ لسيدة مغربية أشبعت زوجها ضربًا في إيطاليا

GMT 18:10 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

اعتقال مدافع الوداد محمد الناهيري في المغرب

GMT 08:12 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

تصاميم غرف جلوس وأفكار طاولات قهوة مميزة

GMT 18:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"إنييمبا" يستعد للرجاء في ملعب مولاي رشيد

GMT 08:12 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مهندس معماري يبدع في تصميم منزله في لندن بمساعدة أسرته

GMT 21:47 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملاكمة سر رشاقة العارضة الروسية إيرينا شايك

GMT 05:03 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

شقيقة كريستيانو رونالدو تدافع عنه باستعراض أرقامه

GMT 01:49 2018 الأحد ,07 كانون الثاني / يناير

سعر الدرهم المغربي مقابل الدولار الأميركي الأحد

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

دور مهم لترامب في استئناف المحادثات بين الكوريتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib