الأزمة الأوكرانية وارتدادات شرق أوسطية
عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا موريتانيا تفرض غرامة ثقيلة على فرع "اتصالات المغرب" بسبب جودة الخدمات
أخر الأخبار

الأزمة الأوكرانية وارتدادات شرق أوسطية

المغرب اليوم -

الأزمة الأوكرانية وارتدادات شرق أوسطية

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

فيما تدوي طبول الحرب على الحدود الروسية الأوكرانية، يسمع الصدى في الشرق الأوسط، ويخشى من الارتدادات السلبية، والتي قد تصل إلى حد الكارثية.
لم يعد العالم جزراً منفصلة، بل قطاعات وأقاليم جيو - استراتيجية موصولة بعضها ببعض، ومن غير أدنى مقدرة على الفصل سياسياً أو اقتصادياً، عسكرياً أو إنسانياً، وربما دلفت البشرية إلى زمن ما بعد العولمة.
مهما يكن من أمر وفي ترجمة للتنظير المتقدم، يمكن القطع بأن حرباً كيفما كان شكلها بين روسيا وأوكرانيا ستؤثر على صعيد الحياة اليومية لدول الشرق الأوسط، بدءاً من رغيف الخبز، السلعة الرئيسية التي لا غنى عنها، لا سيما أن سلاسل إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا إلى العالم العربي ودول الشرق الأوسط، سوف تتأثر ولا شك.
عرفت الأراضي، وخصوصاً في القسم الشرقي منها، والمرشح لأن يضحى موقع وموضع القارعة، بأنها أكثر الأراضي خصوبة وسلة غذاء أوروبا من القمح.
من لبنان إلى مصر والجزائر، تبدو هناك اعتمادية كبرى على واردات القمح من موسكو وكييف، والسؤال المؤلم: «كيف سيكون حال أسعار تلك الحبوب إذا اندلعت المعارك أول الأمر، وإذا اتسعت رقعتها تالياً، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرات ذلك على حالة السلم والأمن المجتمعي في المنطقة إذا ارتفعت بقية أسعار السلع والخدمات الغذائية؟ أما عن زيادات أسعار الخبز فحدث ولا حرج، وقد رأى العالم بأم عينيه ما جرى في كازاخستان مؤخراً من توترات بسبب ارتفاعات مماثلة.
قبل بضعة أيام وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، تحدث الجنرال الأميركي، إريك كوريلا، المرشح لمنصب القائد العام للقيادة المركزية الأميركية، عن التأثيرات الضارة لغزو روسيا لأوكرانيا في الشرق الأوسط، وكيف أن الأمر سيظهر بشكل واسع في سوريا، حيث الحضور العسكري الروسي، والذي قد يستجلب توتراً عسكرياً، قد ينحو لاحقاً لصدامات وقتال ضارٍ.
يُعرف الجنرال كوريلا بأنه «مفكر استراتيجي يمكنه رؤية الصورة بكل تفاصيلها»، وهو ضمن نخبة العسكرية الأميركية الرفيعة الرتب من جنرالات النجوم الأربع، الذين تتعهدهم واشنطن حالياً، في سياق رؤيتها للعالم عبر فكر شامل يربط بين ما هو جغرافي وما هو ديموغرافي، من شمال المسكونة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
حال المواجهة في الركن الآسيوي القصي، لن توفر روسيا استخدام حضورها العسكري في سوريا في محاولة إلحاق الأذى بالأهداف العسكرية الأميركية في المنطقة، وقد لا يكون الأمر بشكل مباشر، إنما من خلال علاقات معقدة وإن لم تغب عن الأعين.
على سبيل المثال لا الحصر، تبدو التفاهمات الروسية – الإيرانية قائمة وقادمة، ومن اليسير للغاية أن تسعى الميليشيات الموالية لإيران في العراق، في طريق استهداف الوجود الأميركي المسلح والقواعد العسكرية على الأراضي العراقية.
وفي حال اتساع دائرة المواجهات ستدفع إيران وكلاءها لمهاجمة أهداف أميركية على نطاق أوسع، كقيام الحوثي بالتعرض لقطع البحرية الأميركية، وهو ما تنبهت له عقول استراتيجية أميركية، باتت ترى أن واشنطن مرشحة للانجرار في طريق مواجهة عسكرية أخرى في الخليج العربي.
ولعله ضمن الحسابات التي ستمثل حكماً خسائر غير مباشرة لتلك الحرب، ما سيطرأ على إيران من رغبة في تعزيز موقعها وموضعها، بل السعي الحثيث والسريع لإكمال ما ينقص من خطوات في طريق سلاحها النووي، لا سيما أن العالم سيكون منشغلاً بدرجة بالغة في مواجهة، يمكن أن تتطور عند لحظة بعينها إلى حرب دولية لا يعرف أحد أبعادها المأساوية.
جانب آخر من المشهد موصول بأوضاع الطاقة العالمية، وهو ربما أكثر المشاهد تتداخل فيه الخيوط وتتشابك الخطوط، ولا يتوقف الأمر عند الارتفاع الجنوني الذي يمكن أن يصيب أسعار النفط والغاز، وأثر ذلك في بقية مناحي الحياة حول العالم، والتبعات السلبية الرهيبة على اقتصاديات العالم الذي لم ينفك يبرأ من أزمة جائحة «كورونا» وما خلفته من كساد اقتصادي مخيف، بل يتجاوز المشهد كل ذلك إلى ما يشبه صراع إرادات وحلفاء... ماذا عن هذا؟
باختصار غير مُخل، حال قام القيصر بوتين بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، ربما لا تجد واشنطن بداً من الحديث مع حلفائها في الخليج العربي والشرق الأوسط لتعويض هذا النقص الفادح، الأمر الذي يتطلب بصورة قاطعة تحويل مسارات صادرات النفط والغاز المفترض وصولها إلى الصين، لوجهة القارة الأوروبية، وهو أمر يمكنه أن يغضب الصين وروسيا معاً، وقد يعرض أمن الطاقة في المنطقة برمتها للخطر، وبنوع خاص حال فكر «الناتو» في استخدام قواعده العسكرية في الشرق الأوسط في العمليات العسكرية، حيث ستضحى ومن أسف آبار النفط والغاز بالقرب من أعواد الثقاب.
روسيا تسعى لتصحيح مساراتها الإمبراطورية، وربما إحيائها، وأميركا تجاهد للتكفير عن انسحابها من أفغانستان، وعلى دول الشرق الأوسط أن تبادر للتفكير قبل أن تفرض عليها النوازل ما لا ترغب أو تحب...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأزمة الأوكرانية وارتدادات شرق أوسطية الأزمة الأوكرانية وارتدادات شرق أوسطية



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 06:38 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
المغرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب

GMT 07:21 2023 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النجمات اللواتي ارتدين البدلة الرسمية هذا العام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib