هل هذه صعبة الحجُّ للحجِّ فقط

هل هذه صعبة: الحجُّ للحجِّ... فقط؟!

المغرب اليوم -

هل هذه صعبة الحجُّ للحجِّ فقط

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

الرغبة الجامحة في «استغلال» موسم الحج لبثّ الدعاية السياسية والأكاذيب الحزبية، و«الحشد» من أجل قضية تخصّ ذاك الفصيل أو تلك الدولة أو ذيّاك النظام، ليست إلا «بِدعة» سياسية ودينية جديدة.

غير أنَّ وتيرة ونغمة هذه الأصوات تزيد وتنقص حسب طلبات المواسم السياسية، وهي هذه السنة، موسم حج 2024، عالية بدرجة ما.

نسمع الأصوات الصاخبة من إيران و«الإخوان»، ومطاياهما من بعض الواعين وكثير من المغفلين، بوجوب استغلال هذا الموسم في خلق زخم لصالح سياسات إيران بدعوى قدسية المقاومة (ترجمة عربية لسياسة النفوذ الإيراني).

الجديد هذه المرّة محاولة بعض المتحمسين «التجويد» والزيادة، ومن ذلك دعوة القطب الإخواني الأردني رحيّل غرايبة لعدم الحج هذه السنة، وتخصيص الأموال المرصودة للحج لصالح «غزة»، ولا ندري هل يستثني سلطة «حماس» من هذه الأموال؟!

لكن المتكرر هي الرغبة الإيرانية العارمة في توظيف موسم الحج والزيارة لصالح بثّ الدعايات العقائدية التي يتبناها النظام، واستغلال تجمع المسلمين من كل فج عميق لترويج هذه الدعايات عليهم.

موقف السعودية كان وما زال هو الرفض الحاسم لمثل هذه الأعمال، فالحج هو موسم للحج... فقط.

مدير الأمن العام السعودي ورئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد البسامي، شدّد قبل يومين على أنَّ أمن الوطن، والحجاج، والمشاعر المقدسة «خط أحمر»، مشيراً إلى أن قوات أمن الحج ستقف بحزم ضد كل ما يمس الإخلال بالأمن أو النظام وستمنع جميع الأعمال المؤثرة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن.

هذه كما قلنا سياسة سعودية ثابتة من أيام الملك المؤسس عبد العزيز، ومستمرة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز... خادم الحرمين.

الواقع أن السجل التاريخي الحديث حافل بصفحات سيئة من الاستغلال الإيراني، أقصد من طرف النظام وحرسه الثوري، لموسم الحج بغرض الفوضى والفتنة؛ مَن ينسى أحداث نفق المعيصم عام 1990 وقبله موسم 1987 وغيرها من الأحداث المؤلمة.

مراسم «البراءة» هي من ابتكارات السيد الخميني السياسية في الحج، إلى جانب إقامة كلٍّ من دعاء «كميل» و«نشرة الزائر» في كل من مكة والمدينة.

ليس هذا مقام البسط في تبيان كون هذه الأمور مجرد أدوات بمظهر ديني «مبتدع» لغرض سياسي.

الأمر ليس محصوراً بإخوان الخمينية، فلدينا إخوان البنّا، ولهم في ذلك باع طويل منذ لقاء المرشد حسن البنّا مع آية الله كاشاني، أستاذ الخميني، في رحلة حج عام 1367هـ (أكتوبر/ تشرين الأول 1948) مروراً بمواسم كثيرة وصولاً إلى موسم الحج عام 2013، حين احتشد أتباع الإخوان لرفع شعار «رابعة» على جبل عرفات... وتمّ منعهم من ذلك. وما زال الإخوان «زعلانين»!

بكلمة وجيزة تقول السعودية: من قبلُ ومن بعدُ، الحج موسم للحج... فقط.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هذه صعبة الحجُّ للحجِّ فقط هل هذه صعبة الحجُّ للحجِّ فقط



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib