وبعد 70 سنة «لسّه» بتسأل

وبعد 70 سنة «لسّه» بتسأل؟!

المغرب اليوم -

وبعد 70 سنة «لسّه» بتسأل

بقلم - مشاري الذايدي

في عدد 12 يناير (كانون الثاني) 1951 من مجلة «المصوّر» المصرية العتيدة، نشاهد هذا الكاريكاتير: النحاس باشا متوكئاً على عصاه، كناية عن تقدم زعيم الوفد والسياسة المصرية في السنّ (عمره وقتها كان 72 سنة).

الباشا الشعبي «يدردش» مع فتاة جميلة تضع على هامتها تاجا عليه الهلال والنجمات الثلاث، علم ورمز مصر الملكية، وخلفهما رجلان يمتطي كل منهما حصانه، أحدهما يعتمر القبعة الشيوعية، مثل قبعة غيفارا الشهيرة، والآخر «كاب» أميركية، مكتوب على قبعة الأول منهما، الشيوعية، والآخر الديمقراطية، ويدور الحوار التالي: النحاس باشا: «إيه رأيك... تراهني على أنهي حصان في الاثنين؟ (رهانات السباق كانت منتشرة)».

مصر: رأيي أننا بلاش نراهن ونحتفظ بفلوسنا. قبل أيام من هذا الشهر، يوليو (تموز)، حلّت ذكرى ثورة أو انقلاب 23 يوليو عام 1952 على يد ثلّة من ضبّاط القوات المسلّحة، خلعت الملك فاروق، ثم ألحقته بابنه الطفل حينها، أحمد فؤاد، ثم خلعت النظام الملكي كله، وأعلنت قيام الجمهورية، على يد جمال عبد الناصر ورفاقه.

سال حبر كثير، ودم وعرق ودموع، وغبطة وفرح وسرور أيضا، منذ ذاك اليوم، بين نصير مطلق «للحركة المباركة» كما كان بعض نخبة مصر يدعونها وقتها، وثورة الشعب كما كانت تُوصف... وجملة ناصر الشهيرة: «ارفع راسك يا أخي»، وبين ناقمٍ على هذه الحركة وباكٍ على العهد الليبرالي المصري «البهي النقي» كما صوّر لهم خيالهم.

هذا على الجانب العاطفي، أما على الجانب الجادّ فقد كُتبت دراسات وبحوث ذات قيمة عالية، حول أثر هذا الانقلاب المصري بل العربي الكبير، في صيف عام 1952 الذي كان له ما بعده من تأثيرات على مجمل منطقة الشرق الأوسط.

صنع عبد الناصر تيّارا عريضا حوله، وقد أتى هو تتويجا أصلا لمشاعر عربية ثورية فيّاضة ضد الاستعمارات الغربية للديار العربية، وكانت حرب 1948 ضد إسرائيل التي هُزم فيها العرب، وشارك فيها ناصر وبعض رفاقه، سببا من أسباب سهولة خلع الأسنان الملكية المصرية المتخلخلة.

سمعت مرة من سياسي عربي كبير، يقول إنني في صباي كنت نصيرا لعبد الناصر بحماس، حتى اعتدى على ديارنا وديار غيرنا وبدا لي رجلا مهووسا بالسلطة فقط... فذهبت تلك العاطفة البريئة للأبد!

المفارقة أن الانقسام المصري ما زال قائما حول الحكم على ما جرى صيف 52، والمكانة التي يجب أن يُوضع بها في خزائن التاريخ.

لكن عُد معي إلى كاريكاتير مجلّة «المصوّر» المصري الذي ذكرته لك في فاتحة هذا المقال، وتأمل معي كم نحن محكومون كثيرا، بعودة التاريخ وأسئلته التي جابهها أسلافنا، وما زلنا نجابهها بعد أكثر من 70 سنة من الآن بطراوتها وراهنيتها نفسهما... تخيّل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وبعد 70 سنة «لسّه» بتسأل وبعد 70 سنة «لسّه» بتسأل



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
المغرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا

GMT 17:06 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

وليد الكرتي جاهز للمشاركة في الديربي البيضاوي

GMT 06:59 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

كليروايت تغزو السجادة الحمراء بتشكيلة متميزة

GMT 17:54 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الفالح يُعلن أهمية استمرار إجراءات خفض إنتاج الخام

GMT 19:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يفتح باب التسجيل بشكل رسمي

GMT 05:45 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

ابتكار روبوت مصغر يتم زراعته في الجسم

GMT 23:06 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

مشروع الوداد يؤخر تعاقده مع غوركوف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib