مصر الجوهر والعَرَض

مصر الجوهر والعَرَض

المغرب اليوم -

مصر الجوهر والعَرَض

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

بعدَ مرورِ عقدٍ من الزمان على إنقاذِ مصرَ من حكم جماعة الإخوان، هناك من فقدَ الإحساس بالخطر، ويراهنُ على تغيير الحكم بدعوى الوضعِ الاقتصادي الصعب حقاً.
هل عمر الإحساس يتلاشَى مع عشر سنوات فقط؟
بدايةً، لا جدالَ البتة على الإقرار بمعاناة المواطن المصري اليوم، جراءَ تراجع قيمة العملةِ الوطنية، وارتفاعِ الأسعار، وحرجِ المعيشة الاقتصادية... من يجادلُ في ذلك يجادلُ في الحقيقةِ المجردة الملموسة.
تحسينُ حالِ المصريين هو بالدرجة الأساس مسؤوليةُ الدولةِ والحكومةِ، وعليه يكونُ السؤال: هل الحكومةُ المصريةُ والدولةُ كلُّها، بما فيها مجلسُ النوابِ ومجلسُ الشيوخ وغيرهما من مؤسسات الدولة، جامدةٌ متبلدةٌ لا تسعَى للتحسين؟
اتهم السلطات بما شئت، لكن من الصعب اتهامها بعدم الوطنية أو الكسل والتبلد، لكنها تعمل باستمرار، طبعاً.
أمَّا الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيكفيه شرفاً في التاريخ، تصديه للمشروع السياسي الخطير الذي كانَ يُرادُ سَوقُ مصرَ إليه، ومواجهته لهذا المشروع عام 2013 مواجهةً ستُخلَّدُ في كتاب التاريخ.
ثم إنَّ الأزمةَ الاقتصادية ليست خاصةً بمصر، وكلُّها من صنع التحولاتِ التنمويةِ المصرية، والسياسات النقدية الداخلية، غالبها جزء من أزمة اقتصادية عالمية ولَّدتها أسبابٌ خارجَ مصر، بل خارج الشرق الأوسط كلِّه، وأهمُّها كارثةُ «كورونا»، وسياساتُ العزلِ الفظيعة على الاقتصاد، ومصيبةُ الحرب على الجهة الأوكرانية بين الروس والغرب، التي ما زالت ثمارُها المسمومة تتساقطُ على رؤوس البشر، بمن فيهم بشرُ أوروبا.
مصرُ دولةٌ كبرى في المنطقة، استقرارُها وصونُها حجرُ زاوية في الأمن الإقليمي؛ لذلك كانَ مهماً جداً الموقفُ السعوديُّ المفصحُ عنه أمس، في جلسة مجلس الوزراء السعودي في قصرِ عرقة بالرياض.
في هذا البيان أكَّدت السعوديةُ توافقَها في الرؤى بشأن الكثير من القضايا الإقليمية والدولية مع مصر، واستمرار التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات في المنطقة، وذلك في ضوء مكانتِهما المحورية ومسؤولياتِهما تجاه أمنها واستقرارها، ورحَّبت في هذا الصَّدد بمخرجات الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين المملكة ومصر، وما عكسته من الحرصِ على تعزيز آفاق التعاون الثنائي في المجالات كافة.
التنسيقُ السعودي - المصري - الإماراتي خلال العقد الأخير، كانَ ضمانةَ الأمن العربي ضد مشاريع الفوضى الداخلية والخارجية، كانَ مصدر إغضابٍ لأصحاب هذه المشاريع ورُعاتهم الإقليميين والدوليين؛ لذلك فاستمرار هذا التنسيق جزء من المهام الوجودية، ومن الطبيعي وجود مقاربات واجتهادات «مختلفة» في بعض المسائل السيادية هنا أو هناك بين هذا أو ذاك... هذه طبيعة الأمور.
وبعدُ، فلا استهانة البتة بصعوبات الحال الاقتصادي على الإنسان المصري، معاذ الله، وإنَّما هي دعوة للتفكير العملي لكيفية الخروج من هذه المرحلة الصعبة بالتعاون، وليس بإنتاج أزمة جديدة تتغذَّى من معاناة الناس العاديين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر الجوهر والعَرَض مصر الجوهر والعَرَض



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib