خدعة التحليل الأحمري من جديد

خدعة التحليل الأحمري من جديد

المغرب اليوم -

خدعة التحليل الأحمري من جديد

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

يردّد بعض نشطاء الحركة الإسلامية «السنّية» هذه الأيام كلاماً مُكرّراً حول سجالات الحرب في غزّة. مفاده أنه مهما كان لنا من «ملاحظات» على «حماس» و«بِدعها»؛ فهذا وقت التناصر، ويجب نصرة المبتدع المسلم على الكافر الأصلي؛ أي إسرائيل.

يذهب بعضهم، وهو يخاطب جمهوراً يغلب عليه المنزع السلفي، أو قل السنّي المحافظ، للقول إنه حتى «حزب الله» اللبناني الشيعي، يجب نصرته على الكافر الأصلي، ويجلب لذلك جملة من نصوص ابن تيمية وابن كثير وغيرهما من علماء أهل السنة في الشام، منزوعة من سياقها، تعزيزاً لكلامه.

هذا كلام سياسي بحت، مُغلّف بغِلالة فقهية علمية، والحق أن «حماس» أو «حزب الله» أو «الحوثي» أو «الحشد»، وغيرهم، حركات سياسية تنتمي لمشروع سياسي، وثقافة آيديولوجية محدّدة، هي «الإسلام السياسي». ولاحظ اقتران كلمة «سياسي» بهذا النوع من فهم الإسلام والانتماء إليه والتهويش به على الخصوم، للوصول إلى غاية السياسة، أي سياسة بالعالم، وهي: السلطة!

أثناء «حرب تموز» 2006 لـ«حزب الله» اللبناني، حدثت موجة «تطبيع» لـ«حزب الله» داخل الأوساط السنية العربية، خاصة في السعودية، من طرف نشطاء الإخوان والجماعة السرورية، ومن هؤلاء مجموعة عُرفت حينها بمجموعة «مجلة العصر»؛ موقع على النت تابع لمثقفي السرورية في السعودية.

نُشر في هذه المجلة الإلكترونية حينها مقالة لمحمد حامد الأحمري، بعنوان «خدعة التحليل العقدي»، خلاصتها نقد الخطاب السلفي السنّي بسبب انحباسه في العلبة العقدية وهو يرقب فعائل «حزب الله»، ويطالبه الأحمري بالخلاص من هذه الخدعة والاصطفاف مع «حزب الله».

مما جاء وقتها بتلك المقالة التي لاقت تفاعلاً كبيراً، حديثه عن «أثر العقيدة في الوصول إلى أخطاء تحليلية فادحة»، وأن هذا المحلل العقدي «قد يسمي موقفه موقفاً مؤصلاً صحيحاً شرعياً، ويزيد من عبارات التوثيق التي لا تنفع شروى نقير في المعرفة ولا الوعي».

يشير الناقد والباحث السعودي علي العميم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بهذه الجريدة، لمثال آخر: القيادي اللبناني الإخواني فتحي يكن الذي كان موالياً لنظام حافظ الأسد بسوريا، رغم أنه وقتها كان، أعني الأسد، ملعوناً لدى غالب الإسلاميين، بسبب حروبه مع الإخوان بسوريا ومذابح حماة.

يذكر العميم أنه وجد في عدد لمجلة «المجتمع» الكويتية الإخوانية أواخر عام 1979 خبراً عن اختطاف المخابرات السورية فتحي يكن. وفي أعداد تالية: «عرفت أنه أُطلق سراحه بعد فترة وجيزة. ولفت انتباهي أن المجلة بعد إطلاق سراحه لم تخصص موضوعات عن هذه الحادثة للتشنيع والتشهير بالرئيس حافظ الأسد ونظامه السياسي رغم أنها كانت تشن عليهما حملات سياسية ومذهبية صاخبة».

والسبب كما شرح الأستاذ علي لاحقاً، هو أن وجود فتحي يكن مع تحالف سوريا - إيران، في لبنان حينها، كان لإضفاء طابع سنّي على ذاك التحالف.

تلك أيام مضت، لكن اليوم، وتحت غبار غزة، ومشاعر التعاطف «النبيل» مع سكان غزة، يُراد التسلل من «خدعة التحليل الأحمري الفتحي يكني» من جديد... فتنبّه رعاك الله، حديثنا كله عن تناقض مشاريع سياسية كبرى، لا عن بدعة وسنّة وحلال وحرام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدعة التحليل الأحمري من جديد خدعة التحليل الأحمري من جديد



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib