من يحمي حقوق المبدعين الأصليين

من يحمي حقوق المبدعين الأصليين؟

المغرب اليوم -

من يحمي حقوق المبدعين الأصليين

مشاري الذايدي
بقلم : مشاري الذايدي

حفظ الحقوق الفكرية والإبداعية، مفتاح لا غنى عنه لازدهار الاقتصاد ونمو الدول وانتعاش التحديث.

الآن، خبر جميل يشرق علينا، حين أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤخراً: «الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية». هذه الاستراتيجية، كما جاء في ديباجة الخبر الرسمي، تعدّ إحدى ممكّنات تحقيق «رؤية المملكة 2030»، الهادفة لبناء منظومة للملكية الفكرية.
ولي العهد السعودي ومهندس رؤيتها الحديثة، قال وهو يعلن عن هذه الاستراتيجية، إنَّه «لدينا عقول وطاقات شغوفة بالابتكار والإبداع، وبتمكينها ستكون المملكة بيئة خصبة للاقتصاد المعرفي». كما أن من أهداف هذه الاستراتيجية، طبقاً لكلام الأمير محمد بن سلمان: «رفع مستوى الوعي بحقوق المبدعين والمبتكرين».
ما هو تعريف الملكية الفكرية؟
حسب المنصة الرسمية للهيئة السعودية للملكية الفكرية، فإنَّ الملكية الفكرية:
هي مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية، وغير ذلك.
حسناً، على من يُطلق لقب (المؤلف)؟
أيضاً حسب التعريف الرسمي للهيئة، فإنَّ:
المؤلف هو الشخص الذي ابتكر المُصنّف؛ ويعدّ مؤلفاً كل من نشر اسمه على المُصنّف ما لم يثبت خلاف ذلك. كما يدخل في مُسمّى المؤلف كل من يساهم في تأليف مُصنّف مرئي وصوتي؛ مثل مؤلفي النص؛ والسيناريوهات؛ وكتّاب الحوار.
أعلم أنَّ مجالات الملكية الفكرية متنوعة بين التكنولوجيا والعلوم المادية، وأظنُّ أنَّ ضبط هذه المجالات مقدور عليه، بل وربما مُطبّق بدرجات متفاوتة، لكن يظلّ المهم بالنسبة لي هو التركيز على حقوق الإبداع الفكري والفنّي، مثلاً كلمات أغنية، أو نص رواية أو فكرة فيلم أو وثائقي أو سيناريو أو حوار... هذه غنائم لا حماة لها اليوم!
ثمة سؤال آخر، يخصُّ أصحاب الحسابات التفاعلية على «تويتر» و«سناب شات» و«تيك توك»، و«يوتيوب»، وغيرها، السؤال هو: حين يخرج من يوصف بأنَّه صانع محتوى، ويقدّم مادّة مرئية، أو مسموعة، جلّها، مسروق، ولا أقول مقتبساً، من مادة صحافية سابقة نُشرت في هذه الصحيفة أو تلك، هذه القناة الفضائية أو تلك، هذا المقال أو ذاك، كتاب أو بحث، من دون أن يستأذن صانع المحتوى المزعوم هذا، من صاحب المادة الأصلية، سواء أكان فرداً أم مؤسسة... من يفعل ذلك بماذا نصفه؟ وهل قوانين الملكية الفكرية تسري عليه؟
صانع أو صانعة محتوى من نجوم «سناب شات» أو «تويتر» أو «يوتيوب» «يلطش» جهد غيره، ويتجمّل أمام متابعيه الذين لا يقرأون أصلاً، بل هم من مدمني الفرجة البصرية المسلّية، يصبح مع الوقت هو مصدر المعرفة وسقف الحرفية، لدى عامّة الجمهور، ومن هذا الجمهور أناس كبار في العمر صغار في التجربة.
تواتر هذا الصنيع، يجعل المبدع «الأصلي» يزهد في تقديم المزيد، فهو كما قال المثل، كالشعير، مأكول ومذموم!
ليت حماة الحقوق الفكرية، يلتفتون لهذا الحال الذي لا يسرّ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحمي حقوق المبدعين الأصليين من يحمي حقوق المبدعين الأصليين



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
المغرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib