مَن يسمع مَن

مَن يسمع مَن؟

المغرب اليوم -

مَن يسمع مَن

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

 

قال: هل تتذكَّر تلك الدراسةَ الفلانية التي كتبها الباحث الفلاني، وتوقَّع فيها ظهورَ الخطرِ السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي التكنولوجي الفلاني؟

قلت: نعم أتذكر.

قال: ماذا حصل بعدها؟

قلت: ماذا حصل؟

قال: بالضبط هو هذا موضع الاستغراب، لا شيء حصلَ من طرف الجهة التي ينبغي لها الاهتمامُ بذلك.

الدراسات التنبؤية التي تضع السيناريوهات المتوقعة، في حدود زمنية ومكانية معيّنة، تفعل ذلك ليس من باب ضرب الودَع، أو على طريقة ليلى عبد اللطيف وميشيل حايك، مع تقديري لجهودها الترفيهية، وإعجاب المعجبين بكشوفاتهما الروحانية، بل تضع هذه الدراسات توقعاتها تأسيساً على جملة متنوعة من المؤشرات، والمعلومات، والسوابق، التي تقود إلى اللواحق، تصيب تارات وتخطئ تارة أو تارات.

سبق لنا القول هنا - مراراً حتى خشيت إصابة الكرام هنا بالضجر! - عن ضعف عالم الدراسات والأبحاث في ديارنا العربية، وأعني الدراسات الحقيقية الجادّة المهنية وليس «شبه» ذلك!

ولا نعني من يخلط بين وظيفة الإعلام وتوجيه الجمهور، ووظيفة الدراسات... هذه نقرة وتلك نقرة أخرى، فلا الليل سابق النهار ولا النهار سابق الليل، «وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ».

نعم، عالم الدارسات ومراكز التفكير، عالم متشعب، فيه المرتبط مباشرة بجهة حكومية، وفيه شبه المرتبط، وفيه اللامرتبط بجهة حكومية، بل بقوى ضغط أو مصالح معينة، ليس بالضرورة أن تكون مصالح تجارية، بل ربما مصالح ثقافية أو تعزيز سلطة معنوية ومادية ما، مثل الكنائس والمؤسسات الدينية عامّة، أو القومية أو العلمانية، وطبعاً قد تكون مرتبطة بحزب أو تيارات فكرية وقومية... إلخ.

المعنى في ذلك هو أن وظيفة التفكير وتقليب الاحتمالات، والبحث عن المعلومات وتحليلها وتقسيمها والإفادة منها، ضرورة وليست ترفاً، والمهم في ذلك هو منع الخلط بين وظيفة الإعلام ووظيفة البحث، كما قلنا، لأنَّ ذلك الخلط يضر الجانبين!

في القلب كلام وفي العقل حديث، «وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ»!

فاض الخاطرُ بهذا البوح، لأنني قرأت خبراً عن توقعات دولية بعودة وشيكة جديدة للدواعش إلى المنطقة، لأسباب كثيرة. هل هذه العودة بسبب عجزٍ تربوي فكري - وسياسي - إسلامي وعربي عن حلّ المشكلة الفكرية من جذورها؟

أم هي نتيجة «مؤامرة» دولية وإخراج البعبع لتعطيل العرب كلما أرادوا النهوض؟

من الواضح أنَّ التوقع الأخير ليس منّي بل محاكاة لكلام البعض، لكن لا بأس، فوظيفة الدراسات «المتنوعة» فحص كل الاحتمالات، ووضعها في ميزان النقد، ليتميّز الجوهر من المغشوش.

تلك هي وظيفة صيارفة النقد العقلي، ويبقى القرار الأول والأخير... لصاحب القرار.

ولنا عودة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، لموضوع عودة «داعش» الجديدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَن يسمع مَن مَن يسمع مَن



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 17:27 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
المغرب اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023

GMT 11:08 2023 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

بلينكن يشيد بـ«الصمود الاستثنائي» للأوكرانيين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib