رسائل مهمة من الكلية الحربية

رسائل مهمة من الكلية الحربية

المغرب اليوم -

رسائل مهمة من الكلية الحربية

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

 

فى الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضى، كان هناك احتفال ضخم فى الكلية الحربية بالقاهرة بمناسبة تخريج الكليات العسكرية المختلفة.
أتشرف بأننى أحضر تقريبا تخرج الكليات العسكرية بصورة شبه دائمة منذ عام ٢٠١٣. وجرت العادة أن يقام الاحتفال صباحا. وهى المرة الأولى على حد علمى أن يقام مساء، وقد أدركت السبب حينما فوجئنا بالمستوى الممتاز لاستخدام الألوان والليزر فى سماء الكلية الحربية التى صار اسمها الأكاديمية العسكرية.
احتفال الخميس كان مختلفا إلى حد كبير مقارنة بالسنوات الماضية، لأن المنطقة بأكملها فى حالة اضطراب كبير، خصوصا بعد العملية النوعية غير المسبوقة للمقاومة الفلسطينية صباح ٧ أكتوبر الماضى، والقصف الإسرائيلى غير المسبوق لغزة الذى دمر حتى الآن أكثر من ألف منزل وتهديد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتغيير خريطة الشرق الأوسط، ومحاولات إسرائيل تهجير سكان غزة باتجاه سيناء المصرية حتى يتم تصفية القضية الفلسطينية.
أظن هذه هى الخلفية المهمة التى جرى معها الاحتفال، فهو لم يكن فقط بمناسبة تخريج الكليات العسكرية، بل أيضا الاحتفال بمرور خمسين عاما على انتصار السادس من أكتوبر العظيم.
فى ساحة التدريب الكبرى بالكلية الحربية كان الطلاب والخريجون يؤدون عروضا متميزة تكشف عن مستوى التأهيل والتدريب المتقدم، من أول الانضباط مرورا بعروض الصاعقة والقفز من المظلات نهاية بالعروض السحرية للمقاتلات المصرية.
على شاشة العرض الكبرى فى بداية الاحتفال كان هناك عرض لعناوين الصحف المصرية الصادرة بعد العبور العظيم فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣، ومنها مثلا: «معركة الكرامة» و«انتصرنا»، و«يوم الحسم».
ومعها عرض للمعدات والأسلحة، التى تم استخدامها فى الحرب.
ومن الماضى إلى الحاضر، تم عرض كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى قالها خلال أحد الاحتفالات السابقة بانتصار أكتوبر، وفحواها «الجيش المصرى اللى هزم إسرائيل مرة قادر يعملها كل مرة».
كان ملفتا فى هذا الاحتفال أيضا الإشادة بالدول العربية التى ساعدت مصر فى هذه الحرب، وتم الإشارة لـ١٣ دولة عربية وهى سوريا شريكتنا الأساسية فى الحرب على جبهة الجولان وفلسطين والعراق والأردن والسعودية والإمارات والكويت واليمن والسودان وتونس والمغرب وليبيا والجزائر التى لعب رئيسها هوارى بومدين دورا مشهودا.
جمهور الحاضرين فى الكلية الحربية وقف لتحية الدول العربية أكثر من مرة خلال الاحتفال، وهى إشارة إلى ما يمكن أن تفعله الأمة العربية إذا اقتنعت بأن توحدها، حتى لو كان قليلا، يمكن أن يغير كل الموازين، بدلا من حالة المنافسة والفرقة والتنافس والتشرذم التى لا يستفيد منها إلا أعداء هذه الأمة، اتضح لنا أخيرا أنهم كثر حتى لو ابتسموا فى وجوهنا.
كان هناك عرض ساحر نفذه الخريجون بمهارة حيث رسموا «سيناء أرض العزة» بأجسادهم، وفى هذا الصدد ألهبت كلمات وطريقة إلقاء مقدم الحفل الرئيسى العميد ياسر وهبة حماس الحاضرين بلغته العربية المتميزة، خصوصا حينما قال: «لم ولن نفرط فى أى شبر من سيناء».
وكان ملفتا فى هذا الاحتفال أيضا تقديم المذيع المعروف تامر حنفى بقناة «القاهرة الإخبارية» لبعض فقرات الاحتفال.
الأغانى الوطنية ومعظمها إنتاج الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى شكلت جوا مختلفا وتفاعل معها الحاضرون، ومنها أغنيات «أقسمت باسمك يا بلادى» و«راجعين رافعين رايات النصر» و«والله زمان يا سلاحى» و«الله أكبر فوق كيد المعتدى» و«خلى السلاح صاحى» «لك يا مصر السلام» و«رسمنا على الأرض وجه الوطن» و«أغلى اسم فى الوجود» و«عاش اللى قال للرجال» وبمناسبة هذه الأغنية فقد نال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات التصفيق أكثر من مرة خلال الاحتفال باعتباره بطل هذه الحرب من دون منازع. إضافة لبقية القادة العظام فى هذه الحرب خصوصا أحمد إسماعيل على ومحمد عبدالغنى الجمسى وسعد الشاذلى، وأظن أيضا أن دور حسنى مبارك كقائد للقوات الجوية لا يمكن إنكاره بالمرة حتى لو اختلف معه البعض سياسيا.
خلال أحد عروض الاحتفال كان هناك استعراض رائع لسلاح الجو المصرى، وهو يضم مقاتلات من الرافال والإف ١٦ والسوخوى والميج والميراج، وهى رسالة لكل من يهمه الامر أن فى هذا البلد جيشا كبيرا، وهو الوحيد فى المنطقة الذى استعصى حتى الآن على كل محاولات التفتيت والتقسيم والتشرذم، وأظن أننا ندرك الآن أكثر من أى وقت مضى أهمية وجود جيش وطنى محترف وموحد وقوى ومسلح تسليحا جيدا.
تحية إلى كل الخريجين الجدد وإلى الجيش والشرطة فى مصر وقبل ذلك وبعده إلى الشعب المصرى العظيم وحمى الله الشعب الفلسطينى من كل مكروه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل مهمة من الكلية الحربية رسائل مهمة من الكلية الحربية



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 00:54 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب
المغرب اليوم - روحي فتوح لتولّي رئاسة السلطة الفسطينية حال شغور المنصب

GMT 22:21 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
المغرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 04:55 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

" Chablé" يمثل أجمل المنتجعات لجذب السياح

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 20:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

شجار بالأسلحة البيضاء ينتهي بجريمة قتل بشعة في مدينة فاس

GMT 22:28 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

ولي عهد بريطانيا يقدم خطة لإنقاذ كوكب الأرض

GMT 05:06 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

"Hublot" الخزفية تتصدر عالم الساعات بلونها المثير

GMT 09:11 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

فتاة منتقبة بطلة فيلم "ما تعلاش عن الحاجب"

GMT 07:11 2018 السبت ,25 آب / أغسطس

فولكس" بولو جي تي آي" تتفوق على "Mk1 Golf GTI"

GMT 16:49 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مكرم محمد أحمد ضيف "الجمعة في مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:34 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

مهاجم زامبي على طاولة فريق الدفاع الحسني الجديدي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib