كيف ستكون 2022 محاولة قراءة

كيف ستكون 2022؟ محاولة قراءة!

المغرب اليوم -

كيف ستكون 2022 محاولة قراءة

حسين شبكشي
حسين شبكشي

الاستشراف عملية معقدة وصعبة لا بد فيها من مراجعة الكثير من الفرضيات والاحتمالات، وتحليل الأحداث والشخصيات الحاصلة، وتقدير وتوقع ما قد يكون ناتجاً عن هذا التحليل، ومحاولة القراءة لهذه المسائل، ولذلك ستكون مسألة محاولة قراءة لسنة 2022 المقبلة فيها الكثير من التحديات والتعقيدات، ولكن سنحاول القيام بذلك للتعلم والتدبر.

سيكون بطل السنة المقبلة 2022 فيروس كورونا الذي لا يزال يتصدر المشهد بشكل أو بآخر، سواء كان على الصعيد الصحي أو الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي منذ عام 2020، واستمراراً لهذه السنة 2021، وبظهور المتحور الجديد «أوميكرون»، الذي يثير الذعر والخوف والقلق والرعب في أوساط العالم نظراً إلى إصابات كثيرة من المرشح أن يستمر في تسيّد الموقف للسنة المقبلة كذلك، وعليه فمن المتوقع أن تكون هناك حملة مركزة من اللقاحات والجرعات المنشطة لتحقيق المناعة المجتمعية في أكثر دول العالم، التي لا تزال لم تصل حتى الآن وبعيدة عن النسبة المطلوبة وهي 70 في المائة من المناعة المجتمعية.

الهاجس الاقتصادي يسيطر أيضاً على المشهد، وسنرى في الفترة الأولى هبوطاً في أسعار السلع الأساسية مثل النفط تحديداً، الذي سيتفاعل سلباً مع مخاوف انتشار متحور «أوميكرون» وتداعيات فيروس «كوفيد 19» المخيفة. ولكن هاجس التضخم الذي بدأت آثاره تظهر على اقتصادات العالم واضحة وصريحة، وتفاعل معها أكثر من بنك مركزي مهم حول العالم برفع معدلات الفائدة ليتجاوب مع وضعية اقتصادية حرجة وتتفاقم، وهي التضخم الآتي بقوة على المشهد الاقتصادي العالمي.

2022 هي أيضاً سنة فيها حيز مهم من التوتر والقلق الأمني الذي يخيم بظلاله على منطقة أوكرانيا في مواجهة بين المعسكرين الغربي والروس، تتصاعد حدتها وقد تحسمها هذه السنة بشكل أو بآخر وإن كان ستكون لذلك تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية على تلك المنطقة من العالم، وهذا ينسحب أيضاً على اتفاق إيران النووي الذي تدار حوله التحديات والشكوك والقلق من إمكانية إتمام إنجازه، ويفتح بعد ذلك الموضوع على مسألتين فيهما احتمال كبير من أن يكون أمراً واقعاً؛ الأولى هي تحول إيران فعلاً إلى دولة نووية متكاملة لديها إمكانات التسلح النووي وإنتاج القنبلة النووية تقنياً، وهذا يفتح المجال بعد ذلك إلى قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد الأهداف النووية في إيران، ما يفتح المجال على تداعيات لا يمكن توقع نتائجها لأنها سابقة خطيرة. المعسكر الغربي يبدو أنه لا يملك قدرة على لجم إيران دبلوماسياً، وإيران تماطل في الوقت حتى تكتسب الجولات الأخيرة وتضع العالم أمام إيران نووية كأمر واقع.

سنة 2022 ستشهد أيضاً انتخابات نيابية مهمة جداً في الولايات المتحدة على مقاعد مجلسي الكونغرس والشيوخ، والمتوقع فيها أن ينال حزب الرئيس جو بايدن خسارة كبيرة، نظراً لسوء الأداء المتعلق بإدارته وهشاشة النمو الاقتصادي في حقبته، وعدم قدرته على السيطرة على الانتشار الهائل لـ«كوفيد 19» في الأوساط الأميركية، وكذلك ضعف مواجهته مع إيران وروسيا والصين في ملفات المواجهات المختلفة، ما سينعكس سلباً على نسبة الرضا العام على أدائه في الرأي العام الأميركي، وهو الذي سيسفر عن هزيمة شنيعة في الانتخابات النيابية لحزبه.
أزمات العملات وأداؤها السيئ سيعصفان بالكثير من الحكومات، خصوصاً في تركيا ولبنان وسوريا وإيران الذين يواجهون تدهوراً في قيمة عملاتهم بشكل غير مسبوق، ما أثّر سلباً وبشكل خطير على جودة الحياة وسلامة قدرات الإمداد الطبي والغذائي لمواطني هذه الدول، ما يشكل تهديداً للاستقرار والأمان السياسي لهذه البلدان، والمدخل هنا هو سوء أداء العملات كظاهر المسألة، وهذه المسألة تتحمل أعماقاً اقتصادية أكبر وتدهوراً سياسياً واضحاً.

سنة 2022 مرشحة أن تكون سنة مضطربة وقلقة ومخيفة في بعض الأحيان، نظراً إلى استمرار عناصر عدم الاستقرار في الكثير من الموضوعات الملتهبة، وكذلك استمرار الهمّ الأكبر الذي يسيطر على أذهان الناس ونفسياتهم وثقتهم وأمانهم، وهو استمرارية انتشار فيروس «كوفيد 19»، وهو المعطل الأول للطموحات التنموية وعناصر الاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في كل بقاع العالم دون استثناء.

تحدي 2022 للعالم بأسره أن ينجو بنفسه من تداعيات مرعبة ومقلقة تهدد الاستقرار الاقتصادي، وتهدد عودة الانطلاقة إلى أسواق العالم مجدداً، بعد فترة عصيبة من التراجع، وانعكاسات ذلك الأمر على الساحات السياسية والأمنية من الممكن توقعها بشكل سلبي ومخيف.
العالم محتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تعاون وتكامل كلي، وحسن ظن كلي، حتى لا تأتي نتائج تشبه القنابل في انفجارها تطول شظاياها الجميع ونحن في غنى عن ذلك.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ستكون 2022 محاولة قراءة كيف ستكون 2022 محاولة قراءة



GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
المغرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib