برشلونة ودموع ميسي

برشلونة ودموع ميسي

المغرب اليوم -

برشلونة ودموع ميسي

حسين شبكشي
بقلم :حسين شبكشي

رغم عناوين الأخبار المهمة مثل سيطرة قوات جماعة طالبان المتواصلة على الأراضي الأفغانية، وحرائق غابات أوروبا، ونتائج دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو وغيرها، احتل الخبر الصادم والخاص بإعلان مغادرة أسطورة كرة القدم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لنادي برشلونة الإسباني - بعد أن قضى فيه أكثر من عقدين من عمره - عناوين الأخبار، وجاء الإعلان الرسمي من طرف النجم الكبير في مؤتمر صحافي كبير، بدا فيه اللاعب الاستثنائي باكياً ومذهولاً وحزيناً.

وبحسب المعلومات الرسمية الواردة فإن سبب رحيل ميسي عن برشلونة هو فشل الطرفين في الاتفاق بينهما على قيمة عقد اللاعب، بسبب عدم قدرة النادي على تغطية المبلغ المطلوب بسبب سقف الرواتب والقيود النظامية التي وضعها الاتحاد الوطني للعبة المعروف باسم «لا ليجا»، وذلك رغم التأكيد المسبق على بقاء ميسي في برشلونة والتسريبات الصحافية المؤكدة على ذلك. ولكن يبدو أن هناك قصة «سياسية» خلف كل تطورات الساعات الحاسمة الأخيرة. لفترة ليست بالقصيرة كان نادي برشلونة الرمز السياسي والأيقونة الشعبية والجماهيرية في مسيرة الكفاح السلمي لمقاطعة كاتالونيا ومطالبها المتواصلة بالاستقلال عن إسبانيا، وهو النادي الذي يضع العلم الكاتالوني من ضمن شعاره الرسمي، وتلوح به جماهيره في ملعبه الضخم الشهير الكامب نو، حتى أصبحت أعلام النادي لا تنفصل عن أعلام المقاطعة.

وظهر ثقل وأهمية نادي برشلونة خلال المسيرات الكبرى التي خرجت مطالبة باستقلال المقاطعة خلال عامي 2017 و2018 لتملأ شوارع برشلونة، والتي تم اتهام النادي فيها بأنه تهاون أمنياً ومال لمطالب المتظاهرين، وقرر تأجيل مباراة كان مقرراً إقامتها لينال عقوبة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم ويخصم منه بعض النقاط.
تأسس النادي العريق في سنة 1899 على أيدي مجموعة من المهاجرين في كاتالونيا. وكانت هذه سنة محورية في تاريخ الاستعمار الإسباني الذي خسر آخر مواقعه في منطقة بحر الكاريبي، لتبدأ موجة حادة من العداء للسلطة في مدريد. وبات النادي يعرف بالنادي الكاتالوني، وكان دوماً ما يدفع الثمن في كل مرة تخرج المطالب السياسية لأهالي المقاطعة. حتى خلال الحرب الأهلية الإسبانية لم يفوت القائد العسكري الفاشي فرانكو فرصة الانتقام من رئيس برشلونة الأسبق جوزيب سونيول، فقام بإعدامه فوراً بتهمة سياسية لفقت له.
ولذلك يرى عدد مهم من أنصار برشلونة والمتابعين السياسيين للشأن الكتالوني أن مشهد ليونيل ميسي الحزين الأخير هو نتاج أحداث وصلت للفصل الأخير. فالمدير سعى إلى قرارات غريبة تم الاستغناء فيها عن كبار نجوم الفريق.

قصة ميسي مع برشلونة وفصلها الأخير الحزين حرمت جماهير البرشا من وداع يليق بإنجازاته معها وحبها له وداعاً في الكامب نو وهو ممتلئ بطاقته الاستيعابية القصوى بـ99 ألف متفرج كأكبر الملاعب الإسبانية بدلاً من مؤتمر صحافي أخير مليء بالذهول والدموع. ولكن هناك حتماً من أسعده الخبر ويبتسم وهو يرى ما حصل. إبعاد الحدث بدأت ككرة ثلج تتشكل وتتدحرج، فأكبر شركتين من رعاة النادي طالبتا بعقد اجتماع عاجل وفوري وطارئ لمراجعة شروط العقود، لأن لديهم قناعة أن قيمة النادي ستتأثر جماهيرياً واقتصادياً بغياب النجم الأرجنتيني عن الملاعب الإسبانية بشكل سيؤثر سلباً على العوائد المادية والاستثمارية للنادي البرشلوني تحديداً والدوري الإسباني لكرة القدم عموماً.

يطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بشكل مستمر بفصل كرة القدم عن السياسة، ويعاقب من يخلط بينهما ولكن ما حصل بين نادي برشلونة وليونيل ميسي يحمل بصمات السياسة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

برشلونة ودموع ميسي برشلونة ودموع ميسي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
المغرب اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:34 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام
المغرب اليوم - سعد لمجرد يكشف عن عمل جديد مع الفنانة إيلي أفرام

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 18:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 14:11 2015 السبت ,23 أيار / مايو

العمران تهيئ تجزئة سكنية بدون ترخيص

GMT 17:38 2022 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنيه الذهب يسجل رقماً قياسياً لأول مرة في مصر

GMT 15:13 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

تغلبي على الخوف من عيوب جسدك مع ارتداء الحجاب

GMT 15:12 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

عمران فهمي يتوج بدوري بلجيكا للمواي تاي

GMT 08:03 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

ما الذي سيقدمه "الأسطورة" في رمضان 2018؟

GMT 20:50 2018 السبت ,24 شباط / فبراير

خفيفي يعترف بصعوبة مواجهة جمعية سلا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib