شقة فى «شارع فيصل»
إيران تفرج عن مغني الراب توماج صالحي بعد إلغاء حكم بإعدامه عاصفة شتوية قوية تضرب شمال أميركا وتتسبب في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في الجنوب الكشف عن خطة إسرائيلية أعدتها جمعيات استيطانية لإنشاء مدن جديدة وتوسيع مستوطنات في الضفة الغربية خلال فترة ولاية ترامب قمة دول الخليج العربي تُطالب بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي للمدنيين في غزة ورعاية مفاوضات جادة لوقف الحرب جماعة الحوثي تنفذ عملية ضد هدف حيوي في منطقة يافا بفلسطين المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي الجيش الروسي يُحرر بلدتي بيتروفكا وإيليينكا في جمهورية دونيتسك الشعبية استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفل في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمجموعة من المواطنين في خان يونس بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية الرجاء الرياضي ينعي وفاة مشجعين للفريق في حادث سير بعد مباراة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا
أخر الأخبار

شقة فى «شارع فيصل»

المغرب اليوم -

شقة فى «شارع فيصل»

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

 

فى الماضى، اعتاد المصريون فكرة هجرة بعض الريفيين إلى القاهرة، والسكن على تخومها أو داخل الأحياء القديمة منها، لكن خلال فترة الثمانينات وما تلاها، ظهر نوع جديد من الهجرة العكسية بسبب أزمة السكن.

العديد من القرى المزروعة التابعة لمحافظة الجيزة شهدت زحفاً سكانياً يرتكز على فكرة تجريف الأرض الزراعية، وبناء العمارات والأبراج السكنية الشاهقة فوقها.

تجد نماذج لذلك فى قرى صفط اللبن، وكفر طهرمس، وكفر غطاطى، ومناطق فيصل والعمرانية، وغيرها.

زُرعت الأرض الممتدة فى هذه المناطق وغيرها بالأبراج، والشقق الفارهة، وأحياناً الفيلات، ونشأت حولها البيئات المعتادة للعمائر التى تضم شققاً صغيرة، وأحياناً غرفاً، وبيعت السلعة العقارية على حسب القيمة (الموقع والمساحة)، وضمت هذه المناطق الناشئة أفراداً من مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة، أو بعبارة أخرى قدمت مسرحاً لهجرة كافة الأطياف الحضرية إلى مناطق كانت فى الأصل ريفية قروية.

يمثل شارع فيصل مسرحاً تستطيع أن ترصد من خلاله بدايات عملية تقطيع الأوصال التى عاشها المصريون بدءاً من النصف الثانى من السبعينات، حين كان الشارع يمثل امتداداً زراعياً لشارع الهرم ويطل على ترعة، فرحلة الشارع بدأت بعد الحرب وانطلاق عملية السلام، لتحوله من بقعة خضراء ممتدة إلى واحد من أعقد شوارع الجيزة على مستوى الزحام.

ظل شارع فيصل حتى أوائل السبعينات بقعة خضراء تضم فيلات وقصور بعض باشوات وبهوات ما قبل يوليو 1952، ثم بدأ الزحف الأسمنتى عليه بإرادة سياسية، وجدت صدى لدى مُلاك الأراضى الزراعية هناك، صغاراً كانوا أم كباراً، فوضعوا أيديهم فى أيدى الحكومة لقتل الخضار وتحويله إلى سواد أسفلتى، انضمت إليه كل القرى القريبة، بدءاً من كفر طهرمس وانتهاء بكفر غطاطى.

حلم الحصول على «شقة فى فيصل» داعب الكثيرين ممن عادوا بمبالغ معقولة من العمل فى دول الخليج، تمكّنهم من شراء شقة تمليك، أو ادخروا مبلغاً يساعدهم على تأجير شقة بـ«الخلو»، وكل على حسب طاقته.

أعداد مهولة تدفقت على «فيصل» حتى ابتلعت كل شبر فيه، وشجع هذا الإقبال والتكاثر السكانى الكثير من أصحاب المشروعات والمحال التجارية والعيادات وخلافه على وضع أقدامهم فى الشارع، ومع كثرة الحركة والنشاط فيها بات محطة أساسية للميكروباصات والباصات، وتزاحمت به السيارات بسبب موقعه الحيوى كممر إلى العديد من المناطق المهمة بالجيزة والهرم وأكتوبر والرماية وغير ذلك، ثم دخلت التكاتك على الخط فأغرقته.

شوارع وحوارى أزقة مصر القديمة لم تكن عشوائية إلا فى مبانيها، لكنها كانت شديدة الانتظام فى ثقافتها التى وصفتها لك بـ«ثقافة الأكل فى طبق واحد»، تعددت فيها الصور الإنسانية يتعاطف فيها كل فرد مع المجموع الذى ينتمى إليه، أما الصورة التى تقدمها لنا تجربة «شارع فيصل» فمختلفة، وتقدم لك صورة للعشوائية الحقيقية التى لا ترتبط بعدم نظامية المبانى، فذلك أمر شكلى، ولكن عشوائية الأداء والسلوك الناتجة عن الخروج عن السيطرة.

لقد أصبح الشتات هو الحكم، فكل يسير فى الاتجاه الذى يريد، أو «عكس عكاس»، وفى هذه الحالة يكون من الوارد التصادم وتقطيع الأوصال، إلا من عصم الله، وقليلٌ مَن هم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شقة فى «شارع فيصل» شقة فى «شارع فيصل»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 11:51 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

شهر حزيران تميمة حظ لمواليد برج السرطان

GMT 13:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

السفير المغربي سمير الدهر يتعرض إلى السرقة في حي يسيشيكو

GMT 19:54 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

والد حمزة منديل يرفض الرد على اتصالات نجله

GMT 02:43 2015 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

حلى الزبادي بالأوريو

GMT 08:36 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "تسلا" تبني مصنعًا لإنتاج السيارات الأجنبية في الصين

GMT 08:25 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

نتائج القسم الثاني لكرة القدم بالمغرب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib